أبلغ من العمر 45 سنة، وأعاني من بداية هشاشة العظام، أرجو إفادتي ؟

من المعروف أن هشاشة العظام تصيب النساء أكثر من الرجال ، لهذا السبب الرئيسي هو انقطاع الدورة الشهرية ، فإن المرض يأخذ في التقدم بهدوء خلال تلك الفترة التي تحياها السيدة بعد انقطاع ، كما يساهم نمط الحياة الميسر الذي تعيشه معظم سيدات هذا العصر في قلة الحركة وتناقص الأنشطة الحياتية مع عدم تعويض ذلك بممارسة أي نشاط رياضي كسبب آخر لضعف العظام وعدم وصول الغذاء لها ، والتي لا تقوى ولا تحافظ على ما تحتويه من الكالسيوم والأملاح الأخرى.


كما أن تناول بعض الأدوية الطبية كالكورتيزون ، وبعض الأدوية الأخرى عند تناولها لفترات طويلة لمعالجة بعض الأمراض الأخرى التي تؤدي إلى حدوث مرض هشاشة العظام ، كما أن هناك ارتباطا مباشرا بين بعض العادات كالتدخين وغيره وبين هشاشة العظام.

 المحتاج على عدم تناول المنتجات الغذائية المحتوية على الألبان والأجبان بكثرة في سن المراهقة وتؤدي إلى الإصابة بالمرض أيضًا ، وإلا تناول هذه الأغذية يؤدي إلى وقاية نسبية من المرض للمخزون الذي يتم الحصول عليه والذي يعد ذخيرة للمستقبل.

ولا يمكن تشخيص المرض بالاعتماد على الكشف الإكلينيكي «السريري» الظاهري بأي حال من الأحوال ، فلا بد من قياس كثافة العظام من خلال جهاز قياس كثافة العظام للتشخيص الدقيق للوصول إلى درجة ونسبة الهشاشة ، حتى تتم المتابعة للعلاج الصحيح والفعال.

وهشاشة العظام هو مرض غير مؤلم بشكل عام، لكن تحدث بعض الآلام في أسفل الظهر نتيجة كسور بسيطة داخل العظام نفسها، وتكمن خطورة المرض في ازدياد قابلية العظام لحدوث الكسور. أما العلاج فهو وقائي أولا من خلال ممارسة الرياضة وتناول منتجات الألبان والتعرض لأشعة الشمس المباشرة غير الحارقة في الأوقات المناسبة لتنشيط فيتامين دي، ثم العلاج الوقائي من خلال تناول الكالسيوم وفيتامين دي خلال فترة ما قبل انقطاع الدورة الشهرية.

ثم يأتي العلاج التعويضي بعد انقطاع الدورة الشهرية، التي يؤخذ فيها بدائل الهورمون الأنثوي والتي كثر الحديث عنها أيضا لتسببها في حدوث بعض أنواع الأمراض السرطانية للأعضاء الأنثوية كالثدي والرحم والمبيض. ان بعض العلاجات الحديثة التي تعمل كالهورمون الأنثوي في تأثيراتها المفيدة على الجسم، لكن بدون الأعراض الجانبية على الثدي والرحم والمبيض قد انتشر استخدامها وجاءت بنتائج مرضية جدا حتى الآن.

والعلاج بتلك الأدوية لا بد أن يكتمل بتناول الكالسيوم وفيتامين دي بكمية لا تقل عن 1000 الى 1500ملغم يوميا وهي الكمية التي يحتاجها الجسم بعد انقطاع الدورة الشهرية.

ثم نأتي الى مرحلة حدوث الهشاشة فعلا والتي يصاحبها ازدياد نسبة حدوث الكسور، خصوصا عظام عنق الفخذ والفقرات القطنية. والعلاج هنا يجب ان يضاف إليه بعض الأدوية التي تعيد بناء العظام مرة أخرى وهنالك أنواع كثيرة، ويحدد الطبيب المعالج نوع العلاج المناسب لكل حالة على حدة، ولا يمكن تعميم العلاج بأي شكل من الأشكال في هذه المرحلة لكل الحالات، وذلك لاختلاف وظيفة كل نوع من هذه الأدوية عن الآخر.

إنه حال عدم وجود هشاشة يجب تناول الكالسيوم ، ولكي يتم امتصاصه لا بد من وجود فيتامين دي النشط ، سواء من خلال التعرض لأشعة الشمس أو من خلال إضافته للكالسيوم ، ثم وظيفة الهورمونات التعويضية والأدوية البديلة غير الهورمونية في المحافظة على محتوى العظام من الكالسيوم المحدد فقدانه منها إلى الدم الذي يعالج بهذه الأدوية بعد انقطاع الدورة الشهرية أو بعد استئصال المبيضين جراحيا أو بعد التعرض للعلاج بالإشعاع.

هذا إضافة للعلاجات التي تساعد على بناء العظام في حال وجود الهشاشة فقط ، وليس على الإطلاق ، ولكن يمكن استخدامها أيضًا في حال عدم الرغبة أو وجود مانع طبي لتناول الهورمونات أو بدائلها.