الفيروز والعقيق .. موضة مجوهرات صيف 2010

ثائر جراب أحد مصممي الحلي الذين يملكون رؤية إبداعية جعلت لتصميماته خصوصية وطابعا مميزا.


ما ساعده في ذلك أصوله المصرية السورية؛ حيث تأثر وجمع بين حضارتين من أعظم الحضارات، هما المصرية والفينيقية.

ينطلق دائما بقطعة واحدة من كل تصميم، على أساس أن لكل سيدة شخصيتها المتميزة والمختلفة عن الأخريات، ومن ثم عندما تختار قطعة معينة يجب أن تكون لها وحدها.

وعلى الرغم من أن مجال دراسته بعيد تماما عن عالم الحلي والفنون، باعتباره خريج إدارة أعمال بالجامعة الأميركية بالقاهرة، فإنه أحب مجال الفنون، وعشقه منذ الصغر.

ويرجع ثائر هذا العشق لتأثره بوالده الذي يعمل مهندسا معماريا، ووالدته التي تعشق الحلي والمجوهرات.

يقول: «من هنا كانت البداية التي اعتمدت فيها على التجربة ورؤيتي الخاصة، فلم أعتمد على متابعة أحدث التصميمات، أو حضور معارض حلي؛ لأني أردت أن تكون تصميماتي ذات طابع خاص».

لا يوجد أيضا شيء محدد يستوحي منه ثائر أفكاره، يشرح: «عندما تأتيني فكرة معينة أبدأ في تنفيذها مباشرة، كما قد أستعين بالأدوات والخامات من دون فكرة مسبقة، أو ألتقطها من مشاهداتي الخاصة، أطورها، وأبتكر فيها، فتخرج قطعة جديدة ومختلفة تماما عما رأيته.

الأمر يشمل أيضا الوقت، فأنا لست مقيدا، لأني لا أقلد عملا أمامي، وبالتالي قد يستغرق مني تصميم قطعة حلي ساعة واحدة أو أكثر من شهرين.. حسب التصميم».

ثائر يرفض مفهوم السوق، ويقول: «عندما أصمم قطعة لا أفكر في البيع؛ لأني إذا فكرت هل ستباع القطعة أم لا فسوف يؤثر ذلك على تصميمي، ولن يخرج بالشكل الذي يرضيني، فأهم شيء أثناء التصميم هو أن أكون حرا لأكون متميزا».

التميز بالنسبة لثائر يعتمد على الخامات الفريدة والغريبة أحيانا: «أستخدم النحاس والألمنيوم والفضة والذهب، وقد أمزج بين أكثر من خامة في قطعة واحدة، مما يزيد من قيمتها.

أما الأحجار الكريمة فهناك نوعان منها؛ النفيسة مثل الماس والزمرد والياقوت، ولكنني لا أستخدمها إلا إذا كانت بطلب خاص من الزبون بسبب تكلفتها العالية جدا، وهناك أحجار أخرى غير نفيسة مثل الفيروز والمرجان والكوارتز والعقيق اليماني والصدف، وهي التي أستخدمها بكثرة».

والجدير بالذكر أنه يفضل استخدامها بألوانها الطبيعية والصافية، فالنحاس مثلا يستخدمه بلونيه الأحمر والأصفر، والفضة بلونها الصافي. ومن الأشياء الطريفة في تصميماته أنه يطلق على بعضها أسماء معينة، مثل: «الحب والسلام»، «الطاقة»، «القوة»، «السمو»، «بوابة الفضاء».

وعن سبب ذلك يقول: «أريد أن تحمل كل قطعة من تصميمي طاقة إيجابية لكل من ترتديها».

كما يطلق على مجموعة أعماله بشكل عام شعار «الانسجام الحقيقي»؛ لأنه يرى أن تصميماته تحقق لمن يعشق الفن الانسجام الحقيقي مع الذات ومع الآخر.

من هذا المنطلق، فإن الموضة بالنسبة له عبارة عن إشعاع أو شيء روحاني يصيب المصممين جميعا، لذلك نجد لونا ما أو شكلا معينا هو السائد، ولكن هذا لا يعني ألا تكون له أفكاره الخاصة التي يمكن أن تختلف عن الموضة السائدة.

فمثلا موضة حلي هذا الصيف، مثل الأزياء والماكياج «تغلب عليها ألوان البنفسجي والفيروزي والتدرج من الأبيض إلى الأسود.

بالنسبة للمعادن، عاد الذهب بأفكار وأشكال جديدة، إلى جانب الجلد كموضة أخرى في الحلي، خاصة في الصيف؛ لأنه يتميز بقدرته على امتصاص العرق عندما ترتفع درجات الحرارة». أما عن الأحجار الكريمة التي تناسب فصل الصيف فيقترح الفيروز والعقيق بألوانهما.

ويشدد ثائر على أن حلي وإكسسوارات الصيف تختلف عن حلي الفصول الأخرى؛ لأنها في الصيف تتحلى بالبساطة، كأن ترتدي المرأة عقدا بسيطا من الجلد به فص صغير من الحجر، وبشكل عام لا يفضل أن ترتدي المرأة كثيرا من الحلي، على عكس حلى الشتاء التي تتميز بوجود مساحة أكبر من المعادن والأحجار الكريمة.

وعن جديده، يقول إنه نجح في تحقيق حلمه بإنشاء جمعية تهتم بتطوير الفن المصري والإسلامي والعربي بشكل عام، ولا تقتصر على فن الحلي فحسب، بل «تهتم بإحداث توعية بالفن العربي والإسلامي، والاستفادة من الحضارات القديمة، في جميع أشكال الفنون».