أصبت بألم في البطن عدة مرات، وبعد الفحوصات تم التشخيص بوجود التهاب حصوات في المرارة، أريد أن أسال هل ان الجراحة مفيدة في حالتي، وما هي أسباب الإصابة ؟
أولاً المرارة عبارة عن كيس عضلي يشبه الكمثرى يقع أسفل الكبد في المنطقة العليا اليمنى من البطن ، تعمل على تخزين مادة صفراء وهي سائل لزج ذو لون ذهبي مائل للاخضرار ومر الطعم. وتفرز المادة الصفراء من خلايا الكبد وتحفظ هناك ، ومن ثم تفرز المادة الصفراء من المرارة عبر الأنبوب الواصل بين الكبد والأمعاء بعد انقباضها إلى الإثنى عشر عند الحاجة أنها ، أي بعد تناول الطعام.
وتبدأ المادة الصفراء في أن يكون المساعدة على هضم وامتصاص الدهون ، أما ما عدا ذلك ، أي بين الوجبات ، فإن هذا السائل لا يمكن المرور إلى الأمعاء ، فلا بد له من وجود مكان يتجمع فيه وهو المكان المرمي الذي تقوم بتجميع وتخزين العصارة الصفراوية وتزيد من تركيزها.
وتتكون معظم حصوات المرارة عندما تزيد كمية الكوليسترول بما يتجاوز بكثير المكونات الأخرى الأخرى الصفراء. ولا يشكو المصابون بحصوات المرارة من أي أعراض مرضية عادة إلا عند تهيج الحصوات التي عندما ترتفع نسبة المواد الكيميائية في المادة الصفراء ، أو عند حدوث عدوى بكتيرية في جدار المرارة وهنا يبدأ عليها التهاب المرارة ، أو عند تحرك بعض الحصوات ومغادرتها المرارة إلى القناة المرارية أو القناة الصفراوية أو البنكرياسية وتسد أيا منهما.
ومن العوامل المساعدة لتكون حصوات المرارة ، هرمون الإستروجين الأنثوي الذي يزيد من نسبة الكوليسترول في الصفراء ، فالسيدات اللائي يتناول حبوب منع الحمل أو يتناول العلاج الهرموني التعويضي هن أكثر عرضة للإصابة بحصوات المرارة ، كما تلعب الحمل المتكرر دوره في زيادة النسبة بصورة خاصة ، وتؤثر الزيادة في الوزن أيضا في قابلية النساء لتكوين الحصوات أكثر منها لدى الرجال.
والعكس صحيح، فالخضوع لبرنامج غذائي صارم وقاس بهدف الإنقاص السريع للوزن يقلل قابلية الإصابة بحصوات المرارة بنسبة 20%. وعند حدوث نوبة التهاب المرارة الحاد يبدأ الإحساس بالألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن والذي يكون مفاجئا وشديدا. ويزداد الألم عند محاولة التنفس بعمق أو لدى الحركة المفاجئة.
وقد ينحصر الألم في منطقة البطن أو قد ينتشر إلى الكتف الأيمن، ويصاحبه الشعور بالغثيان والقيء وفقدان الشهية وارتفاع درجة الحرارة. وعادة ما يتكرر حدوث هذه الأعراض على صورة نوبات خفيفة تنتهي تلقائيا، وتحدث هذه النوبات بسبب انسداد مؤقت ناتج عن خروج حصوات صغيرة إلى القنوات.
أما إذا حدث انسداد للقناة الصفراوية بحصوة كبيرة، فان الشخص يصاب باليرقان ويتغير لون البول إلى اللون الداكن والبراز إلى اللون الفاتح. وقد تصاحبه حمى وقشعريرة شديدة عند حدوث تلوث أو عدوى بكتيرية.
وهنا تكمن خطورة حصوات المرارة عند عدم علاجها فيتحول الوضع إلى حالة طبية طارئة ، وفي حالة وجود عدوى بكتيرية يبقى المريض تحت الملاحظة مع تناول المضادات الحيوية والمسكنات عن طريق الوريد للقضاء على العدوى وتجاوز الألم. أما في حال عدم وجود عدوي بكتيرية ، فمن الممكن إجراء منظار الاستكشافي للقناة الصفراوية باستخدام تقنية (ERCP) المنظار الداخلي لتصوير القنوات الصفراوية والبنكرياسية بالحقن العكسي ، لاستكشاف واستخراج أي حصوة سدت القناة الصفراوية أو البنكرياسية.
وفي حال حدوث نوبات خفيفة متكررة من الألم بسبب حصوات المرارة ، قد ينصح الطبيب بإجراء جراحة لاستئصال المرارة والحصوات عن طريق المنظار البطني.