هل عصير الرمان وسيلة لخفض الكولسترول؟

بداية علينا ملاحظة أمرين، الأول هو نسبة الكولسترول في الدم، والثاني هو ترسب الكولسترول داخل جدران الشرايين.


وخفض ارتفاع نسبة كولسترول الدم وسيلة لخفض كمية ترسبات الكولسترول داخل جدران الشرايين. ولذا فإن معالجة ارتفاع الكولسترول تتضمن إما خفض نسبة الكولسترول في الدم، وتتضمن أيضا خفض احتمالات ترسيب الكولسترول داخل جدران الشرايين.

وليس من الثابت علميا حتى اليوم أن شرب عصير الرمان أو تناول حبوب فاكهة الرمان يؤدي إلى خفض كبير واضح في نسبة الكولسترول بالدم. ولكن إضافة إلى تأثيره المتوسط في خفض الكولسترول، فإن هناك الكثير من الدراسات الطبية التي تم إجراؤها في الولايات المتحدة والكثير من الدول الأوروبية التي أثبتت أن شرب كوب من عصير الرمان يوميا يؤدي إلى خفض تراكم الكولسترول على جدران الشرايين.

والشرايين التي تمت متابعتها بالفحوصات الطبية خلال تلك الدراسات كانت الشرايين الكبيرة والمهمة في الرقبة، التي تنقل الدم من القلب إلى الدماغ. وهذه النتيجة الإيجابية لشرب عصير الرمان على شرايين الرقبة تنطبق نظريا في الغالب على بقية شرايين الجسم. وإحدى آليات هذا التأثير هو احتواء الرمان على المواد المضادة للأكسدة. وعلى الرغم من أن الرمان مثله مثل الكثير من المنتجات النباتية الطبيعية، يحتوي على المواد المضادة للأكسدة، فإن الرمان يعتبر من فئة المنتجات النباتية الغنية جدا بتلك المواد المضادة للأكسدة.

وعلينا ملاحظة أنه كما أن العمل على خفض مستوى الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم هو أمر مهم ومطلب طبي لحماية شرايين القلب والدماغ وبقية أرجاء الجسم، فإنه أيضا من المهم جدا العمل على منع أو إعاقة ترسيب الكولسترول في جدران الشرايين منعا لنشوء التضيقات التي تؤدي إلى الذبحة الصدرية أو الجلطة القلبية أو السكتة الدماغية وغيرهم. والحقيقة أن خفض نسبة كولسترول الدم ما هو إلا وسيلة لخفض احتمالات نشوء ترسبات الكولسترول على جدران الشرايين وبالتالي تكوين التضيقات فيها. وعليه، فإن عصير الرمان مفيد للمصابين باضطرابات الدهون الثلاثية الكولسترول، ليس لخفض المعدلات بل لخفض ترسباتهم داخل جدران الشرايين.

وبالإضافة إلى ما تقدم، وعند قرار المرء الانتظام في شرب كوب من عصير الرمان بشكل يومي، فإنه ينبغي ملاحظة أن الرمان قد يتفاعل مع بعض أدوية القلب التي ربما يتناولها الكثير من مرضى القلب. ومن مجمل الدراسات العلمية، يعمل عصير الرمان على خفض ضغط الدم بدرجات طفيفة أو متوسطة لدى مختلف الناس. وهناك أدوية من فئة «مثبطات إنزيم تحويل أنجيوتنسين» مثل كابتوين أو ستاريل أو رينيتيك وغيرهم، وعصير الرمان له مفعول شبيه بهذه الفئة من أدوية خفض ضغط الدم وتحسين قوة عضلة القلب.

والذي يتناول أيا من هذه الأدوية عليه استشارة الطبيب قبل الانتظام اليومي في شرب كوب من عصير الرمان لفترات طويلة. وكذا الحال عند تناول أدوية أخرى لخفض ضغط الدم. أما التفاعلات بين أدوية خفض الكولسترول من فئة «ستاتين» مثل ليبيتور أو زوكور أو كريستور، فإن هناك كلاما نظريا حول إمكانية أن يتسبب تكرار شرب كميات يومية عالية من عصير الرمان في حصول تأثيرات عكسية لأدوية الكولسترول على العضلات. ولكنه يظل توقعات علمية لم تؤكدها شواهد من حالات مرضى حصلت لديهم هذه التفاعلات. كما أن هناك توقعات علمية نظرية شبيهة مع تناول عقار «فياغرا» لتنشيط الانتصاب، أي زيادة قوة مفعوله.