هل يصلح زيت النعناع لعلاج متلازمة القولون العصبي؟
التحليل العلمي:
قد تبدو الأعراض المتمثلة في ألم في البطن، وانتفاخ البطن، والدخول بصورة متكررة إلى الحمام أشبه بحالة سيئة من تسمم الطعام، لكنها حقيقة يومية بالنسبة للملايين من الأميركيين الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي irritable bowel syndrome.
تشير بعض التقييمات إلى أن هذه الحالة تصيب واحدا من بين كل 5 من البالغين الأميركيين، ويمكن أن تكون هناك صعوبة في علاجها. ويتنقل الكثير من المرضى بين وصفات الأدوية، والأدوية المسهلة، بل وحتى العلاج السلوكي المعرفي. لكن بالنسبة لمن يسعون إلى الحصول على بديل طبيعي ربما يكون زيت النعناع الخيار الأمثل بالنسبة لهم.
وقد استخدم نبات النعناع الهجين من النعناع السنبلي لقرون كعلاج عشبي. وقد سادت اعتقادات بأن هذا النبات يمتلك القدرة على تخفيف آلام الأمعاء والمعدة من خلال سد تدفق الكالسيوم إلى خلايا العضلات في الأمعاء والتي تخفف بدورها من انقباض العضلات.
نتائج متفاوتة: وخلال التقرير الذي مولته الكلية الأميركية لطب الأمراض الباطنية الذي نشرته «المجلة الطبية البريطانية» عام 2008، أجرى العلماء تحليلا لدراسات سابقة يقارنون فيها بين زيت النعناع Peppermint oil والأدوية لدى 400 مريض. وتوصل العلماء في النهاية إلى أن 26% فقط من المرضى الذين عولجوا بزيت النعناع ـ مرتين يوميا خلال فترة من شهر إلى 3 أشهر ـ واصلوا الشكوى من الإصابة بمتلازمة اضطرابات الأمعاء بعد العلاج مقارنة بـ65% من الأفراد الذين تم علاجهم بالأدوية. وخلص العلماء إلى أن الأدلة كانت قوية بما فيه الكفاية للدعوة إلى إجراء عدد من الدراسات الأخرى.
بطبيعة الحال، لم تتفق جميع الدراسات على توظيف زيت النعناع كعلاج للحالة، فقد وجدت بعض الدراسات فائدة بسيطة في استخدامه فيما لم تجد الأخرى على الإطلاق. لكن الخبراء يقولون إن المرضى الذين يبحثون عن خيار آخر، لديهم ما يكفي من الأدلة للتصريح باستخدام زيت النعناع.
وأشار التقرير الذي نشرته دورية «أميركان فاميلي فيزيشيان» (طبيب الأسرة الأميركية) عام 2007 إلى أنه على الرغم من الدراسات الخاصة باستخدام هذا العشب لعلاج أعراض متلازمة اضطراب الأمعاء كانت مختلطة، يبدو أن هناك ما يشير إلى فعاليته في خفض أعراض متلازمة اضطراب الأمعاء خاصة آلام البطن وغازات الأمعاء والهضم.
المخاطر:
يؤكد المركز الوطني للعلاجات البديلة والتكميلية، التابع لمعاهد الصحة الوطنية، أن زيت النعناع يؤتي نتائج أفضل إذا ما تم تناوله في صورة كبسولات، ما يخفض من احتمالية حدوث حرقة المعدة. وتعتبر آمنة عندما تستخدم بجرعات صغيرة مع الشعور بأعراض جانبية عامة مثل الغثيان والحساسية. لكن الجرعات المكثفة من زيت النعناع قد تتسبب في آلام في الكلى.