عمري في الأربعينات وعملي مكتبي، ولاحظت مؤخرا أنني أشعر بألم في الساق، خاصة بعد الجلوس لفترة طويلة في المكتب أو الوقوف لفترة طويلة، بماذا تنصح؟

هذا ملخص أهم النقاط في رسالتك، ولكن لم يتضح لي منها هل لديك أمراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم أو السكري، أو هل تدخن، وما وزنك، وهل حصلت لديك في السابق التهابات في المفاصل أو إصابات بالحوادث.


وأفترض من عدم ذكرك لها أنها غير موجودة، كما أفترض أن الألم لديك إما في إحدى الساقين أو كلتيهما.

ألم الساق بالعموم ليس أمرا طبيعيا، والقيام بأعمال شاقة ومجهدة باستخدام الساقين، كالهرولة أو الوقوف، يؤدي عادة إلى الشعور بالتعب والإعياء، مما يدفع المرء نحو الكف عن استخدام الساقين. ولا يتسبب بالألم في الساقين، أي إن ألم الساقين ليس علامة طبيعية متوقعة من إجهاد الساقين حال الاستخدام. هذه النقطة الأولى التي يجب أن تكون واضحة في الذهن.

النقطة الثانية، أن وصف الشعور بالألم، في أي منطقة بالجسم، يتطلب معرفة الجوانب التالية عنه، وهي: مكان الألم، ونوعية الألم، وما يثير ظهوره، وما يساعد على زواله، ومدى انتقاله إلى أي مكان آخر، وهل هناك علامات ظاهرة على منطقة الألم مثل التورم أو الاحمرار أو غيره.

النقطة الثالثة، أن هناك فرقا في السبب والمعالجة، بين ألم يصيب إحدى الساقين وألم يصيب كلتيهما في الوقت نفسه وتحت الظروف نفسها.

وبالنسبة لما ذكرت في رسالتك، فإن الشعور بالألم المستمر في الساق أو الساقين، خاصة الشكوى الحديثة من تلك الآلام، تتطلب دون أدنى ريب تقييم الطبيب وفحصه لمعرفة السبب. والمصادر الطبية حينما تسوق أسباب ألم الساق أو الساقين معا، تذكر قائمة تحتوي على أكثر من عشرين سببا محتملا للألم فيهما.

وصحيح أن غالبية تلك الأسباب ترتبط بالإصابات في الأوتار أو المفاصل أو العضلات أو العظام، إلا أن هذه التراكيب ليست هي كل شيء في الساقين، بل هناك شبكة من الأعصاب وشبكة من الشرايين وشبكة من الأوردة، وهناك الجلد أيضا، أي إن ضيق الشرايين، وجلطات الأوردة، وتجمع السوائل في الساقين، واضطرابات الأعصاب الطرفية والتهابات وقروح الجلد، كلها قد تتسبب بألم في ساق أو الساقين. كما أن هناك مناطق بعيدة في الحوض أو البطن أو الظهر، تؤثر على تراكيب الساقين وقد تتسبب بالألم فيهما.

وربما يكون ألم الساقين لديك، بعد طول الجلوس أو طول الوقوف، نتيجة لتجمع السوائل في الساقين أو إحداهما، ما يتسبب في الضغط والألم على تراكيب الساقين. أي حصول تراكم للسوائل التي يجب أن لا تتراكم في الساقين مع طول الوقف لو كانت الأوردة تعمل بكفاءة على سحب السوائل تلك.

وهناك أسباب عدة لاضطرابات عمل الأوردة، مثل خلل في صمامات الأوردة، المنتشرة على طول مسارها، التي تعمل على تسهيل دفع الدم من الساقين في الأسفل إلى القلب في الأعلى.

وغالبية من لديهم تجمع السوائل، التي ليست بالضرورة في حجم كبير، بالساقين، يشعرون بالألم من نوعية الحرقة أو التقلصات، خاصة في عضلة ربلة «بطة» الساق وفي باطن القدمين.

وكثيرا ما يفيد جدا، ويلاحظ المرء فرقا واضحا، إذا ما حرص على ارتداء جوارب ذات ضغط معتدل، وتصل إلى ما دون الركبة أو أعلى من الركبة بشيء يسير.

ويبقى من المهم مراجعة الطبيب لفحص حال الأوردة وجريان الدم في الشرايين وتقييم كفاءة عمل الأعصاب، إضافة إلى المفاصل والأوتار والعضلات والعظام، وفحص المناطق البعيدة نسبيا التي قد تتسبب اضطراباتها بألم في الساقين.