أزياء الـ «cruise» في الهند .. أخر صيحات الموضة في الهند

أزياء أزياء الـ«كروز» .. راحة وأناقة وتستوحي خطوطها وألوانها من أجواء السفر والترحال وتتوجه لكل زمان ومكان
أزياء أزياء الـ«كروز» .. راحة وأناقة وتستوحي خطوطها وألوانها من أجواء السفر والترحال وتتوجه لكل زمان ومكان

تعتبر ملابس المنتجعات الصيفية، المعروفة في لغة الموضة بالـ«كروز»، إحدى صيحات الموضة في الهند حاليا، تقبل عليها المرأة الأنيقة التي تطلب أزياء مريحة وعملية، ويبدع فيها المصممون الهنود كمتنفس تسويقي جديد.


الإقبال الكبير عليها لا يقتصر على من ينوي قضاء إجازة في مكان بعيد أو على الشواطئ، كونها ارتبطت في الأذهان بملابس الرحلات المريحة، بل من قبل كل الناس وفي كل الفصول.

فتشكيلات الـ«كروز» لا تعني ارتداء القليل بقدر ما تعني أزياء مريحة جدا وسهلة الحمل، عدا أنها متاحة على مدار العام وبأسعار معقولة مقارنة بغيرها.

وكما يقول صناع الموضة، فعلى عكس الاعتقاد بأنها تعني أزياء الشاطئ أو السباحة، فهي تشمل أيضا قطعا منوعة من القفاطين والبنطلونات والتنورات وفساتين السهرة للسيدات والقمصان الخفيفة المريحة والبنطلونات للرجال.

تعلق أتيثي غوبتا، وهي مصممة أزياء مقيمة في دلهي، بأن «مجموعات المنتجعات تتوفر في المحلات طوال السنة تقريبا، بحيث تبقى مطروحة لما يقرب من ثمانية أشهر».

وتضيف أنها تضم الملابس الفضفاضة المصنوعة من أقمشة خفيفة وتمزج بين الطابعين الغربي والهندي معا. ويفسر هذا انتشار العباءات والقفاطين ذات الألوان والرسومات الزاهية.

كانت ملابس المنتجعات تنتجها في المعتاد بيوت أزياء أوروبية مثل «شانيل» و«غوتشي» و«برادا» و«دولتشي آند غابانا» و«بوتشي» و«ديور» وغيرها، لتناسب طبقات الأثرياء الذين يحبون التنقل والسفر، وعلى المستوى العالمي لم يبدأ عدد كبير من المصممين في تصميم ملابس المنتجعات إلا مؤخرا، بسبب تركيز الكثير منهم على تشكيلاتهم الأساسية.

لكن مع الوقت تبين أنها أصبحت عملة تسويقية جيدة على المستوى العالمي، بحيث أصبحت تقام لها عروض خاصة، في أماكن حالمة ومنتجعات باذخة. فـ«شانيل» مثلا تقيمها في الريفييرا الفرنسية، كذلك «ديور» تختار أماكن حالمة لتكتمل الصورة.

ويتفق مصمم الأزياء راجافيندرا راثور على أن «ملابس المنتجعات تمثل مجموعة أزياء بين الفصول. إنها ممتعة وتضم فساتين رائعة للمساء، بأقمشة لا تحتاج إلى قدر كبير من العناية وتراعي الفصول التي تطرح فيها».

وينصح راثور من يميلون إلى التراث الهندي بارتداء العباءات ذات الطباعة الكبيرة والتي تحمل نقوشات بسيطة، موضحا أنه بإمكانهم ارتداؤها من دون «دوباتا»، وهي نوع من الوشاحات الطويلة التي ترتديها نساء الهند، أو مع حزام عريض.

ويرى مصمما الأزياء، شيامال وبهوميكا، أن هناك نوعين من أزياء المنتجعات، «مجموعات خاصة بفترة الصباح وأخرى خاصة بفترة المساء».

تشمل ملابس الصباح القفاطين المطبوعة الفاخرة المصنوعة من الجورجيت والكريب، والبنطلونات الساتان برسومات واضحة.

أما ملابس المساء فتشمل بنطلونات مصنوعة من الساتان واسعة من أعلى وضيقة من أسفل أو مستقيمة بثنيات، وقمصان متنوعة. ويمكن أيضا تجربة ارتداء الفساتين الساتان القصيرة بكشاكش تعطي مظهرا رومانسيا شبه رسمي.

وقد أسهم مصممون مثل ويندل رودريكس وماليني راماني في رواج ملابس المنتجعات في الهند، إلا أن أسعارها غالبا ما تكون مرتفعة، فضلا عن أن التصميمات كثيرا ما تكون أقل احتشاما من الملابس التي اعتادت عليها المرأة الهندية. وتعتبر تصميمات المصممين الهنديين شيفان وناريش أبرز ماركات ملابس المنتجعات في الدولة.

«بعد أن عرضنا التصميمات في (ماري دي مودا) في إيطاليا أخبرتني نساء كثيرات من دول الشرق الأوسط وروسيا والهند أن تصميماتنا كانت بمثابة خط الأزياء الوحيد الذي استخدم القصات والأقمشة الملائمة لشكل أجسامهن، وليس لقياسات جسم الأوروبيات أو البرازيليات».

هذا ما قاله ناريش، مضيفا أن هذا كان الدافع الذي احتاجا إليه للبيع بالتجزئة في الهند. ويقول المصمم فيكرام فادنيس: «مما لا شك فيه أن الهند في الأساس سوق لملابس الصيف والمنتجعات.

ويبحث المشترون من منطقة الشرق الأوسط، وهم أكبر عملائنا بعد تجار التجزئة المحليين، عن الأزياء نفسها. وفي الكثير من الدول تعرف مجموعات ملابس المنتجعات باسم (مجموعة أزياء الرحلات)».

ونادرا ما يشكل الاسم اختلافا، فالمهم هو نوع الملابس التي تندرج تحت تلك الفئة، وهي الملابس الصيفية المريحة والتي تمتاز أيضا بمظهرها الأنيق.

وتجدر الإشارة إلى أنها هي نفسها الملابس التي يمكن ارتداؤها في الهند التي تعرف بمناخها الاستوائي، بصرف النظر عما إذا كنت في منتجع أم لا.

وربما يتمثل أحد الأسباب وراء تركيز الهند على ملابس المنتجعات في رغبتها في مواكبة الموضة، وهي الرغبة التي تشوبها مشاعر الخوف من الظهور بمظهر «جريء» بشكل مبالغ فيه.

ومعظم أهل الهند محافظون، لذلك فبينما يرغب الناس في ارتداء ملابس لمصممين معروفين، يخشون أيضا في الوقت نفسه الظهور بمظهر «مكشوف» بصورة مبالغ فيها، وهنا يأتي دور ملابس المنتجعات لتحل هذه المشكلة، فهي أنسب أنواع الملابس التي يمكن ارتداؤها طوال العام.

يشير مصممو الأزياء إلى أن البيجامات المصنوعة من الكتان والتنورات المصنوعة على شكل «سارونغ» والعباءات القصيرة ذات الألوان الفاتحة الهادئة الرقيقة هي الانتقاء الأفضل.

وتعد ألوان مثل الذهبي الفاتح والأخضر الأقرب للون النعناع والبنفسجي الزاهي والأرجواني والأسود والأخضر الزرعي والقرنفلي المائل للأصفر والأصفر المائل للبني أشهر ألوان ملابس المنتجعات.

من جهتها تواصل مصممة الأزياء فيرن ماليس، نائبة رئيس مجموعة «آي إم جي فاشون»، إقامة أسابيع للموضة في الهند منذ عام 2000.

وقد سافرت ماليس، المسؤولة أيضا عن تنظيم أسبوع الموضة في نيويورك وغيرها من العواصم العالمية، مؤخرا إلى الهند لتشارك في لجنة تحكيم في مسابقة «ميد إن إنديا فاشون أووردز» (جائزة الموضة المصنوعة في الهند)، التي تنظمها مجلة «ماري كلير».

تقول ماليس: «لا أحد يصمم ملابس المنتجعات مثل المصممين الهنود»، مضيفة أن موسم ما قبل الربيع هذا العام يعتبر واحدا من أطول مواسم البيع على مستوى العالم. وتضيف أن أزياء المنتجعات لا تعني ملابس البحر والصنادل المكشوفة: «إنها الملابس التي يمكنك ارتداؤها لحضور مهرجان (كان) أو حفل خيري في هامبتونز أو حفل على متن يخت في جزر الكاريبي».

وبالنسبة لماليس تعتبر روح ملابس المنتجعات متأصلة في الهند، متجلية في الأقمشة والألوان وأشكال التطريز. وتشير إلى أن المصممين الدوليين كانوا يتطلعون إلى الهند، بل وحتى إلى تصنيع ملابسهم محليا في الهند.

وفي أسبوع «لاكمي» للموضة في مومباي الذي اختتمت فعاليته مؤخرا، عرضت مجموعة متنوعة من القفاطين الخفيفة والفساتين الطويلة والبنطلونات الفضفاضة وملابس البحر ومجموعات ساري للمساء وسترات خفيفة، مزجت بين الطابع الغربي والطابع الهندي، واستخدمت فيها أقمشة طبيعية مثل القطن والحرير، وبدت التصميمات عصرية.

وتعتبر الطبعات والرسوم الكبيرة موضة هذا الموسم، سواء في صورة رسوم مستوحاة من التراث الهندي أو أشكال هندسية أو نقوش زهرية مبهجة.

ويشتمل خط أزياء المصمم العالمي سابياساتشي موخيرجي الممثل في بنطلونات وقمصان وتنورات، على مجموعات من الطبعات الكبيرة، في الوقت الذي ظهرت فيه رسوم لأشكال حيوانات في خط أزياء «ماليني راماني» لملابس المساء والقفاطين.

وظهر استخدام النقوش الزاهية في الفساتين المحاكية لشكل الكيمونو في خطوط أزياء كريشنا ميهتا والعباءات والقمصان ذات الثنيات، جنبا إلى جنب مع الشورتات.

وعرضت المصممة بريا كاتاريا بوري خط أزياء من القفاطين والفساتين عارية الأكتاف المزينة برسوم مطبوعة بطريقة الطباعة الرقمية. تقول: «استلهمنا الرسوم من التحف الرخامية الموجودة في قصور ومتاحف راجستان».

واستقر مصمم بوليوود مانيش ماهوترا على الشكل الشبابي الخفيف المرح في مجموعة يقول إنها لمن يريدون إقامة حفل زفاف في مكان غريب.

وتشتمل مجموعته على ساري للأمسيات وملابس ذات ثنيات وطماق مكشوف مرصع عند الكاحل بكريستال سواروفسكي. ويقول: «أردت أن أقضي على أسطورة تقول إن الملابس الغربية هي المناسبة للمنتجعات».

وتقول لينا تيبنيس، التي يرتبط اسمها بالملابس الجاهزة: «بالتأكيد نحن مستعدون لمعانقة ملابس المنتجعات بشكل كبير، وإلى جانب ذلك فإن ظروفنا المناخية تحتاج إليها. كما لا أعتقد أن الموضة لها قاعدة ما دامت تناسب الشخص».

ويبقى المهم في كل هذا أن من تقبل على هذه الأزياء شريحة تتكون من نساء أنيقات تتجاوز أعمارهن الثلاثين ويتمتعن بالمال، وبالتالي يتطلبن أزياء عملية وأنيقة تناسب بيئتهن ومجتمعهن.