زوجي لديه ربو، وعمره 48 سنة، وتزداد أعراض الربو حينما يصاب بالنوبة بالليل .. ما السبب؟
هذا ملخص رسالتك. والمخاوف التي ذكرت في الرسالة لك الحق في الإحساس بها، ولا يستطيع أي طبيب أن يقلل من شأن الربو ومدى احتمالات خطورة نوبة الربو التي لا تتم معالجتها بالشكل الصحيح، والمؤدية إلى تحسين جريان حركة التنفس وخروج الهواء بالطريقة الصحيحة.
أزمة الربو أمر يجب عدم التعامل معه بقلة اهتمام، وما تفعلينه هو الصواب في عنايتك بزوجك وتذكيره بضرورة تناول الأدوية للوقاية من عودة الإصابة بنوبة الربو. وأحيانا يتراخى البعض في الاهتمام بصحته وتكون لديه زوجة معينة ومساعدة تساعده على الاهتمام بصحته، وهذه نعمة عليه.
ولاحظي معي أن أفضل وسيلة لعلاج نوبات الربو هو منع وقوعها بالأصل عبر المتابعة الطبية وأخذ الأدوية التي تسكن أي تهيج في عمليات المناعة بالجسم، خاصة الرئة والشعب الهوائية فيها. والوسيلة الثانية هي معالجة بوادر ظهور نوبة الربو بكل اهتمام من بداية ظهورها ومنع تفاقم النوبة وتطورها، خاصة عند الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الميكروبية أو عند التعرض للظروف البيئية المهيجة لتفاعلات الحساسية، وهذا يتم وفق توجيهات الطبيب المعالج لكيفية العناية بمريض الربو والاهتمام به.
وبالنسبة للموضوع الآخر الذي تحدثت عنه في رسالتك، وهو علاقة وقت الليل بزيادة أعراض الربو، فإن هذا صحيح، وهناك عدة تفسيرات، ومعرفة هذه التفسيرات تتطلب العمل على التعامل معها.
ولاحظي معي أن مثيرات ظهور أزمة الربو لدى مريض الربو تشمل ربما وجود مواد مهيجة لتفاعلات الحساسية وموجودة في الوسائد أو أسرّة النوم أو على سطحها، أو الغبار المتراكم في أجزاء أخرى من غرفة النوم كأسطح خزائن الملابس أو تحت السرير أو غيرها من الأماكن التي تتطلب التنظيف الدقيق، أو ربما القطع المتطايرة من الفطريات التي قد تنمو دون أن نشعر في الحمامات أو على البلاط الذي يتعرض للرطوبة أو السوائل المائية.
كما لاحظي معي أن مرضى الربو لديهم حساسية في التفاعل مع تغيرات الرطوبة أو الحرارة بالأجواء المحيطة بهم. ومنهم من قد يعاني من الحرارة المرتفعة أو البرودة المنخفضة أو جفاف الهواء وغيره.
وهناك سبب آخر ربما يتطلب عناية بإخبار الطبيب، وهو أنه ربما تكون الوسيلة العلاجية المأخوذة للوقاية من ظهور نوبة الربو أو المأخوذة لمعالجة نوبة ربو حالية، تفقد مفعولها بالليل نتيجة انتهاء مدة مفعول الدواء بالجسم، ولذا ربما على الطبيب وصف نوع تؤخذ منه جرعة إضافية بالمساء للحفاظ على توسع كاف في مجاري التنفس طوال ساعات الليل.
وهناك أسباب ربما تتعلق بوضعية المرء أثناء الاستلقاء للنوم، مثل انخفاض الرأس، مما يتطلب النوم والاستلقاء بزاوية أعلى باستخدام وسائد أعلى. أو ربما الاستلقاء يتسبب في تسريب محتويات أحماض المعدة عبر المريء إلى الحلق والرئة مما يتسبب في مزيد من السعال أو الحساسية للربو.
والمهم ملاحظة هذه العوامل ومدى تأثيرها واستشارة الطبيب المعالج في الجوانب المهمة منها.