ابني يبلغ 3 سنوات من العمر، و تصيبه نوبات من صفير الصدر منذ حوالي ثلاثة أشهر .. هل هو ربو ؟ ومتى علي أخذه إلى المستشفى عندما تصيبه النوبة تلك ؟

هذا ملخص سؤالك ، والمقصود واضح حول مدى قلقك ومعاناتك أثناء نوبات الصفير تلك. الأصل هو أن ليس كل صفير في صدر الطفل هو دليل على الإصابة بالربو كحالة مرضية ، لأن الصف الذي يظهر عند محاولة الزفير وإخراج الهواء من الصدر ينجم عن وجود حالة من الضيق في مجرى الهواء الصغيرة في الشعيبات الرئوية الهوائية.


هو إحدى العلامات في حالة وجود حالة الربو ، لكن مع التنبه إلى أن ليس كل صفير من هذا النوع يعني وجود الربو ، كما أن هناك حالات ربو لا يصاحبها هذا الصفير. حالة الصفير غالباً ما تُصيب الأطفال ، حتى الكبار ، بعد أو أثناء التهابات الصدر ببعض من الفيروسات الشائعة ، ما ينتج عنه صعوبات في التنفس وسعال متكرر ، ثم لا تلبث في الغالب أن تزول الحالة بعد بعض الوقت.

والسبب هو الحصول على حالة من التهيج في الشعيبات الهوائية عند حصول التفاعلات الالتهابية فيها حال وجود الفيروسات وبعد زوالها. والإحصائيات تشير إلى أن حوالي 50٪ من الأطفال في سن دون ثلاث سنوات قد تعترضهم هذه النوبات من ضيق التنفس وصفير الصدر عند إصابتهم بالالتهابات الفيروسية في الجهاز التنفسي. ولا يظهر الربو إلا عند أقل من ثلثهم خلال السنوات الثلاث التالية. ويصعب على الطبيب توقع أي من الأمور في المستقبل لهم حيال استمرار الحالات تلك أو تطورها إلى الربو المزمن. لكن تتم المعالجة والمتابعة لهذه الحالات يصل الطبيب ، بتعاون الوالدين ، إلى تحقيق راحة الطفل وعدم تكرار النوبات تلك لديه.

ما يستدعي المبادرة إلى أخذ الطفل لقسم الإسعاف في المستشفى لتلقي المعالجة لحالات صفير الصدر وضيق التنفس ، هو ما تلحظيه من مدى سوء حالة طفلك. بمعنى أنه حينما يواجه الطفل صعوبة في تنفيذ جملة أثناء حديثه واضطراره للتوقف لأخذ النفس ، أو حينما تلحظي أن الطفل يستخدم عضلات البطن أثناء التنفس ، أو فتحة أنفه تتسع بشكل واضح أثناء أخذ النفس أو غيرها من علامات الإنهاك عليه ، والتي يجب أخذه للمستشفى.

المهم بالنسبة لك أن تحافظي على هدوءك كي تتصرفي بشكل صحيح في العناية بالطفل ، وأن لا تهملي ملاحظته من حين بدء الأعراض عليه ، وأن لا تتأخري في أخذه إلى المستشفى حينما تبدو عليه الأعراض بشكل قوي. وكذلك من المهم أيضًا أن تكون لديك وسائل المعالجة المنزلية للقيام بها ، وهو ما يتطلب تفهماً لها واستيعابها لما ينصحك الطبيب للقيامه باستخدامها.