تجهيز حقيبة السفر لغز محير
12:00 ص - الأربعاء 27 يوليو 2011
خاص الجمال - عمرو لبيب
قبل السفر فى عطلة يمثل تجهيز الأمتعة اختبارا حقيقيا بسبب الخوف من نسيان الأغراض الأساسية ذات الاحتياجات الضرورية، والميل إلى تفضيل أشياء غير نافعة، انشغال العقل، الخلافات الزوجية.. وهذه الأمور لا مفر منها، وإليك نصائح المحترفين وشهادة الشهود.
الفساتين وحقائب الماكياج مبعثرة فى هرج ومرج، الصنادل والأحزمة منتشرة بشكل غريب والمنزل يبدو كما لو كان غرفة صبى مراهق تعج فى فوضى عارمة، هل هو إعصار أم عزال؟ إنها فقط حقائب يتم حزمها، كل هذا يتم على مرأى من نظرات الأولاد الزائغة، بينما تفكرين فى تعبأة الشباشب، مضارب التنس، الأحذية والألوان المكدسة كل هذا تحت نظرات الزوج الساخطة، لا جدوى فى انتظار الشفقة من جانبه إنه يحزم امتعته فى ربع ساعة ليسافر 4 أيام أو حتى 15 يوماً وينزعج من رؤية السيارة تبدو مثل الكارفان.
لكن من ذا الذى يتذكر فى غمار التجهيز للسفر أن يأخذ المناشف أو البرنس لتجنب نوبات البرد عند الانتهاء من الاستحمام، فعلى عكس زوجي الذى يحزم حقيبته فى 10 دقائق قبل السفر بأسبوع، أعد حقيبتى حتى ليلة السفر نفسها (كما تحكى مارى الرحالة) ليس من أجل حشدها، على العكس، إننى اتخلص من كل الأحمال الزائدة بقدر المستطاع حتى لا أخذ إلا الملابس التى تتلائم مع حالة الطقس وطبيعة سفرنا.
ويعتقد زوجى "بيار" أنني أخذ معي"بازراً"، لكنى دائماً أتذكر الأدوية، الزيوت الواقية من الشمس، الوسائل الضرورية، خريطة البلد، حزام لإخفاء النقود، حقيبة من النايلون الرقيق جداً، حقائب ورقية، سكين، فتاحة عبوات، شاى، مقلاة صغيرة، ومصباح كهربائى (بطارية).
ونادراً أولئك اللاتي يحزمن أمتعتهن ليلة السفر دون الوقوع تحت ضغط بالنسبة لكثيرات منا، فالتفكير فى إعداد الحقيبة يوقظ الكثير من المشاعر الكامنة، خوفاً من فكرة مغادرة المنزل أو (القوقعة) العائلية.
إذاً فنحن نطمئن بأن ننقل محتوى المنزل وليست الملابس فحسب، ولكن أيضاً عالمنا العاطفى بل وحتى إطار حياتنا، كما تفعل هذه المرأه "كما تشير عالمة النفس مارتين تيلياك"، التى تأخذ معها صور أولادها فى إطاراتها لتضعها فى غرفة الفندق. هذه النزعة متوفره لدى النساء أكثر من الرجال، الذين هم أقل ارتباطاً بالمنزل، والخوف من نسيان القمصان أو الأدوية يعبر عنه بقلق مزاجى.
الضغط الناجم عن حزم الحقائب:
يجسد الخوف من عدم العودة مرة أخرى إلى المنزل أو تعرضه للسرقة، ويتجسد أحياناً بمخاوف طفولية مجنونة مدفونة نابعة من الانفصال عن الأم، وقد تظهر أزمة زوجية كامنة، مخاوف من المصادمات التى تبدو دفينه وتُستقطب فى الأمتعة التى ترمز إلى التلاقى المشكوك فيه، وهنا يحدث تذبذب بين الرغبة المتناقضة فى قطع الحياة اليومية والخوف من المجهول الذى نعتبره عدائياً ولا يمكن السيطرة عليه.
حقيبة الرجل:
إنها أكثر خفة ويتم حزمها سريعاً وهى فى اللاشعور تجسد سلوك الرجل فى عيش المغامرة والمجهول، فقد ينسي ماكينة حلاقته، الأمر ليس خطيراً إنه يتحرر من همومه اليومية ومن القلق وهذا يسبب شيئا من الراحة لمن ينسون كل شئ ويعيشون اللحظة الحالية ولديهم صعوبة فى خوض الطقوس اليومية (ماذا يرتدون لوجهة ما أو نشاط ما).
الاستثمار الزائد للعطلة والالتزام الاجتماعى بنجاحها يشاركان أيضاً فى ضغوط التجهيزات، فالتعبير المفرط يجب أن يجعلنا نفكر فى أسلوب إقامتنا العطلة حيث نقضى وقتاً لنستريح، وتقييم التغيرات التى تطرأ علينا؟ أو قائمة الأماكن التى سنزورها كلها عوامل تؤثر على كيفية وفترة حزم الأمتعة، علينا أن نفكر فى تخفيف هذه الضغوط.
عندما كان أطفالى صغاراً، أقل شئ كنت أنساه كان يبدو قاتلاً، تقول "ستيفانى 45 سنة"، مؤلفة الكتب المدرسية للتاريخ والجغرافيا وكتب السياحة التى تسافر بك بعيداً، وهي تسافر مع أولادها جان 15 سنة، وسيريان 15 سنة وشارل 12 سنة: "إننى أعشق حزم أمتعتى"
أنا مولعة بالخرائط والأطلس، حين أكون مسافرة في عطلة، فإن حزم الحقائب يعد بالنسبة لى أمراً مثيراً على الرغم من الضغوط الخفيفة التى أعانى منها وحدى قبل الرحيل بأربعة أيام أو ليلة السفر فى مواجهة الحقائب التى أحزمها أو التى أشرف عليها.
وعندما كان أطفالى صغاراً كنت اعتنى بكل شئ ما بين عبوات اللبن، المراضع، أغطية النوم، القبعات، الحفاضات.. أقل شئ أنساه يبدو لى قاتلاً، إننى أتذكر المأساة التى عشتها بسبب غطاء نسيته، والأشياء المتوقعة اليوم مع أطفالى فى سن المراهقة هى أطنان الملابس التى يجب غسلها وكيها، لأن من بين 5 سراويل موجودة فى الخزانة يريد ابنك دائماً أن يرتدى ما هو غير نظيف، لكن الحقيبة الوحيدة التى لا تزال تمثل ضغطاً هى حقيبة الكشافة الخاصة بأصغر أطفالى شارل، وهو فوضوى كبير.
فى الشتاء عندما تنخفض الحرارة إذا نسي غطائه أو معطفه الحرارى أحدث نفسي أنه سيرجع مريضاً ولا أنام طوال عطلة نهاية الأسبوع، أما أطفالى الأكبر فيحزمون حقائبهم بأنفسهم، فقط أٌذكر "سيبران" أن يتأكد من أخذ علاجه المضاد للحساسية، مع الوقت أصبحت أكثر هدوءاً، علماً بأننى فى بعض الأحيان قد أشترى معجون أسنان، ملابس داخلية، أو جوارب فى مكان السفر.
أيضاً لأن ابنتى جان تحب التغيير كثيراً فى هيئتها، فإننى أميل إلى حمل الكثير من الأشياء الخاصة بها كالأحذية وما إلى ذلك، وعلى أن أحمل أشياء مختلفة فى حقيبتى ذات العجلات من الآن كل منهما له حقيبته الخاصه ويحملها بنفسه، أحلم بأن أشترى حقيبة خفيفة جداً ومصنوعة من مواد آخر صيحة وأن أقتصر على خدمة نفسى قدر الإمكان.
فى حقيبة السفر احتاج أن أضع كل شئ وعلى الأخص أى شئ:
صوفيا (42 سنة) كثيراً ما تسافر للعمل، وتقول: إننى أسافر كثيراً من مهرجان إلى آخر مع الفنانين الذين أرافقهم، كما أن حزم حقائبى يعد بالنسبة لي مصدراً للقلق، أحب أن أتوقع كل شئ، لا أنسي أبداً أدوات الحياكة، الشمع اللاصق، أقراص الأسبرين للمجموعة المرافقة.
إننى أبغض أن أحزم حقيبتى فى اللحظات الأخيرة، والسيناريو المثالى الخاص بى هو إعداد الحقيبة ليلة السفر حيث أفكر بهدوء فى الملابس، فى الطقس ووجهاتى، أما الرحيل فى عجالة فيسبب لى الذعر، مثلما يحدث فى الصباح عندما أكون متأخرة، حيث أخرج الملابس من خزانتى غير قادرة على اختيار ما أرتديه.
نعود إلى السفر، يولد القلق شعوراً غير منطقياً باصطحاب كافة الأغراض، أية أغراض، كعبوات الكريم، أو طلاء الأظافر والماسكات التى لا أستخدمها، والأحذية ذات الكعوب العالية التى تؤلمنى، ناهيك عن الملابس الداخلية.
وأنا مثل كثير من النساء أشعر بصعوبة فى السفر بأحمال خفيفة، إننى أتعثر بحمل أربعة حقائب أو أطنان من معلقات الملابس (على قناعة بأنها لن تكفى). ويضحك منى المرافقون قائلين... إننا نسافر بأمتعة خفيفة وأكثر استرخاءاً ولكنى دائماً أضع رداءاً أو ردائين جديدين فى حقيبتى... مثل الأطفال الذين يذهبون إلى الحضانة أو المدرسة ويشترون لهم ثوباً جديداً.
- إننى أسافر كالسلحفاة، أحمل بيتا فوق ظهرى:
"لور 40 سنة تسافر مع كلير 8 سنوات ولولو سنتان"، وتقول: أعانى من الفوضى والقلق وأكون مثل السلحفاة التى لا يمكنها العيش دون أن تحمل منزلها فوق ظهرها ومع ذلك فهى تحلم دوماً بالتخلي عنه.
إننى أسافر ولدى انطباع بأننى لن أعود مجدداً إلى بيتى، إننى أكدس كل شئ حتى ليلة السفر، هكذا أطمئن حيث أضع حقائب الملابس والصنادل خمسة أزواج لخمسة عشر يوماً، وأتأكد أننى حزمت أغطية الأسرة والمناشف، هذا الأمر يحول العطلة فى جزيرة إلى كابوس.
أسافر فى سفينة والحقائب تعج بالمناشف والملابس، وأغطية الوسائد، وعربة الأطفال وما إلى ذلك، حتى أننى اتوقع حمل الملايات البيضاء لتغطية الأسرة بل والأقمشة البيركلى فى حالة ما إذا كان الديكور الخاص بمكان التصوير غير جيد.
إننى أتنازل أحياناً أمام اعتراض زوجى الزائد، ومن ناحية أخرى أذكر ذات مرة قبل مغادرة السفينة بسبب خجل زوجى من حقائبنا الكبيرة أنه طلب من رفقائنا أن يجدوا لنا حقائب قمامة حجم كبير لتحتوى حقائبنا بل والأسوأ، من ذلك عند وصولنا وجدنا قصرية الأطفال من نسختين، منذ ذلك الحين صارت ابنتى كلير تحزم حقيبتها بنفسها حيث ترى أنه لا جدوى من حمل ملابس البحر الستة، 8 سراويل، خمسة عشر قميصاً لخمسة عشر يوماً. عندما تصطحب أمى بناتها فى عطلة أو نهاية الأسبوع ترسل لى قائمة بحقائبهم.
- إننى أعد حقيبة لأترك مكاناً لما قد يطرأ:
"كرستين 62 عاماً تسافر وحدها منذ عمر 18 سنة"، ويظل السفر دائماً تغييراً للمشهد بأشيائه الغير متوقعة، وأنا أحب فكرة التمكن من السفر فى الحال، لذا يجب أن تكون حقيبتى خفيفة وتتلائم مع المكان مثلى تماماً فى ليلة السفر.
أضع على اريكتى سروالى الجينز، حذائى الخفيف، تى شيرتى، قمصانى، بلوفر يتناسب مع كل وجهة، مصباح بطارية، ففى آسيا حيث أسافر كثيراً المظهر له قيمته الكبيرة احتراماً لضيوفى الذين أقابلهم، فأنا أحمل معى بدلة، حذاءا خفيفا، بنطالا، تى شيرت أو فستان قماش رقيقا غير قابل للانثناء، وحتى لا أشعر بالتكدس النفسى، فأنا لا آخذ معى ملابس اضطر لحملها ولا أية مجوهرات.
وفى مكان السفر أشترى بعض الهدايا الخفيفة التى أضعها فى حقيبتى قبل الرحيل وذلك خلال مقابلاتى سجائر، صابون، أدوات ماكياج، هكذا أشعر بمزيد من الحرية فى تحركاتى أتكيف بسهولة مع التنقل بالأتوبيس أو القطار، إننى مهيأة للتغييرات، ففى لاهاس أودكا أول شئ يسألونه لك قبل أن يصطحبونك إلى وجهة ما "هل لديك أحمالاً كثيرة"؟
وقد تفرض مهمتى على أحياناً إجراء مقابلات مثيرة على سبيل المثال مع القرويين فى الهند، ويندهشون عندما يرون أننى لا أحمل أية مجوهرات وأحياناً يضعون بعض الحلي حول معصمى.
احزمى حقيبتك دون توتر وإليك نصائح الطبيبة النفسانية مارتين ليلك:
- اجعلى قلقك متناسباً:
فى وجهة السفر سنجد دائماً تى شيرت، فرشاة أسنان، دواء.. الخ، لذلك احزمى حقيبتك دون الشعور بالذنب حسب طبيعتك، قبل الرحيل بساعتين لمن يحتاجون إلى تناول الأدرينالين أو ثمانى ساعات قبل ذلك، ولكن دون أن تسببي القلق للأخرين.
- جهزى رحلتك فى عقلك:
تقبلى فكرة كسر الإيقاع التقليدى لتكونى مهيأة للمقابلات والملاحظات، وارحلى بأمتعة خفيفة فبوسعك شراء حقيبة فى وجهة السفر لحمل الهدايا التذكارية سيكون لها وقع أفضل من تلك الأشياء التى تكدسينها بحقيبة سفرك.
- أعدي لنفسك قائمة بالأغراض الأساسية:
أعدي لنفسك قائمة بالأغراض الأساسية والهامة قبل يومين من السفر، وكذلك تحدثي مع أولادك وزوجك عما يرغبون في حمله.
- لاتنشغلي كثيرا بالطعام والدواء حيث يمكنك توفيرهما في وجهة سفرك، باستثناء الطعام الخاص بطرق السفر أو الأمراض الحرجة أو الأدوية النادرة.
- لاتكدسي الكثير من الأشياء في حقيبة سفرك ولا تنتظري اللحظات الأخيرة لحزم أمتعتك.
-لاتنسي المشروبات الخفيفة لتناولها في الطريق.
- قومي بمشترياتك قبل السفر بيومين أو ثلاثة.