أناقة حقيبة السفر هي الفارق بين المسافر الخبير والجديد

كان منظر حقائب السفر الضخمة، من لوي فيتون أو لويفي وما شابههما من دور عالمية، على شكل صناديق تتراص فوق بعضها بعضا في المطارات أو أرصفة محطات القطارات، منظرا يرتبط بالطبقات الثرية التي يسعفها الحظ والإمكانات بالسفر إلى أماكن بعيدة لا يصلها الإنسان العادي سوى في الأحلام. كان عدد الحقائب وماركاتها يعكس مركز صاحبها، ويدل على أنه عازم على قضاء وقت ممتع وطويل في منتجع نخبوي، وبالتالي لا يقبل ان يستغني عن الترف الذي اعتاده في الأيام العادية. فخامة حقائب السفر هاته كانت أيضا تعني ان ما بداخلها لا يقل فخامة وأناقة.


كان هذا في زمن اعتبر فيه السفر ترفا ومناسبة يجب التهيؤ لها على كل الصعد، بما في ذلك الأزياء التي يسافر بها الرجل والمرأة على حد سواء. فقد كان لزاما ان تكون في غاية الأناقة. لكن شتان بين الأمس واليوم، فتطور وسائل التنقل، وانخفاض سعر الرحلات الجوية ووفرة المنتجعات التي تخاطب كل الطبقات، جعلت السفر في متناول الجميع، ولم يعد حالة خاصة أو ترفا كما كان عليه في القرن الماضي. بل أصبح من الممكن قضاء اوقات ممتعة وقصيرة في بلد آخر في مناسبات نهايات الاسبوع.

وكان لا بد ان ينعكس هذا التغير على طريقة السفر والتنقل، وأولها هذه الحقائب، أو الصناديق الفخمة، التي لم تعد عملية على الإطلاق، وحلت محلها حقائب سفر في غاية الاناقة لكن في غاية العملية ايضا، سواء من حيث تصميماتها أو خاماتها، وإن كان سعر بعضها أغلى من ثمن رحلة سفر لمدة اسبوعين في بلد سياحي.

من حيث التصميمات، أصبحت جد متنوعة بحيث تراعي متطلبات الطائرات، من حيث طولها الذي يجب ان يكون اكبر من عرضها حتى يمكن السماح بها داخل الطائرة. ومن حيث الخامات، فقد أدخل عليها القماش والنايلون والبلاستيك للتخفيف من وزنها من جهة، وجعلها اكثر عملية وتحملا من جهة ثانية، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار ان الطريقة التي تتلقاها من قبل العاملين في المطارات ليست رقيقة على الإطلاق مما يعرضها بسهولة للتلف. وربما هذا هو السبب الذي يجعلنا لا نرى كثيرا حقائب سفر بحجم كبير من جلد التماسيح، في حزام الامتعة، الأمر يختلف طبعا عندما يتعلق بحقيبة صغيرة ترافق صاحبها وتبقى تحت حمايته ورعايته طوال الوقت.

من تومي هذه حقيبة T-TECH 20 للحمل على الظهر أو سحبها نظرا لتوفرها على عجلاتمن الشركات التي يمكن القول انها حلت محل "لوي فيتون"و"لويفي" و"بوتيغا فينيتا" فيما يخص السفر بأناقة وتميز، ماركة "تومي" Tumi التي طرحت اشكالا متنوعة مما يجعلها الخيار المفضل للعديد من رجال الأعمال والانيقات. فسعرها العالي مبرر بالنظر إلى جودتها، فهي من الحقائب التي صممت لتبقى إلى الأبد، بدءا من جوانبها القوية إلى سحاباتها العريضة التي يصعب ان تتأثر بالمعاملة السيئة التي يمكن ان تتلقاها على يد عمال المطارات، مرورا بالقفل المركزي الحديدي، وعجلاتها التي تضمن التوازن التام، لأنها مركبة في الوسط عوض الجوانب.

من ميزاتها ايضا انها لا يمكن ان تضيع، بفضل شيفرة خاصة، يقال ان 4000 حقيبة ضاعت في المطارات في الـ18 شهراً الأخيرة، عادت إلى أصحابها سالمة. من الزبونات الوفيات لهذه الماركة: ليز هيرلي، مادونا، العارضة البريطانية إيرين اوكونر.

- أما إذا كنت تفضلين حقائب بتفاصيل لافتة أكثر من دون الاستغناء عن الجودة، فهناك ماركة ""بريكس"Brics. فهذه الشركة الإيطالية تتخصص في تشكيلات بألوان زاهية ومختلفة تخاطب كل الأذواق، من الوردي الهادئ إلى الأبيض، الذي يصعب تصور استعماله في السفر، لكنه، على ما يبدو المفضل لدى الأنيقات الشابات، من مثيلات باريس هيلتون، اللواتي يملن إلى لفت الأنظار. من المعجبات بهذه الماركة ايضا جنيفر انستون وكايت هادسون.

من شركة «ديلسي» هذه المجموعة من الحقائب مصنوعة 100 % من مادة بوليكاربونات وهي مادة متقدمة تكنولوجيا بحيث تتحمل الصعاب- من أجمل ما خرج من العاصمة الفرنسية، ماركة "ديلسي" Delsey التي يمكن القول انها متاحة لشرائح اكبر من سابقتيها. ميزة هذه الماركة أن حلت مشكلة تشابه الحقائب ذات اللون الأسود التي تجعل أياً منا يشك كلما رأى واحدة في حزام عرض الحقائب، يسحبها ليكتشف انها ليست له ويضطر إلى إعادتها، وما يترتب عن ذلك من جهد وتعب وطبعا من إحراج.

فتشكيلتها المسماة "كريساليز" تتميز بجيوب بلون براق، تحل هذه المشكلة تماما، ويمكن طيها للداخل وإخفاؤها إذا لم تستدع الحاجة إليها. - طبعا لا يمكن الحديث عن حقائب السفر العملية والجيدة من دون التطرق إلى ماركة "سامسونايت"، فهي الرقم واحد من حيث مبيعاتها، حتى عندما لم تكن عضوا في نادي الحقائب الأنيقة التي يمكن الحلم بها. لكن منذ عام 2004، وهو العام الذي التحق فيه مارسيلو بوتولي، الذي سبق له العمل مع دار "لوي فيتون" بها، تغيرت الصورة واصبحت أكثر جاذبية.

فقد صمم خطا باسم "الحياة عبارة عن رحلة" Life"s a Journey يشمل أربع مجموعات تتباين بين العصري الحديث والكلاسيكي التقليدي تخاطب كل الأذواق، كما حاولت الشركة دخول عالم الموضة من خلال المصمم البريطاني ماثيو ويليامسون الذي صمم لها مجموعة محدودة.

- دار "غويار" الباريسية، ماركة عريقة يعود تاريخها إلى اكثر من 150 عاما، وارتبطت بالاسرة المالكة البريطانية، كما اقبل عليها بعض رؤساء امريكا، واباطرة روسيا ومهارجات الهند. بعبارة اخرى هي ماركة نخبوية تاريخيا. ماركتها المسجلة هي حرف الـ G المميز الذي يحضن باقي احرف الاسم إلى جانب حرفيتها العالية. ولا حاجة للقول هنا انه من الصعب ان نرى أية واحدة تسافر بمجموعة من "غويار بوينغ" لأنها ببساطة حكرا على افراد الطبقات الأرستقراطية، الذين يسافرون من أبواب خلفية لا يدخلها المسافر العادي، والأثرياء الذي يسافرون بطائرات خاصة.

قد ترين بعض العاملات في مجلات "فوغ" الأمريكية بالذات يحملنها، لكن بأحجام صغيرة جدا لا تعكس فخامة المجموعة عندما تكون بحجم كبير. -دور الأزياء دخلت بدورها هذا المجال بقوة لتناقس أعرق شركات الجلود، بعضها تبرر الأمر بأن بداياتها كانت اصلا في الاكسسوارات الجلدية مثل "غوتشي". لكن عموما تلقى هذه الدور إقبالا من طرف المواكبات للموضة اللواتي يعشقن أزياءها وأسلوبها، وبالتالي يحاولن تبنيه كاملا كلما سنحت لهن الفرصة والإمكانات. كيف يمكن اختيارها:

* لتجنب مشكلات زيادة الوزن، اختاريها من القماش أو الكانفا على ان تكون الحواشي قوية من الجلد.

-اختاريها بعجلات كبيرة مركزة بالقرب من الوسط عوض الجوانب حتى تحصلي على توازن اكبر. تجنبي العجلات الصغيرة لأنها تميل إلى الجانب.

* صحيح أن اللون الاسود هو الشائع، فهو مضمون وانيق، إلا ان المشكلة فيه ان معظم المسافرين يفضلونه، مما يخلق بعض الحيرة عند الوصول. للتغيير والتغلب على هذه المشكلة، هناك حقائب سفر بالوان الأحمر والأخضر والبني بحواش سوداء يمكن ان تكون جد أنيقة وبديلاً عملياً للأسود.