قرأت بعض المقالات عن البكتيريا الصديقة .. هل بكتيريا لبن الزبادي مفيدة؟ وما العلاقة بين «بروبايوتيك» البكتيريا والسكريات؟
هناك أشياء تُسمى «بروبايوتيك - probiotics» وأشياء أخرى تُسمى «بريبايوتيك - Prebiotics». الأولى، أي «بروبايوتيك»، هي البكتيريا الصديقة والجيدة. وهناك مكانان توجد فيهما هذه البكتيريا الصديقة. الأول، في جسم الإنسان. توجد في القولون، أي الأمعاء الغليظة، وتؤدي وظائف جيدة ومفيدة لرفع مستوى صحة الجسم.
والمكان الثاني هو في بعض أنواع الأطعمة، وبالدرجة الأولى في لبن الزبادي أو أنواع أخرى من مشتقات الألبان الخاصة بتسهيل الهضم وإزالة التلبك المعوي. ويجب التفريق بين البكتيريا الصديقة الموجودة في لبن الزبادي، وأنواع البكتيريا الضارة التي تلوث بعض الأطعمة وتجعل من تناولها سببا في النزلات المعوية والإسهال وارتفاع حرارة الجسم والقيء وغيره.
أما «بريبايوتيك» فهي أنواع من السكريات التي لا يهضمها الجهاز الهضمي لدى الإنسان، وتصل إلى القولون، وهناك تتغذى عليها البكتيريا الصديقة التي تعيش في القولون بشكل طبيعي ومفيد لصحة الجسم. مثل لبن الزبادي والموز والخرشوف «الأرضي شوكي»، وحبوب الشوفان، والعسل، وغيرها.
وعندما تجتمع «بروبايوتيك» مع «بريبايوتيك» في منتج غذائي معيّن فإن هذا المنتج الغذائي يسمى «ساينبايوتيك - symbiotic»، أي المنتج الغذائي الذي توجد فيه البكتيريا الصديقة مع الغذاء المناسب لها من السكريات. وأشهر أنواع «ساينبايوتيك» هو لبن الزبادي.
والفكرة الأولى التي تطرحها الكثير من الدراسات الطبية الحديثة أن ثمة أدلة علمية تدعم صحة القول بفائدة وجود البكتيريا الصديقة في القولون لدي الإنسان، وأن ثمة أيضا أدلة علمية تدعم صحة القول بأن تناول المنتجات الغذائية التي تحتوي على بكتيريا صديقة، مثل لبن الزبادي، يسهم في تحسين حالات اضطرابات القولون وتحسين فرص سلامة الفم والأسنان والحلق من نمو الميكروبات الضارة فيها، كما يسهم في تخفيف تهيج حالات الحساسية الجلدية، وغيرها من الفوائد التي تطرحها نتائج الدراسات الحديثة حول البكتيريا الصديقة في الأطعمة. وعليه يكون من المفيد تناول كميات معتدلة من تلك المنتجات المحتوية على البكتيريا الصديقة.
والفكرة الأخرى أن وجود كميات البكتيريا الصديقة الطبيعية في قولون الإنسان هو شيء مفيد صحيا، لأنه يقلل من احتمالات نمو البكتيريا الضارة في الأمعاء، كما يسهم في تنظيم عمليات امتصاص الأمعاء لأدوية معينة ومركبات كيميائية معينة ذات أهمية فسيولوجية بالجسم. وعليه يجب عدم فعل الأشياء التي تضر بنمو تلك البكتيريا الصديقة وتكاثرها، مثل تناول المضادات الحيوية دونما داعٍ طبي. كما أن من المفيد تناول الأطعمة التي تحتوي على سكريات تتغذى عليها تلك الأنواع من البكتيريا الصديقة الموجودة في القولون.
والذي يبدو علميا أن ثمة أدلة مشجعة حول جدوى تناول لبن الزبادي أو غيره من مشتقات الألبان المحتوية على البكتيريا الصديقة في معالجة حالات الإسهال الناجمة عن تناول المضادات الحيوية أو الإصابات الفيروسية، وفي منع وتخفيف حدة الإصابات بالفطريات في مهبل المرأة، وتخفيف اضطرابات القولون العصبي، وتخفيف تهيج حساسية إكزيما الجلد لدى الأطفال، ومنع أو تخفيف حدة الإصابات بنزلات البرد والتهابات الحلق. ولا توجد آثار جانبية للحرص على تناول كمية بحجم كوب من لبن الزبادي، وحتى الذين لديهم مشكلة مع هضم الحليب، لا يعانون من نفس الأعراض عند تناول لبن الزبادي.