أبلغ من العمر 50 عاما، وأصبت بألم وتورم واحمرار شديد في إصبع القدم الكبيرة. وبعد الفحص وتحاليل الدم، شخصت إصابتي بمرض النقرس، فماذا علي أن أفعل لمنع عودة المرض مرة أخرى، علما بأني في طور الشفاء ؟
النقرس هو أحد اضطرابات عمليات الأيض (التمثيل الغذائي) وفيه يتراكم حمض البوليك (اليوريك أسيد)، الذي هو أحد نتاج التمثيل الغذائي للبروتينات، التي من المفروض أن يتخلص منها الجسم بإخراجه عن طريق الكلى مع البول.
وإذا أنتج الجسم كميات كبيرة من هذا الحمض تفوق قدرة الكليتين على معالجتها، أو كانت الكليتان لا تؤديان وظيفتهما على أكمل وجه بسبب مرض ما، فإن التوازن هنا يختل.
وبالتالي يتراكم حمض البوليك في المفاصل، حيث يعمل على تهييج وإلهاب الغشاء المبطن للمفصل والأنسجة المجاورة مما يسبب الألم والاحمرار والسخونة والتورم في المفصل.
وكما ذكرت في سؤالك تشخص بفحص نسبة حمض البوليك في الدم، وبالفحص المجهري لسائل المفصل لرؤية بلورات حمض البوليك، عن طريق أخذ خزعة من المفصل المصاب. أما الهدف الرئيسي من العلاج فهو تخفيف الألم وحدة الالتهاب وخطر تلف المفصل. ولهذا السبب وصف لك الطبيب مسكنات الألم ومضادات الالتهاب اللا ستيرودية المعروف عنها جودتها في تخفيف الألم الشديد في مثل هذه الحالات.
والبديل هنا هو عقار الكولشيسين الذي ينبغي تناوله مع بدء ظهور الأعراض ويستطيع هذا العقار أن يقلل حدة النوبة بقدر كبير، ولكنه كثيرا ما يسبب الإسهال. أما في الحالات الشديدة فقد يضطر الطبيب إلى حقن المفصل الملتهب بعقار الكورتيزون.
أما الأمور التي ينبغي عملها للحد من تكرار نوبات النقرس، فتشمل تناول الماء بكثرة لتخفيف تركيز حمض البوليك في البول، وبالتالي تقل نسبة احتمال تكون حصوات في الكلى، كما يجب الإقلال من تناول الأطعمة البروتينية كاللحوم التي من الممكن أن ترفع نسبة الحمض في الدم.
أما في حال الإصابة بنوبات متعددة من المرض أو تكونت حصوات بالكلى، فهنا يصف الطبيب علاجا وقائيا يعرف بالـ«ألوبيورينول» لخفض مستوي حمض البوليك في الدم مع جرعات منخفضة من الكولشيسين لمنع حدوث النوبات.