تقلص أيام أسبوع الموضة الراقية في باريس يفتح الأبواب للمجوهرات

بريق الأزياء أم بريق الماس؟ .. بالنسبة لور الموضة فكله استثمار
بريق الأزياء أم بريق الماس؟ .. بالنسبة لور الموضة فكله استثمار

كل متابع للموضة ودورتها السنوية، يعرف أن أواخر يناير (كانون الثاني) وأوائل يوليو (تموز) تعني عروض الأزياء الراقية، لكن ابتداء من الموسم الماضي، شمل الرقي جانب المجوهرات أيضا.


فقد أصبح بريق الذهب والبلاتين والأحجار الكريمة يتنافس مع بريق الأزياء، بعد أن أصبحت تحتل اليوم الأخير من هذه الأسبوع، في محاولة للاستفادة من وجود الزبائن والمشترين ووسائل الإعلام في العاصمة الباريسية للكشف عن جديدها.

إدخال جانب المجوهرات إلى الأسبوع، كان خطوة استراتيجية من قبل اتحاد الموضة الفرنسية، خصوصا بعد تقلص الأسبوع إلى ثلاثة أيام، وتراجع أعداد دور الأزياء الراقية التي تعرض أزياءها، إلى سبعة تقريبا، مما جعله يبدو هزيلا، واستدعى حقنه بفيتامينات قوية.

ومن هنا بدأ البحث عمن يملأ الفراغ، لتحظى بهذا الشرف صناعة المجوهرات. بفتح الباب أمام بيوت لم تستخدم إبرة وخيطا، مثل «فان كليف آند أربلز»، و«شوميه» و«بوشرون» و«ميليريو» وغيرها للمشاركة فيه، تم ملء الأسبوع بشكل رسمي يليق بأهميته.

فزبونة الـ«هوت كوتير» القادمة من أميركا أو روسيا أو الشرق الأوسط، تريد أن تستفيد من وقتها في العاصمة الفرنسية، وتشعر أنه لا بد لها من مجوهرات تكمل إطلالتها.

فإذا كان فستان واحد قد يكلفها 100 ألف جنيه إسترليني، فإن عقدا أو خاتما لن يؤثر على الإطلاق على ميزانيتها، حتى إن كان هناك عقد طرحته «شانيل» بأكثر من مليون جنيه إسترليني، فهي ستبرر الأمر على أنه استثمار للأبد، وستورِّثه لأجيال قادمة.

حقيقة الأمر أن كبار بيوت المجوهرات في باريس دأبت على استغلال عروض الأزياء لسنوات، لعرض إبداعاتها لهؤلاء الزبونات، لكن بصورة غير رسمية، مثل دار «فان كليف آند أربلز» التي تشارك فيه منذ ست سنوات.

الاختلاف الآن أنها، وابتداء من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، أصبحت مشاركتها معترفا بها، وتدخل في أجندة الاتحاد الفرنسي للموضة والأزياء.

وعلى الرغم من أن بيوت المجوهرات ليست أعضاء بشكل رسمي إلى الآن، فإن هناك شبه اتفاق بينها وبين دور الأزياء الراقية على الاستفادة والإفادة خلال الأسبوع، على أمل أن يتحولوا إلى أعضاء في المستقبل، في ما سيطلق عليه «هوت جوليري»، أي المجوهرات الفخمة.

ويدين صاغة «بلاس فاندوم» بالكثير إلى دور أزياء، مثل «ديور» و«شانيل»، التي مهدت لهم الطريق، من خلال عرض مجوهراتها الخاصة في الأسبوع، بينما ظلت بيوت المجوهرات الأخرى، مثل «شوميه»، تحارب كثيرا كي يتم قبولها.

وبالفعل بدأت المحادثات قبل خمس سنوات، وبفضل الدعم الذي قدمته بيوت الأزياء، وترحيبها بالفكرة، تحولت إلى حقيقة.

ويقال إن داري «ديور» و«شانيل» كانتا وسيطتين مهمتين، مدافعتين بأن الأزياء الراقية والمجوهرات الفخمة، تعتمد على الحرفية التقليدية التي تُنفَّذ في معامل باريسية، وبالتالي يمكن أن تعرض العملية الإبداعية والحرفية المهنية، جنبا إلى جنب، بشكل أفضل.

ورغم سعادة بيوت المجوهرات بهذه الخطوة وترحيبها بها، إلا أنها تعرف أن الأمر يتطلب بعض التعديل من جهتها.

ففي الماضي كانت هذه البيوت تطلق مجموعة جديدة، مرة في العام، أو كل بضع سنوات، أما الآن، فهم مضطرون إلى الوجود مرتين في العام بجديد.

- عقد «الريشة» من الذهب الأبيض، ومرصع بأحجار الماس المقطعة بعدة أشكال وأحجام حتى تعطي الشكل المطلوب.

تجدر الإشارة الى أن إعادة ابتكار البروش (الريشة) للمرة الأولى منذ عام 1932، ألهمت شانيل بـ30 تصميما جديدا ستعرض ضمن مجموعات «ريشات شانيل»، التي ستضم أيضا تصميمات مستوحاة من النجوم والشمس والقوس، ستكون واضحة في المجموعة التي ستقدم في مساحة 75 مترا مربعا، التي صممها المهندس المعماري الأميركي بيتر مارينو، خلال معرض «بينالي ديز أونتيكير» في شهر سبتمبر (أيلول) القادم

- «الريش» كان هو موضوع المجموعة التي عرضتها دار «شانيل»، وكان من ضمنها بروش كبير الحجم من الذهب الأبيض والماس، تم استلهامه من قطعة صممتها الآنسة كوكو شانيل في عام 1932. يبدو البروش كأنه جناح طائر، صمم بطريقة جريئة، ويمكن أن يستعمل أيضا بطريقة جريئة، إذ يمكن للمرأة ارتداؤه بطرق مختلفة.

فهو يمكن أن يستقر على الكتف أو الخصر، كما يمكن أن يجلس على الرأس، ويتحول إلى إكليل مرصع بالجواهر، وهي طريقة رائعة استعملتها الآنسة كوكو شانيل في عدة مناسبات، كما يمكن أن يثبت على قبعة أو تنورة.

- بدورها قدمت «فان كليف آند أربلز» تشكيلتها «أسفار استثنائية» Les Voyage Extraordinaires، وهي، كما يدل اسمها، عبارة عن رحلة تستكشف عالما خياليا من عوالم الرحالة جيل فيرن، خاصة رحلاته إلى أعماق البحار، من خلال استكشاف حيوانات مائية وبيئتها.

وتعتبر هذه المرة السادسة التي تشارك فيها الدار العريقة في أسبوع باريس الراقي، وهذه المرة أيضا لم تتخلَّ عن كلاسيكيتها، التي تجعل من أي قطعة تطرحها استثمارا للأبد، لا يفقد قيمته ولا جماله.

فكل ما في المجموعة عبارة عن تصميمات ساحرة، تأخذ كل من يراها إلى عوالم خيالية لا يضاهيها في السحر سوى صفاء الأحجار الكريمة التي ترصعها.