الرئيس التنفيذي لـ«IWC» : من يعتقدون أننا نعيش دائمًا في العسل ومن دون أزمات واهمون

جورج كيرن .. قائد يعشق التحليق مع النجوم
جورج كيرن .. قائد يعشق التحليق مع النجوم

في خضم الأجواء القاتمة التي خيمت على صالون الساعات الفاخرة بجنيف لعام 2016، بسبب الأزمة الاقتصادية التي لا تزال تلقي بظلالها على العالم، وزادت حدتها هذا العام بسبب الاضطرابات السياسية وانخفاض أسعار النفط وغيرها، يبقى جورج كيرن، الرئيس التنفيذي لدار «آي دبليو سي شافهاوزن»، نسمة هواء منعشة بتفاؤله وقدرته على إضفاء البريق والمرح على هذه الأجواء. 


فيوم الثلاثاء من كل دورة في الصالون، مثلا، أصبح ملكه الخاص، واليوم الذي يترقب فيه الجميع حفل «آي دبليو سي».

فهو دائما ضخم تتخلله برامج ترفيهية على مستوى عالمي، ويحضره كبار النجوم من سفراء الدار وضيوف جورج كيرن المهمون. 

طبعا هذا الأخير لا يبخل على الحفل بشيء، لأنه يعرف أهميته ومدى تأثيره في جذب الأنظار إلى الدار.

يعلق بكل ثقة بأن المسألة لا تتعلق بالمال أو صرف مبالغ كبيرة على هذه الحفلات بقدر ما تتعلق بالتنظيم ونظرة ذكية وبعيدة المدى «نحن نتعامل مع المشاهير مثل أصدقاء، يساعدوننا على الترويج للماركة عبر شبكات التواصل الاجتماعي». 

ويضيف: «مثلا في يوم الحفل، حضر كريس إيفنز الذي يتبعه على (إنستغرام) 7 ملايين متابع، وكذلك لويس هاملتون، فضلا عن سفيرات الشرق الأوسط مثل الممثلة هند صبري والمذيعة ريا أبي راشد، ولا أحتاج إلى القول بأن الأمر لم يتطلب من كل واحد منهم سوى صورة واحدة تصل إلى أكثر من 21 مليون متابع. نعم نحن نعرف أهمية التواصل الاجتماعي ونستعمله باعتباره وسيلة للترويج».

جورج كيرن ليس مثل غيره من الرؤساء التنفيذيين في عالم الساعات تحديدا، الذين يتميز أغلبهم بالجدية والرسمية.

في كل دورة وفي كل لقاء، يؤكد لك أنه مايسترو ماهر، يحب الإخراج السينمائي ولا يتحرج من الأضواء، بل يمكن القول بأنه يستعذبها ويطلبها من أجل التحليق بـ«آي دبليو سي» عاليا بين النجوم، علما بأن التحليق كان العنوان الذي اختاره في صالون جنيف. 

فقد دعا الجميع إلى أن يحلقوا معه عبر مجموعة «بايلوت» الشهيرة التي أعادها بتصاميم جديدة تستلهم خطوطها من حقبتي الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، أي بـ«أناقة الجنتلمان»، بعد أن تخففت من شخصيتها الرياضية القوية.

في الجناح الخاص بالشركة اكتملت كل التفاصيل، من طائرات قديمة معلقة في السقف إلى غرف مصممة على شكل مقصورات، جرى اللقاء معه في واحدة منها. 

لا يسعك وأنت تقابله وجها لوجه إلا أن تعجب بأناقته، التي يبدو واضحا أنه يحرص على كل تفاصيلها من الرأس إلى أخمص القدمين، وبثقته العالية التي تتجلى في صراحته التي تُثلج الصدر، وعدم تواضعه وهو يلمح بقدراته مثل ربان مركب «آي دبليو سي» الذي يأخذها في كل الأوقات إلى بر الأمان. 

يقول: «علينا أن نتعود على الأزمات، فقد أصبحت الوضع الطبيعي في الوقت الراهن. إذا اعتقد الناس أننا سنعيش دائما في العسل ولن تعترض طريقنا أي مطبات، فهم واهمون. هذه هي الحياة، سنستيقظ دائما على نوع جديد من الأزمات والاضطرابات، وكل ما علينا هو أن نتعامل مع هذه الدراما بعقلانية، وأن نبني مركبا صلبا يمكننا الإبحار به عندما تكون الأجواء لطيفة وهادئة وعندما تكون بها عواصف».

الشرق الأوسط تعد حاليا من الأسواق التي تشكل أزمة بالنسبة لصناع المنتجات المترفة، لأنها كانت سوقا تُعول عليها، لكنها تعاني من عدة اضطرابات تؤثر على حركة السوق. كيرن له نظرة مختلفة، إذ يقول، إنه بالنسبة لأي ماركة عالمية لا يجب أن «توقف سيرك الاضطرابات، بل عليك أن تبقى في الواجهة. صحيح أن الناس لا يميلون إلى التسوق في أوقات الأزمات، لكن الوجود في هذه الأسواق ضروري لربط علاقة طويلة المدى».

ثم إنه لا يؤمن بأن للأسواق العالمية حدودا، لأن السفر أصبح جزءا من الحياة، والناس يميلون عموما إلى الشراء وهم في إجازة، لأن نفسيتهم تكون مرتاحة. 

فمثلا 70 في المائة من المبيعات في فرنسا يقوم بها صينيون، كذلك الأمر بالنسبة إلى دبي أو أبوظبي.

«الزبون العربي يحب التسوق في لندن وباريس»، حسب قوله، ومع ذلك لا يوقف الأمر الشركة على التوسع في الأسواق العربية عموما والسعودية خصوصا، لأنها تريد ترسيخ مكانتها وصورتها لدى الزبون السعودي، بافتتاح محلات جديدة والقيام بأنشطة فنية وثقافية في المنطقة.

وطبعا أيضا بتقديم ساعات عالية الجودة بتصاميم أنيقة يمكن استعمالها في كل الأوقات والمناسبات. 

للوصول إلى هذا الزبون العارف والمقدر للساعات المتميزة، فإن الحل بالنسبة إليه ليس ركوب أي موجة، بل الاعتماد على التقنيات العالية وتطويرها مع احترام تاريخها وإرثها.

لهذا فإن دخول مجال الساعات الذكية غير مطروح بالنسبة له على الإطلاق.

فالساعات الذكية في رأيه مجرد صرعة، أو حسب وصفه: «مثل السوفليه، ينتفخ ويعلو لكنه مع أي نسمة هواء ينزل ويفقد قوامه». لهذا فإن منافستها للساعات الميكانيكية الفاخرة غير مطروحة بالنسبة إليه، رغم أن «آي دبليو سي» ستطرح ساعة «كونيكت» في شهر مارس المقبل. 

بيد أن جورج كيرن يصر أنها ليست ساعة ذكية بالمفهوم الدارج، وكل ما في الأمر أنها ستتمتع بجهاز «IWC Connet»، وهو عبارة عن أداة توضع في أحزمة ساعاتها الميكانيكية من مجموعة «بيغ بايلوت»، لتتيح لصاحبها إمكانية التحكم بأجهزة معينة وتوفير تعقب كامل لها، بعد وصلها بإنترنت.

ويعلق: «الفكرة هنا أن نواكب العصر ونقدم هذه الساعة مثل خيار بحزام بتصميم أنيق ورقمي، بينما تبقى ميكانيكية الساعة وتقنياتها شبه مقدسة. فهي كما قلت خيار فيما يتعلق بالسوار وحده، وليس جزءا من الساعة نفسها».

ورغم أن كيرن لا ينكر أن الساعات الذكية تحقق الأرباح في الوقت الحالي، فإن الأمر لا يؤرقه، لأن نجاحها وأسعارها تخاطب شرائح مختلفة من الزبائن، وبالتالي لن تؤثر على مبيعات الساعات الميكانيكية المعقدة.

«الترف الحقيقي الآن ليس هو المنتجات الرقمية، بل المنتجات التي تثير الحلم وتلمس العواطف، من خلال التصاميم المتميزة والتقنيات العالية، وهذا ما توفره ساعات (آي دبليو سي شافهاوزن)».

أصبح جورج كيرن أصغر رئيس تنفيذي في مجموعة «ريتشمون» في عام 2002 عندما تسلم مقاليد «آي دبليو سي شافهاوزن».

لم يكن عمره يتعدى الـ 36، ولم تكن الدار بالحجم الذي وصلت إليه في عهده، رغم أنها كانت دائما تتمتع بتاريخ عريق يتعدى القرن بأكثر من أربعة عقود. 

اللافت إلى الانتباه أن كيرن قلما يشير إلى هذا التاريخ أو يعتمد عليه للتسويق، لأنه يفضل التركيز على الحاضر والمستقبل.

بلمسة ميداسية واستراتيجيات ذكية استطاع إخراجها من الظل والدفع بها إلى الواجهة لتكبر سريعا وتصبح واحدة من أهم الماركات التي يقبل عليها الرجل العصري، خصوصا عندما يريد ساعات بروح رياضية تتمتع بوظائف مهمة. 

منذ البداية، انتبه إلى أهمية التواصل الاجتماعي وقوة تأثير النجوم، نظرا لهوس الناس بهم وما ينشرونه على صفحاتهم وحساباتهم الخاصة، لهذا اتبع استراتيجية تعتمد على مصادقتهم والاستعانة بهم باعتبارهم سفراء لإضفاء البريق عليها، وهو ما نجح فيه بدليل صورة الشركة البراقة حاليا وتوسعها في كل الأسواق.