12:00 ص - الخميس 29 ديسمبر 2011
لقد ارتبطت مظاهر الاحتفال بليلة رأس السنة في العديد من الدول الأوروبية بشرب الخمر وعد عقارب الساعة، ولكن وفي ظل انتشار العولمة ظهرت العديد من التقاليد الأخرى التي اتصف بها البعض منها الجنون الغير طبيعي.
فهناك شعوب تقوم بإلقاء الأثاث من النوافذ وأخرى تأكل 12 ثمرة عنب بالضبط، وواحدة تقوم بتكسير الأطباق على أبواب الجيران، وتلك التي تقوم برش المياه على المارة في الشارع.
والسؤال هو لماذا يقومون هؤلاء بكل هذه الأفعال الغير طبيعية؟ دعونا نعرف الآن...
- إيطاليا:
إن الطعام هو الشيء المقدس لدى الإيطاليين، وغني عن القول بأن موائد الاحتفالات ولا سيما ليلة رأس السنة تعد جيدا بمختلف أنواع الطعام.
ومائدة رأس السنة خاصة لا بد وأن تشتمل على أطباق العدس، وهذا بسبب اعتقاد الإيطاليين أنه يجلب الرخاء المالي.
وتستمر حملات السنة الجديدة في إيطاليا حتى مطلع الفجر، حيث إن من عادتهم الوطنية أن يقوموا بمشاهدة شروق شمس أول يوم من السنة الجديدة.
تقليد آخر من تقاليد الإيطاليين هو إلقاء الأثاث البالي من النوافذ في ليلة رأس السنة، ولكن في حين تخلصهم من مشاكل السنة الماضية بتلك الطريقة، يصاب الناس بالعديد من الجروح. وللأمانة الشديدة فإن تلك العادة لم تعد لدى الإيطاليين الآن، ولكن 60 عاما ماضيا كانت قائمة.
- إسبانيا:
يحتفل الإسبانيون أيضا بليلة رأس السنة حتى طلوع الفجر، وفي تلك الليلة الطويلة يأكلون فطائر الشيكولاتة.
- المكسيك:
لقد انتشرت عادة أكل 12 ثمرة عنب بالضبط في العديد من الدول، ولكنها تأصلت وأخذت شكلا أكبر في المكسيك خاصة. ففي كل ساعة يقومون بتناول ثمرة عنب، وكل واحدة ترمز لشهر من شهور السنة الجديدة، ومع تذوق طعم كل ثمرة على حدة، فهم يتوقعون كيف سيكون الشهر المرتبط بكل منهما.
- فنزويلا:
إذا أراد الفنزويلي السفر كثيرا في السنة القادمة، فعليه أن يحمل أمتعته حول المنزل طوال يوم 31 من ديسمبر. وتستقبل السنة الجديدة لديهم بارتداء الملابس الداخلية ذات اللون الأصفر، وذلك لاعتقادهم بأنها تجلب الحظ، ويقوم الفنزوليون بكتابة أمنايتهم وأحلامهم قبل ليلة السنة الجديدة، ومع اقتراب منتصف الليلة يجمعون تلك الأمنيات ويحرقونها!
- فرنسا:
برغم حب أوروبا جميعها للضوضاء والضجيج عند الاحتفال بليلة رأس السنة، إلا أن فرنسا تتعامل مع ذلك التقليد بشكل خاص قليلا، فهناك اعتقاد قديم بأن الضوضاء تقوم بطرد الأرواح الشريرة بعيدا في تلك الليلة، لذا فهم يبالغون في الضوضاء والأصوات الصاخبة.
ويعتقد الفرنسيون أن أول شخص يدخل المنزل في أول يوم من السنة الجديدة،هو من يرمز للصورة التي ستكون بها السنة بالنسبة لأصحاب البيت.وينبغي أن يكون زائر منتصف الليل هو ذكر في المقام الأول، وهذا بسبب اعتقادهم أنه يجلب الثروة.
- بورتوريكو:
إن شعب تلك البلدة الدافئة غالبا ما يحتفلون بالسنة الجديدة من خلال إلقاء الماء على المارة بالشارع، وبهذه الطريقة يتخلصون من كل شيء سيء ويستعدون للأشياء الجيدة التي ستأتي مع السنة الجديدة. أيضا هم يعملون على جلب الحظ في السنة الجديدة، من خلال رش المنزل والفناء بالسكر.
- بولندا:
إن خبز العيش هو واحد من تقاليد ليلة رأس السنة في بولندا، وهذا لاعتقاد أهلها أنه مصدر الرخاء في السنة الجديدة.
- الفلبين:
على أطفال الفلبين أن يقوموا بالقفز 10 مرات في ليلة رأس السنة، إذا أرادوا أن يصبحوا طوالا في السنة الجديدة. ويعتقد الفلبينيون أن الموائد المليئة بشتى أنواع الفاكهة من مختلف الألوان وأيضا الملابس المطرزة، هي ما تجلب الرخاء والسعادة في السنة الجديدة.
- اليابان:
من التقاليد المتبعة تزيين المنازل في اليابان بأكاليل الزهور في ليلة رأس السنة، وذلك لأنها تطرد الأرواح الشريرة وترمز للحظ والسعادة بزعمهم.ومع حلول السنة الجديدة، يشرع اليابانيون في الضحك عاليا وهذا لإيمانهم أنه يجلب الحظ الجيد أيضا.
- الدنمارك:
تتمتع الدنمارك بتقليد غريب ألا وهو إلقاء أطباق السنة القديمة على أبوب الجيران والأصدقاء، وإذا وجد الشخص في صباح أول يوم من السنة الجديدة المزيد من الأطباق المهشمة أمام باب شقته، يصبح سعيدا حيث أن حياته جيدة ولديه العديد من الأصدقاء.
- هولندا:
في هولندا يتم جلب فروع نبات العرعر قبل ليلة رأس السنة، وتحمل أولا حول المنزل ثم تحرق، ومن خلال ذلك التقليد فهم يتخلصون من الأمراض التي يمكن أن تصيبهم خلال السنة.
- البرازيل:
سوف تكون السنة الجديدة مفعمة بالحظ والسلام إذا ارتدى البرازيليون الملابس البيضاء في ليلة رأس السنة، وأيضا توقد الشموع في تلك الليلة وهذا لاعتقادهم أن إلهة البحر ترى تلك الشموع وتحقق لهم رغباتهم وأمنياتهم.
- كلمة الجمال:
جميعنا يعرف أن كل ما ذكر آنفا كان من باب التعرف على بعض عادات الشعوب الغريبة، وربما التمتع بقليل من الفكاهة عند رؤية هذه الأشياء المثيرة للضحك حقا!
ولكننا في وطنا العربي ولا سيما الإسلامي نؤمن بالقضاء والقدر، وأن ما هو مكتوب لكل فرد منا سوف يناله لا شك، سواء قام بإلقاء الأثاث ورش المياه أو لم يقم بذلك.
وأخيرا يمكننا القول بأن كتابنا الكريم حسم الأمر في قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".