في «أسبوع دلهي للموضة» .. نجوم بوليوود يقدمون آخر خطوط الموضة الهندية
أصبحت الموضة والأزياء مهيمنة على الهند على امتداد العام، فمثلا نظمت البلاد الأسبوع الماضي أول أسبوع للأزياء، علاوة على عدد من أسابيع الموضة الموسمية الأخرى. وكان هذا الأسبوع بمثابة حدث بالغ الأهمية على أجندة الموضة والأزياء.
جاءت بداية «أسبوع دلهي للموضة واللآلئ» الذي استمرت فعالياته طول 6 أيام، جيدة للغاية بالنظر إلى أن هذا الحدث هو الأول من نوعه.
وضم الحدث أنساقا وطرزا من شتى الأنواع وأقمشة وأنسجة عضوية وتصميمات متعرجة وصورا تقليدية من التطريز المعروف باسم «زاردوزي»، بجانب ملابس تقليدية تحمل طابعا دوليا ولمعة خفيفة وتصميمات شديدة الرقة وثنيات لافتة للانتباه.
وجرى تكميل معظم التصميمات بحلي رائعة مصنوعة من الكريستال من إنتاج «شواروفسكي».
من الأبيض الذي لا يتقيد بزمان معين، إلى الألوان الأعمق المرتبطة بفصلي الخريف والشتاء التي حمل بعضها تأثير تيارات عالمية.. ومن إسبانيا إلى فرنسا القديمة إلى روسيا، انعكست جميعها على معروضات أسبوع الموضة في الهند.
وشارك في الفعاليات عارضات يرتدين فساتين بيضاء خلابة من إبداع عدد من المصممين المبدعين.
بالنسبة لمن شاهدوا الحدث، بدا الأمر برمته متعة خالصة. ونجح المصممون الذين ساروا بخيلاء وزهو بين تصميماتهم وإبداعاتهم في سرقة الأضواء من نجوم بوليوود الذين حضروا العروض.
ومن بين النجوم الذين حرصوا على حضور فعاليات أسبوع الموضة راني موكيرجي، وفيديا بالان، ونيها دهوبيا، وسوها علي خان، وريتيش ديشموك، وزايد خان، وأفتاب شيفداساني.
أما النجوم الذين حرصوا على المشاركة في العروض ذاتها فكان بينهم جاكلين فيرنانديز، وأنيل كابور، ولارا دوتا، وكانغنا رونوت، ولاعب الكريكيت الأسترالي بريت لي.
يذكر أن «المجلس الهندي لتصميم الأزياء»، الذي كان وراء تنظيم نسختين ناجحتين من «أسبوع مومباي للأزياء»، هو الذي تولى تنظيم الحدث الذي شهدته دلهي على امتداد 6 أيام.
وانطلقت فعاليات الحدث بعرض باهر للمصمم العالمي ساباياساتشي موخيرجي، وحملت المجموعة اسم «أباراجيتو» (تعني «لا يقهر») وعكست حقبة معينة من تاريخ الهند شهدت ظهور «الحركة الوطنية»، وذلك في لمحة تكريم لصناعة المنسوجات الهندية الوطنية.
وتميزت معروضات المجموعة بكثير من اللفات والثنيات وحملت طابع أزياء الحقبة المغولية، بجانب السمات المميزة لتصميمات سابايا المتمثلة في التنورات الشفافة وقليل من التطريز على الأنسجة القطنية.
وكان «القادي» (قماش قطني منزلي النسج)، الذي كان من أبرز من حرصوا على ارتداء ملابس مصنوعة منه المهاتما غاندي، النسيج المهيمن على المجموعة، مع اتخاذ الحرير والمخمل أدوارا ثانوية. وشرح المصمم لاحقا أن قرابة 80% من النسيج المستخدم كان من «القادي».
وارتدى عارضون رجال قمصانا فضفاضة وسراويل هندية تقليدية بجانب صدريات مصنوعة من الحرير. وتضمنت المجموعة التي نالت إشادة كبيرة مشاركة عارضات يرتدين ساريا وسترات وقمصانا خارجية مطرزة بدرجات الأحمر والأخضر الخافتين والبرتقالي، بينما تمثلت الخلفية في مجموعات من التحف وصور كلاسيكية.
ولتعزيز الشعور العام بالعودة إلى الماضي، تميز العارضون الرجال بشوارب وارتدوا نظارات ضخمة.
أعقب ذلك عرض مجموعة مصمم بوليوود الشهير مانيش مالهوترا، الذي حملت مجموعته طابعا إسبانيا. وأبدت ألوان المجموعة تأثرا بالأحجار الكريمة، على رأسها الياقوت والجمشت واليشب واللازورد، مع لمحات من الذهب والبرونز والنحاس.
وتميزت التنورات الهندية الطويلة التقليدية بألوان حمراء صارخة بجانب التطريز اليدوي الذي حملته وتضمن مئات الآلاف من قطع الكريستال والخرز وسترات مطرزة تصل إلى أسفل الخصر والساري الذي يحمل بصمة مالهوترا المميزة.
وجاءت مشاركة نجوم بوليوود بقرار شخصي من أصدقائهم المصممين. وعادت مسألة مشاركة هؤلاء النجوم في العروض أو الاكتفاء بالجلوس في الصفوف الأمامية بين الجمهور إلى محض اختيار المصممين.
بوجه عام، ضمت قائمة المشاركين في الحدث 13 مجموعة و19 مصمم وقرابة 500 قطعة من الملابس.
وعند الانتقال إلى المصمم الشهير تارون تاهيلياني، نجد أنه لم يترك مغامرة جديدة دون أن يخوضها.
في «معرض ملابس الزفاف» الذي أقامه في «إمبوريو»، وهو تقليد بدأ العام الماضي في محاولة لاستعراض الخط الخاص به من ملابس الزفاف، أثبت تاهيلياني مجددا أن بإمكانه قطع أشواط كبيرة لإظهار ما يرغب في إظهاره بأسلوب فاتن.
وكان العرض يعج براقصين قدموا رقصات تقليدية رائعة وعارضات ساحرات تبخترن في فساتين زفاف من تصميم تاهيلياني، بينما عزفت موسيقى ساحرة على مستوى العرض الذي كان واحدا من أفضل العروض التي قدمها المصمم الهندي الشهير، وتضمن ساريا وقمصانا خارجية باهرة وسترات رجال هندية تقليدية طويلة تصل إلى الركبة وأخرى نسائية تحمل تطريزات بالكريستال. وبدت المجموعة في مجملها مثيرة ولافتة للانتباه.
أما المصمم فارون باهل فقد أكد مجددا أن اهتمامه الأول من وراء العروض هو عقد صفقات تجارية.
وقد وصف مجموعته بأنها «مهداة إلى حالة الغموض الساحر المحيطة بالحقبة الإمبراطورية في روسيا».
واتضح ذلك من عناصر العرض بالفعل، حيث عمل المصمم على نسق الملابس التي اعتاد أفراد العائلة المالكة الروسية ارتداءها وعمد إلى إعادة طرحها على نحو يحمل طابعا يجذب العملاء الهنود، مع الإبقاء بالعناصر الرئيسية لمصدر إلهامه من دون مساس.
وبذلك تحولت التيجان المرصعة بجواهر لامعة وأوشحة مخملية إلى جزء من تصميمات المجموعة.
الأمر المثير فيما يتعلق بفارون أن باستطاعته طرح مجموعة كاملة من الملابس الهندية التقليدية حاملة طابعا ومظهرا غربيا.
وهذه المرة أيضا حرص على التأكد من أن جميع القطع المعروضة تحمل طابعا دوليا رغم اعتماده على روسيا الإمبراطورية كمصدر رئيسي للإلهام.
ورغم الاعتماد على هذه الحقبة شديدة الثراء، خلت المجموعة من المبالغة، وإنما جاءت القطع المعروضة جميلة وأنيقة.
الملاحظ أن العرض الذي قدمه المصمم روهيت بال لقي اهتماما خاصا، حيث عقد خارج القاعة الرئيسية للحدث، تحديدا على امتداد ممر مغطى بالآجر الأبيض يمتد لمسافة 50 مترا تضيئه مصابيح خافتة تعزز من الجو الدرامي للمكان والفساتين الأنيقة التي أبدعها بال.
خلال العرض، تمايلت حشود من العارضات الرشيقات متشحات بفساتين بيضاء تعكس روح الأنوثة والنبل. وفي تصميماته، تخلى بال عن الأنسجة المخملية لصالح أنسجة صناعية، وسيطرت على مجمل العرض روح من الخيال.
حملت المجموعة اسم «ألوان الرماد»، وعن هذا العنوان قال بال مبتسما: «إنه عنوان رمزي، فهو بالنسبة لي بعث من الرماد. إنه أول عرض كبير أقدمه بعد محنة مرضي».
انصب اهتمام مصممي الأزياء طوال هذا الأسبوع على العملاء الخصوصيين، حسبما أوضح مصممون، وهؤلاء العملاء هم الذين لديهم استعداد لشراء معروضات حصرية.
إلا أن غالبية المصممين أبدوا عدم استعدادهم للكشف عن أسعار هذه القطع الحصرية. وقال الكثيرون منهم إن الأفراد الذين يحملون في أذهانهم نطاقا سعريا محددا لا يفدون لأسبوع الأزياء، لأن جزءا من جمال الأزياء يكمن في «لا محدودية» تكاليفها.
لكن مصمما - أبدى عدم رغبته في الكشف عن اسمه - أشار إلى أن الأسعار تبدأ من 50.000 روبية وصولا إلى مليون روبية.
وينتمي غالبية العملاء إلى نجوم بوليوود والعائلات التجارية الكبرى التي بمقدورها سداد مثل هذه الأسعار.
من جانبه، أطلق المصمم سانديب كوسلا تصريحا استثنائيا بقوله: «إننا لا نركز اهتمامنا على بيع الملابس خلال هذا الأسبوع، فبالنسبة لنا يشكل أسبوع الموضة حدثا لخلق حالة من الخيال على منصة العرض وسرد قصتنا على النحو الذي نبغيه. إنه محض خيال، مع مزيج من عناصر كلاسيكية ومعاصرة».
من بين العروض الجيدة التي شهدها الأسبوع عرض بعنوان «قصة للذكرى» للمصمم ماناف غانواني، حيث تضمن كثيرا من العناصر الدرامية والملابس شديدة الأناقة والفخامة.
استقى غانواني إلهامه من الملابس الكلاسيكية المميزة لعقد الستينات من القرن الماضي، وعلق على مجموعته بقوله: «بالنسبة للمجموعة، فإنها موجهة للمرأة المستقلة المعاصرة التي تملك نهجا فكريا خاصا بها وحسا قويا بما حولها وتتميز بالجرأة وتطرح رسائل عن نفسها عبر ملابسها وأسلوبها».
مع اعتمادها في إلهامها على المرأة الواثقة من نفسها، تميزت قطع المجموعة بالأناقة وطابع حسي ورسمي ودقة شديدة وثراء وفخامة.
أما أناميكا خانا، التي نادرا ما تخيب ظن معجبيها، فاستمرت في تقليد تقديم مجموعة من السترات الجميلة المطرزة مع أكتاف عريضة (وهو عنصر تكرر ظهوره كثيرا طوال أسبوع الموضة) وتنورات هندية تقليدية طويلة وجوارب بشكل شبكات الصيد.
أما خط أزياء جيه جيه فالايا، فتميز بسترات قصيرة وبسيطة ذات رقبة مغلقة (التي يصفها بأنها منتج وسط بين القميص والسترة) مزودة بصحيفة معدنية ذهبية رقيقة وأكتاف بسيطة وشرائط تكرر ظهورها كثيرا مع التنورات الطويلة بصور وأنساق متنوعة.
وشرح فالايا أن «هذه مجرد سترة مميزة ذات تفاصيل دقيقة سأعمل على إعادة ابتكار صورتها موسما بعد آخر»، في الوقت الذي هيمنت على العرض الأخير للمصممة رينا دهاكا الدرجات التقليدية للون الأحمر والبرتقالي، شهد العرض الجديد تحولا، حيث شكلت اللآلئ عنصر التزيين الأساسي وكانت الخيوط الأشبه ببيت العنكبوت الفكرة الرئيسية المتكررة في العرض.
بوجه عام يمكن القول إن هذا الحدث نجح في جمع كبار المصممين معا للاحتفاء بالأناقة وبعض أكثر العناصر الموهوبة.
وعرض مصممون شباب قدراتهم الإبداعية أيضا من خلال مجموعة مثيرة من الساري والفساتين.
وجاء عرض المصمم سنسيت فيرما بعنوان «ألف ليلة وليلة» مستوحى من أعمال الفنان البورتوريكي أنتونيو لوبيز.
أما العرض الأخير فكان من إبداع أبو جاني وسانديب خوسلا بعنوان «نحو 24»، وتضمن مجموعة من الساري بتطريز بسيط للغاية وسترات شديدة التطريز تحمل طابعا إمبراطوريا وفساتين فضفاضة.
وشكلت المجموعة احتفاء بكتاب وفيلم «سونار كيلا» الذي ألفه ساتياجيت راي وحمل الطابع المميز للنجمات مادونا وليدي غاغا وكيلي مينوج.