أناس عظماء تناساهم التاريخ ظلما لكن علينا تذكرهم

رغم كل ما قدم من إنجازات عديدة وعظيمة لم نعلم عنه شيئاً ويرجع ذلك إلى حماسته الدينية التي شغلته في شئون الدين فقد أخذ في نهاية المطاف منصب أسقف وقائد قوي في حركة الإصلاح الكاثوليكية
رغم كل ما قدم من إنجازات عديدة وعظيمة لم نعلم عنه شيئاً ويرجع ذلك إلى حماسته الدينية التي شغلته في شئون الدين فقد أخذ في نهاية المطاف منصب أسقف وقائد قوي في حركة الإصلاح الكاثوليكية

 لكل من يهتم بقراءة التاريخ وصناعه الذين تركوا بصمات لا يمكن أن تمحى، وهم أناس عظماء يجب التعرف عليهم ليس لمجرد التسلية إنما للتعلم من خبراتهم وكيف تمكنوا من تحقيق أحلامهم التي أثرت - ليس عليهم فقط - بل على العالم أجمع. 
 
وهنا قائمة سنلقي من خلالها الضوء على حياة عشرة أشخاص كان يجب أن تذكرهم كتب التاريخ التي تعلمناها حتى نتعرف عليهم لكننا لم نفعل ذلك، فقد تعرضوا لظلم الناس مما أدى إلى أن يتناساهم التاريخ ويهمل حقهم على العالم كله.
 
وبعيدا عن مصادر الإنترنت التي تتحدث عن التاريخ علينا اللجوء إلى كتاب "History’s Forgotten Milestones) ويعني بالعربية :"جواهر التاريخ المنسية" من تأليف "Joseph Cummins".
 
نيكولاس ستينو (Nicolas Steno):
ولد نيكولاس في 11 يناير عام 1638 وتوفى في 25 نوفمبر عام 1686، وكان دنماركي الأصل ورائدا في علم التشريح والجيولوجيا. في عام 1659 قرر أن لايقبل بأي شيء مكتوب داخل كتاب ولو كان بسيطا، وبدلا من ذلك بدأ في عمل الأبحاث بنفسه.
 
وقد حصل على لقب (أبى الجيولوجيا وطبقات الأرض) نتيجة لما قام به بنفسه من دراسات مكثفة وجهد رائع غير مسبوق في هذا المجال.
 
كان أيضا صاحب الفضل في التعرف على الطبقات الجيولوجية، والنظرية التي تقر بوجود طبقات متعاقبة من التكوينات الجيولوجية وأن الحفريات تمثل تسجيلاً للترتيب الزمني للحياة.
 
وأصبح في آخر الأمر معلماً وجزءاً من الأسرة الطبية الشهيرة (de Medici) وبعدها في نهاية المطاف أخذ منصب أسقف وقائد قوي في حركة الإصلاح الكاثوليكية. ورغم كل ما قدم من إنجازات عديدة وعظيمة لم نعلم عنه شيئاً ويرجع ذلك إلى حماسته الدينية التي شغلته في شئون الدين والصلاح وأبعدته عن العلم والاستمرار فيه.
 
كليسثينز (Cleisthenes):
هل تعلم من هو أبو الديمقراطية ؟ ليس توماس جيفرسون، كما يتخيل العديد من الناس بالخطأ، لكنه في الحقيقة الشخصية العظيمة قليلة الشهرة "كليسثينز".
 
فهو أول من قدم مباديء الديمقراطية للدولة اليونانية المدنية، ومما لا شك فيه أنه اتبع في فكرته عن الديمقراطية (المباديء التي تم وضعها مسبقا بواسطة "سولون" رجل الدولة الأثيني الذي عمل كمشرع وشاعر)، وهذا عام 508 قبل الميلاد، بعد اكتسابه لسلطة سياسية في أتينا. وفي الفترة من (508 إلى 502 قبل الميلاد) بدأ في تطوير سلسلة من الإصلاحات الكبرى، مما أدى إلى تشكيل الديمقراطية الأثينية.
 
 
 
 
من أهم إنجازاته:
- قام بتحرير جميع المواطنين الذين كانوا يعيشون في أثينا وأتيكا.
 
- منحهم حق التصويت في إطار مجتمع ديمقراطي.
 
- ثم أنشأ مجلسا يضم الحكومات التي تشكل جزءا من المدينة في اليونان القديمة.
 
- منح حق الالتحاق بالمجلس الحكومي لجميع المواطنين فوق سن الثلاثين.
 
- شجع مشاركة الجمهور في الحكومة.
 
وربما يختلف ذلك عن شكل الديمقراطية التي تعيشها الشعوب في عصرنا الحالي، لكنه وضع الخطوة الأولى على هذا السلم العظيم.
 
إليشع كين (Elisha Kane):
من الغريب والمثير للدهشة أن هذا الشخص (إليشع كين) ليس معروفا إلا لعدد قليل جدا من الناس، وخاصة بعد ما قيل عن جنازته بأنها كانت أكبر جنازة أقيمت في تاريخ الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بعد جنازة "أبراهام لينكولن".
 
في الفترة ما بين (28 فبراير عام 1820 إلى 16 فبراير عام 1857) كان ضابطا في البحرية الأمريكية وعضوا في اثنين من بعثات القطب الشمالي لمحاولة إنقاذ المستكشف "السير جون فرنكلن – John Franklin" وهو مستكشف بريطاني يهتم بمنطقة القطب الشمالي (اختفى عند محاولته التخطيط والتنقل في القطب الشمالي الكندي).
 
 
 
 
إنجازاته
- رغم معاناته من مرض الإسقربوط وفي أوقات شارف فيها على  الموت، سعى بعزم ورسم خرائط لسواحل "Smith Sound" و"Kane Basin".
 
- توغل أكثر نحو الشمال أبعد مما قام به أي مستكشف آخر في ذلك الوقت.
 
- كان الجليد يكسو سفينته ولذلك في 20 مايو عام 1855 قاد فريقه في مسيرة لمدة 83 يوما عبر القطب الشمالي الجليدي حاملين مرضهم معهم، خسروا فقط رجلاً واحداً منهم خلال تلك الرحلة وتم إنقاذهم في نهاية المطاف.
 
- ومع ذلك كان أثر تلك الرحلة سلبيا على صحته التي انهارت وتوفي بعد ذلك بعامين في الهافانا، حيث كان يحاول التعافي، وحمل جثمانه من نيوأورليانز إلى فيلادلفيا، وكان في كل مكان هناك وفد تذكاري لاستقباله
 
روبان صوما (Rabban Sauma):
روبان بار صوما (ولد عام 1220 وتوفي عام 1294)، وهو (ماركو بولو الشرق)، ورغم ذلك فهو غير معروف.
 
ملحوظة: "ماركو بولو" كان تاجرا أوروبيا كبيرا جدا قام بالكثير والكثير من الرحلات التجارية عبر العالم وجمع ثروات طائلة.
 
كان راهبا تركياً منغولياً، وتحول من الدين المسيحي النسطورى إلى دبلوماسي، وعرف بشروعه لرحلة حج من المغول التي كانت تسيطر عليها الصين إلى القدس مع أحد طلابه الربان ماركوس.
 
لم يتمكنا من الوصول إلى وجهتهما بسبب الاضطرابات العسكرية على طول طريقهما، وبدلا من ذلك قضى سنوات عديدة في بغداد و كانت خاضعة في ذلك الوقت لسيطرة المغول. فى النهاية تم اختيار ماركوس كبطريارك النسطورية، واقترح بعد ذلك على أستاذة ربان "صوما بار" على أن يرسل بعثة أخرى إلى أوروبا كسفير للمغول.
 
التقى الراهب المسن مع العديد من الملوك الأوروبيين فضلا عن البابا في محاولة لإقامة تحالف بين فرنسا والمغول، لكن لم تجنِ تلك المهمة أية ثمار، لكنه قام بتوثيق وذكر رحلة حياته التي قضاها في السفر، وحظى ما كتبه عن رحلاته باهتمام فريد لدى المؤرخين، لأنها أعطت صورة لأوروبا في القرون الوسطى في نهاية الفترة الصليبية.
 
وتميزت طريقة كتابته عن رحلاته بالذكاء وسعة الأفق والحنكة، حيث أظهرت أن أسفاره كانت تسبق عودة "ماركو بولو" إلى أوروبا، مما عكس وجهة النظر التي كانت سائدة لدى الغرب عن الشرق.
 
 
 
 
ماري أنينج (Mary Anning):
عاشت ماري أنينج البريطانية في الفترة ما بين (12 مايو عام 1799 حتى 9 مارس عام 1847)، وكانت إحدى هواة جمع الحفريات، حتى أصبحت معروفة في جميع أنحاء العالم بسبب عدد من الاكتشافات الهامة قامت بها في العصر الجوارسي وهو فترة زمنية تكونت خلالها طبقات الحفريات البحرية في مدينة (Lyme Regis) حيث كانت تعيش.
 
ساهمت الأعمال التي قدمتها في إحداث تغييرات أساسية في التفكير العلمي حول حياة ما قبل التاريخ وتاريخ تكون الأرض الذي ظهر في أوائل القرن التاسع عشر.
 
الغريب أنها رغم كل ذلك نادرا ما يعلم عنها أحد، بينما أصبح "داروين" اسما مألوفا، واشتملت اكتشافاتها على اكتشاف أول هيكل عظمي لسمكة عملاقة تشبه كل من الدولفين والسمك معا، وقد كان معها أخيها في ذلك الوقت عندما كان عمرها 12 عاماً.
 
اكتشفت أيضا أول هيكلين عظميين على الإطلاق لكائن الـ (Plesiosaur) وهو كائن بحري آكل للحوم من فصيلة الزواحف، وكان الهيكل العظمي الأول لحيوان مجنح من فصيلة الزواحف موجوداً في مكان خارج ألمانيا، هذا بالإضافة إلى بعض الحفريات السمكية الهامة. لم تنتشر الكثير من أعمالها بسبب الجنس والتمرد الديني لها ونادرا ما كانت تلقى حتى الائتمان على إسهاماتها العلمية.
 
 
 
 
نساء داهومي المحاربات (Fighting Women of Dahomey):
 كانت جماعة (The Dahomey Amazons or Mino) من الجماعات العرقية واللغوية في غرب أفريقيا في ممكلة "داهومي" وهي "بنين" حاليا، حيث كونت فريقاً عسكرياً نسائياً استمر حتى نهاية القرن التاسع عشر.
 
سميت بهذا الاسم من قبل المراقبين الغربيين والمؤرخين نظرا لتشابهها مع جماعة الأمازون شبه الإسطورية القديمة في الأناضول والبحر الأسود.
 
تم تجنيد جماعة (Mino) من بين زوجات الملوك، اللائى كن يمثلن المئات منهن، حيث نلن تدريبات بدنية مكثفة مع الحرص على تشديد الانضباط، وبعد ذلك تسلحن ببنادق وينشستر ومضارب الهراوة والخناجر، وكانت وحدات تحت قيادة الإناث.
 
وكان يقطع رأس الأسرى الذين يقعون في أيدي الأمازون (وهن جيش من المحاربات)، وخسر الجيش الفرنسي معارك عدة معهن بسبب مهارة النساء المحاربات رغم كونه مجهزاً من نخبة من الذكور من بين القوى الاستعمارية. توفى آخر من تبقى حيا من محاربات داهومي عام 1979.
 
 
 
 
جان نيك (Jan Wnek):
كان "نيك" نجاراً غير متعلم وإنساناً متميزاً لم يعرفه إلا القليلون خارج وطنه الأصلي بولندا، ولد عام 1828، واستمر حتى أصبح نحاتاً منتجاً، فناناً ورائداً في مجال الطيران، وهذا كله نابع من موهبة طبيعية. أجرى دراسات على أجنحة البط محاولا تعلم كيفية الطيران، وفي النهاية قام ببناء وتصميم طائرة شراعية سمحت له بعمل عدد من الرحلات القصيرة.
 
ذاع صيته بشكل كبير في المدن المحيطة به بسبب قدرته على الطيران، وتوفي في عمر يناهز الواحد والأربعين نتيجة لخطأ ما حدث في إحدى رحلات الطيران الخاصة به، ولم يترك ورائه أي سجلات مكتوبة أو رسومات لأعماله الملاحية، وتمثل الصورة الموجودة في الموضوع أحد التماثيل التي قام بنحتها.
 
 
 
 
البابا ليو الكبير (Leo):
يعلم الكثير عن البابا القديس "جريجوريوس الكبير"، مخترع التقويم، بينما لم يحوز البابا القديس (ليو) ولو على قدر بسيط من الشهرة.
 
ولد ليو عام 400 وتوفي في 10 نوفمبر عام 461، و استطاع أن يفعل بيده ووحده ما لم يفعله جيش بأكمله؛ وهو التصدي للقائد المعادي للإمبراطورية الرومانية (Attila the Hun).
 
ففي عام 452 عندما قام الملك أتيلا قائد مملكة الهون، بغزو إيطاليا وتهديد روما، حينها توجه البابا ليو لمقابلته بشكل شخصي متوسلا إياه بالانسحاب، مما أثار إعجاب الملك أتيلا بشدة وببساطة عاد من حيث أتى.
 
وللأسف، لم يمنع توسل ليو الوندال (وهي قبيلة من ألمانيا الشرقية دخلت الإمبراطورية الرومانية خلال القرن الخامس) عن نهب المدينة عام 455، ولكن تم قمعهم وحرقهم من قبل تلك القبيلة المهاجمة.
 
وبالإضافة إلى هذا الإنجاز العظيم يذكر عن ليو كتاباته التي نادت بالمساواة بين جميع البشر والسماح لهم للعيش بكرامة. يتم إقامة احتفال بعيده في 11 أبريل من كل عام وترمز الصورة الموجودة على لقائه الشهير مع أتيلا.
 
 
 
 
الإمبراطورة ميونج سيونج (Empress Myeongseong):
عاشت الإمبراطورة "ميونج سيونج" في الفترة من (19 أكتوبر عام 1851 إلى 8 أكتوبر عام 1895) وعرفت أيضا باسم الملكة "من"، وهي أول زوجة رسمية للملك "جوجونج" الملك السادس والعشرين من سلالة جوسون الكورية.
 
تزوجت من ذلك الملك وهي في السادسة عشر من العمر بينما كان هو في الخامسة عشر، وبدلا من أن تكون ملكة تقليدية كما كان يتوقع، كانت طموحة وحازمة. تخلت عن العديد من المهام الملكية مثل استضافة حفلات الشاي لأفراد الطبقة الأرستقراطية وركزت على قراءة الكتب المخصصة للرجال فقط، ودراسة الفلسفة، التاريخ، العلوم السياسية والدين لنفسها وبنفسها.
 
عندما تلقى زوجها مفاتيح السلطة كاملة وهو في عمر 22 قامت بدور رائد جدا في السياسة، ونصبت أفراد عائلتها مناصب رفيعة المستوى ورسخت سلطتها. بدأت تدخل كوريا في نطاق المدنية والتحضر نتيجة لدورها العظيم، أولا بمساعدة اليابانيين المحتقرين بشدة من جانب كوريا (بسبب المعاهدات والتهديدات بالحرب) وبعد ذلك من الغرب.
 
أعادت تنظيم الحكومة للتعامل مع تأثير التغريب وسمحت بحرية العقيدة التي تم قمعها في السابق، وأدى ذلك إلى وقوع اضطرابات كبيرة بين قادتها السياسيين.
 
قرر اليابانيون اغتيالها عام 1895عندما أدركوا خطورة قوتها عليهم، بطعنها عدة مرات، وبعدها عانى الملك حالة من اليأس بسبب فقدان زوجته وبدأ في توقيع معاهدة بعد معاهدة مع اليابانيين مما أدى في النهاية إلى حكم استعماري استمر من عام 1910 إلى 1945. الصورة الموجودة هنا هي الصورة المزعومة للملكة.
 
 
 
 
بالدوين الرابع (Baldwin IV):
عاش الملك بلدوين الرابع ملك القدس في الفترة (1161- 16 مارس 1185) وكان ملكا للقدس في الفترة ما بين (1174 إلى 1185).
 
أصيب في شبابه بمرض الجذام ونظرا لصغر سنه توقع الجميع أنه لن يعيش لفترة طويلة، تم تتويجه في عمر الثالثة عشر، ولذلك حكمت القدس بواسطة اثنين من الحكام، وقع أحدهم معاهدة سلام مع صلاح الدين.
 
عندما بلغ بلدوين السن القانونية لم يعيد تجديد المعاهدة مع صلاح الدين وبدلا من ذلك قام ضده بسلسلة من الحروب، وكان يحارب على ظهر حصان بالرغم من إصابته بمرض الجذام.
 
حقق الكثير من النجاحات في معاركه مما جعل السكان المسلمين يلقبونه بالخنزير. تميز بالشجاعة داخل ساحة المعركة والحكمة في الساسة والترتيب للزيجات لتحصين مملكته وسلطته.
 
انتهي الأمر به بمدة حكم استغرقت 11 عاما، قام في آخر عامين خلالها بالتشارك في الملك مع ابن أخيه الذي كان يبلغ من العمر خمس سنوات ( الملك بلدوين الخامس)، لم يرتدِ بلدوين قناعا ذات يوم على عكس ما صورته الأفلام السنيمائية.