الدليل الكامل لفوائد ومضار التعرق الشديد
12:00 م - الأربعاء 27 يوليو 2011
على الرغم من أن التعرق الشديد لا يعتبر مرضا كبيرا، فإنه لا يعتبر أيضا أمرا عاديا. وفي الواقع فإنه قد يكون مزعجا، ويؤثر على العلاقات الشخصية.
فائدة التعرق
التعرق بحد ذاته عملية طبيعية وضرورية. فهو إحدى وسيلتين للتخلص من حرارة الجسم، وهي الحرارة التي تكون ناتجا ثانويا للأيض (التمثيل الغذائي). أما الوسيلة الثانية فهي توصيل الحرارة من الجسم إلى الهواء المحيط به.
وعندما يكون الهواء حارا فإن من الصعب تبديد حرارة الجسم والتخلص منها بطريقة التوصيل. وعندما يكون الهواء رطبا فإن العرق لن يتمكن من التبخر، الأمر الذي يجعل فقدان الحرارة بواسطة العرق غير فعال. ولهذا يحدث الانزعاج في موسم الصيف بسبب الحرارة والرطوبة معا.
ومن دون التعرق فإن جسم الإنسان «سيحترق»! لذلك فإن فرط التعرق هو أكثر من ضروري لتنظيم درجة حرارة الجسم.
أنواع التعرق الشديد ويأتي فرط التعرق بشكلين:
فرط التعرق العمومي
فرط التعرق العمومي generalized hyperhidrosis. أن التعرق في كل مناطق الجسم هو استجابة طبيعية للحرارة والرطوبة والتمارين الرياضية التي تؤدي إلى تنشيط عمليته عبر كل الجسم، إلا أن التعرق العمومي يمكن أن يكون أيضا علامة على وجود اضطراب في الأيض (مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو داء السكري)، أو نتيجة العدوى (التي تمتد في نطاق من الإنفلونزا إلى التدرن الرئوي) أو وجود أورام معينة (خصوصا في العقد اللمفاوية) أو تناول المشروبات الكحولية بكثرة، أو تناول الأدوية (مثل مضادات الاكتئاب «فنلافاكسين» venlafaxine أو «إفيكسور» Effexor).
كما أن التغيرات الهرمونية هي من الأسباب الشائعة له، خصوصا عند وصول المرأة إلى سن اليأس من المحيض، وكذلك عند العلاج بالحرمان من الأندروجينات لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا. وأخيرا فإن القلق هو سبب شائع أيضا.
ولأن فرط التعرق العمومي ينجم عن أسباب كثيرة، فإن من المهم التوجه لاستشارة الطبيب للبحث عن المشكلات المسببة له. وإن لم يجد الطبيب أية مشكلة فيمكنه السيطرة على التعرق بإعطاء الأدوية المضادة للكولين. ولهذه الأدوية آثار جانبية سيئة (منها جفاف الفم، والإمساك، وانحباس البول) ولذا يجب التعامل معها بحذر كما أنها لا توصف إلا للحالات الصعبة.
فرط التعرق الموضعي
فرط التعرق الموضعي localized hyperhidrosis. ينحصر التعرق الشديد في منطقة محدودة من الجسم، في العادة في راحة اليدين والقدمين ومنطقة ما تحت الإبط.
ومن المستبعد أن توجد مشكلة صحية أخرى تتسبب في حدوثه. والأسباب التي تقود إلى حدوث هذا النوع من التعرق هي العواطف المحتدمة (خصوصا القلق)، والرائحة والطعم القويين (خصوصا الأطعمة المحضرة بالفلافل، وفواكه الحمضيات، والقهوة، والشوكولاته، والتفاح). وغالبا ما يكون من الصعب تحديد سبب فرط التعرق الموضعي.
وقد يصبح التحكم في فرط التعرق الموضعي صعبا. فإن لم تفد مضادات التعرق العادية فإن أنواعا أخرى موصوفة طبيا حاوية على 20 في المائة من هيكساهيدرات كلوريد الألمنيوم («درايسول» Drysol) قد تكون أكثر فائدة. ولكن لبعض الأشخاص المصابين فإن أفضل الوسائل هو الحقن بجرعات قليلة من سم البوولونيوم «إيه» (البوتوكس).
وما دمت لم تتطرق في سؤالك إلى تفاصيل عن مشكلات التعرق، فإن من المستحيل علي توجيهك بالضبط، ولذا فإنني ألجأ فقط إلى نصيحة أصيلة لحالات التعرق الشديد: حافظ على هدوئك، وبرد نفسك إن كان ذلك ممكنا!