هل استخدام السيجارة الإلكترونية ضار بالصحة أسوة بتدخين سجائر التبغ؟

باختصار شديد، لا تعرف طبيا إجابة واضحة وصحيحة عن سؤالك. الأمر الذي يحصل، هو أن بعض الشركات العالمية توصلت إلى إنتاج جهاز صغير بشكل السيجارة المعروفة.


ويحتوي هذا الجهاز على بطارية تعمل على إنتاج بخار أو دخان يحتوي على مادة نيكوتين بكميات متفاوتة. والهدف من هذه السيجارة الإلكترونية هو تزويد الشخص المتعود على التدخين، بكميات من النيكوتين تساعده على تقليل الاعتماد على تدخين سجائر التبغ. ويتمكن هذا الشخص بشكل متدرج من التخلص من عادة التدخين عبر إزالة اعتماد الجسم تدريجيا على الحصول على مادة النيكوتين.

الفكرة بالأساس جيدة، وشبيهة إلى حد كبير بوسائل مساعدة المدخنين على التخلص من هذه العادة السيئة عبر التدرج في إزالة حالة اعتماد الجسم على مادة النيكوتين، أي أشبه بوسيلة علكة النيكوتين أو لصقة النيكوتين.

الإشكالية لدى بعض الأوساط الطبية، في الولايات المتحدة وكندا وبعض الدول، هو أن بعض هذه الهيئات العلمية، مثل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، قامت بدراسة مكوناتها وتأثيرات استخدامها، ووجدت بعض الملاحظات التي بمحصلتها وصفت هذه السجائر الإلكترونية بأنها «غير قانونية».

ولم تكن اعتبارات وضع مثل هذا التقييم نابعة من إثباتات علمية على أن من يستخدمها سيصاب بالمرض الفلاني أو سيحصل له الضرر الفلاني، بل مبنية على أمور متعددة لا علاقة لها بشكل مباشر بإثبات أضرارها الصحية. ومثلا، كانت إحدى الملاحظات لإدارة الغذاء والدواء الأميركية تتحدث عن أن المنتجين يدعون أن بها تلك الكمية من النيكوتين، بينما نتيجة الفحص تشير إلى أرقام مختلفة، وأن استخدامها لا توجد عليه عوائق قانونية في إمكانية التدخين بها في الأماكن التي يحظر فيها تدخين سجائر التبغ المعروفة، وأنه يمكن للمراهقين والأطفال استخدامها بخلاف السجائر التبغ التي لا تباع إلا للبالغين، وأن في بعض من عبواتها، وليس كل أنواعها، بعض المواد التي تصنف أنها من المحتمل أن تتسبب في السرطان. كما طرحت إدارة الغذاء والدواء تساؤلات مشروعة حول صحة إدعاء منتجي السجائر الإلكترونية أنها أقل ضررا من تدخين سجائر التبغ المعروفة، وطالبت تلك الشركات بإثباتات علمية حول الإدعاء هذا.

ولذا، فإن ملاحظات إدارة الغذاء والدواء الأميركية، التي صدرت في عام 2009، لم تجزم بالقول بأنها ضارة ويجب منع استخدامها وترويجها بل أصدرت تحذيرات حول احتمالات تسببها في الأضرار الصحية وطلبت إجراء مزيد من الدراسات والندوات حولها.