مجوهرات «شانيل» .. تناغم بين التناقضات من خلال الماس الأبيض والأسود والأصفر

ارتبطت منذ بدايتها بالأبيض والأسود سواء تعلق الأمر بالتايورات المصنوعة من التويد أو الفساتين الناعمة التي تحمل بين طياتها الكلاسيكية لمسات رومانسية تجعل دقات قلوب أنيقات العالم تتسارع ما إن تقع عيونهن عليها، طبعا الحديث هنا عن دار «شانيل»، وعن أزيائها وإكسسواراتها.

لكن ما تعرفه عاشقات هذه الدار أيضا أن الأبيض والأسود فيها يتخطى حدود الأقمشة والجلود ليشمل الأحجار الكريمة، وعلى وجه التحديد الماس الذي كانت تعشقه الآنسة كوكو شانيل، معززة المقولة القائلة بأنه أعز صديق للمرأة، من دون أن ننسى اللؤلؤ الذي كانت أول من استعمله بسخاء وبشكل واضح لا يزال تأثيره واضحا على الموضة إلى اليوم.

لهذا ليس غريبا أن يتكررا في كل مجوهرات الدار، ويمثلا أهم المواد التي تصوغ بها تحفها مع زخات من أحجار بألوان أخرى تريد منها إدخال البهجة والحيوية على تصاميمها ما دامت تخدمها وتضيف إليها.

في شهر يوليو (تموز) الماضي، ومباشرة بعد انتهاء أسبوع الموضة الراقية في باريس، عرضت الدار مجموعتها الجديدة للشتاء المقبل، أطلقت عليها اسم «لي كونتراست» (Contrastes de Chanel)، أو «متناقضات شانيل».

المجموعة شملت كل ما يمكن أن تحلم به المرأة من جمال وأناقة أو تطلبه من استثمار يتحدى تغيرات الموضة الموسمية، مثل عقد أطلقت عليه اسم «سولاي دوتون» (شمس الخريف) ولعبت فيها على شفافية وصفاء الأبيض بمزجه مع الماس الأصفر، إلى جانب عقد آخر تدرج فيه الأبيض والأسود والرمادي من خلال الماس الأبيض والأسود والعقيق والأوبال، أو خاتم باسم «جاردان ديفير» (حديقة الشتاء) مرصع بالماس واللؤلؤ والزمرد والتورمالين، أو خاتم «نياج دو غلاس» (سحاب الثلج) من الذهب الأبيض واللؤلؤ والماس، وغيرها من الإبداعات التي رصعتها الأحجار المتنوعة والمتدرجة التي خلقت لوحات شاعرية تقفز فيه الألوان لتدعوك إلى الغوص في صفائها وتناقضاتها اللذيذة.

تقول الدار إنها استوحت المجموعة من فيلم «أورفيه» لجون كوكتو، أو بالأحرى من جملة مهمة جاءت فيه هي: «إنها المرة الأولى التي نُظهر فيها الليل في عز النهار»، مما جعلها تدخل التحدي هي الأخرى لكي تظهر الليل في عز النهار والعكس، الأمر الذي يفسر أن الشمس والقمر تجاورا في الكثير من القطع، من خلال الجمع بين الماس الأبيض والماس الأصفر، أو اللؤلؤ الأبيض واللؤلؤ الذهبي وهكذا. كل ما في المجموعة، التي تضم 33 قطعة ستعطي شتاء هذا العام نكهة دافئة، بفضل حرفيي الدار وخبرتهم، فضلا عن قدرتها العجيبة دائما في طرح تصاميم عصرية تخاصم العادي حتى عندما تكون كلاسيكية.