6 من المصممين ينتظرون أن يطرق السعد بابهم

ليلة زيوريخ للموضة تحتفل بعامها العاشر .. ومسابقتها تفتح الباب للنجوم
ليلة زيوريخ للموضة تحتفل بعامها العاشر .. ومسابقتها تفتح الباب للنجوم

كما كل عام، وفي نفس التوقيت، تحتفل مدينة زيوريخ السويسرية بليلتها الخاصة بالموضة، «ستيلا نايت»، التاريخ هو، الـ12 من شهر نوفمبر وهذا العام تكتسب الفعالية خصوصية أكبر تعود إلى أن هذا هو عامها العاشر.


وبالتالي سيتميز بحضور مهم ممن فازوا بجائزتها سابقا وحققوا النجاح مثل الأختين الأميركيتين، كايت ولوار ماليفي، مؤسستي ماركة «رودارت»، راف سيمونز، حيدر أكرمان، برونو بيترز، ماريوس شواب، دانيال هيرمان، إلى جانب عرض خاص ستقدمه المصممة إيزابيل توليدو، التي صممت العديد من فساتين سيدة البيت الأبيض الأولى، ميشال أوباما.

الفعالية، التي قد تكون جد متخصصة، وبالتالي لا تتمتع بشهرة فعاليات الموضة الأخرى، هي مسابقة يحصد فيها الفائز 100.000 يورو مقدمة من قبل «فيدرالية الأقمشة السويسرية»، وهي الجهة المنظمة، لمساعدته على دخول الأسواق العالمية والتغلب على أي مشاكل مادية قد تعيق عمله الإبداعي.

وكانت المبادرة قد ولدت منذ عشر سنوات على أساس احتضان مصممين سويسريين فقط، إلا إنها بعد عامين، رأت أن توسع أفقها باحتضان مواهب من كل أنحاء العالم.

وسيشهد هذا العام مشاركة احد المصممين المفضلين لدى ميشال أوباما، هو ثاكون بانشيغال، إلى جانب كل من إريديم موراجليليو، بيتر بيلوتو، أليكسيس مابيل، ألكسندر وانج وماركة «اون تيتيل»، وسيتم اختيار الفائز من بين الستة، الذين تمت غربلتهم على مدى عدة شهور، من قبل لجنة تحكيم عالمية مكونة من 12 شخصا من ضمنهم جريدة «الشرق الأوسط».

من أهم شروط المسابقة، أن يتمتع كل واحد منهم بالقدرة على الابتكار والإبداع، تماما كما على التسويق. وأهم شرط هنا ألا يكونوا مبتدئين بمعنى أنهم حديثو التخرج، بل يجب ان يكونوا قد شاركوا في محافل مهمة أو عالمية مثل أسابيع لندن وباريس وميلانو أو نيويورك، وأن يعملوا بمجال الموضة ما لا يقل عن أربع سنوات، والأهم أن تكون أزياؤهم متوفرة في الأسواق.

ويتم ترشيح هؤلاء من قبل نخبة من المتخصصين والمتابعين، أي انه لا يسمح للمصمم بترشيح نفسه.

والمتسابقون على جائزة هذا العام

1 ـ إريديم موراليوجلو
يعتبر من الوجوه والأسماء التي تفتخر بها لندن، ويشهد له أن أزياءه استطاعت أن تجمع كلا من سارة براون، زوجة رئيس الوزراء البريطاني، وسامنثا كاميرون، زوجة حزب المحافظين المعارض، اللتين ظهرتا بها في مناسبات عديدة.

ينحدر إيرديم من أصول تركية انجليزية، حيث إن والده تركي ووالدته انجليزية، لكنه ولد وتربى في كندا وعمل مع دايان فون فورستنبورج قبل ان ينتقل إلى لندن للدراسة في «روايال كوليدج» للفنون.

يجمع أسلوبه بين الفنية والتفصيل الذي يحاكي «الهوت كوتير» لكن يتميز أيضا بنقوشاته التي تظهر وكأنها خليط من أوراق الورد الصغيرة على خلفية من الأقمشة الحديثة والتصميمات المستديرة والضخمة أحيانا، أو المستقيمة والمفصلة بأكتاف عالية ومحددة أحيانا أخرى.

فحتى طريقته في التفصيل، ورغم إتقانها، فيها شبه نزوة من الغرابة التي أصبحت ترتبط بالأسلوب الانجليزي المثير والمرغوب فيه، كذلك الأمر بالنسبة لتناقضاته الثقافية التي تجعل كل قطعة وكأنها مزيجا ما بين فن ما قبل رافائيل برومانسيتها وبين صخب الثمانينات ببريقها، بل وحتى بكشاكشها الفكتورية أحيانا.

2 ـ بيتر بيلوتو
كما أليكسيس مابيل، لا يعترف هذا الثنائي، المكون من بيتر بيلوتو وكريستوف دي فوس، بالهدوء أو المضمون، بل يميلان للتلاعب بالألوان الصارخة والنقوشات المتضاربة وتجربة أشكال جديدة على أقمشة حديثة، ومع ذلك فإن كل ما يطرحانه يتميز بجرأة قوية لكن راقية.

التقى بيتر بكريستوف على مقاعد الدراسة في أكاديمية الفنون الجميلة الملكية بأنتوورب البلجيكية، وربطت بينهما صداقة تجاوزت جذورهما.

فبيلوتو ينحدر من أصول نمساوية وإيطالية وهو المايسترو وراء النقوشات والأقمشة، أما دي فوس، فينحدر من أصول بلجيكية وبيروفية، وهو المسؤول عن الخطوط الفنية وتقنية الدرابيه التي تميز تصميماتهما، التي تعلمها خلال فترة عمله مع فيفيان ويستوود.

يستقيان الكثير من الأفكار من عشقهما للفلك والكواكب والجيولوجيا، مما يفسر الكثير من النقوشات البركانية وأحجار الكريستال وقدرتهما على تسخير صور الفراشات في خامات من الجلد أو الفرو وغيرها بشكل ناعم.

وهذه القدرة على مزج العديد من الخامات في القطعة الواحد هي التي تجعل أسلوبهما مثيرا.

3 ـ ثاكون بانيشجول
ما إن ظهرت ميشال أوباما بقطع من تصميمه حتى أصبح حديث المهتمين بالموضة، وبدأ اسمه يرتبط بالنقوشات الناعمة في فساتين مفصلة لكن بأسلوب مريح وعملي.

لكن من الخطأ تحديد أسلوبه بالرومانسية والنقوشات وقدرته على إضفاء الجمال والأنوثة على من تلبس تصميماته فحسب، لأن قوته الحقيقية تكمن في توظيف الكثير من التأثيرات والأفكار وجعلها تبدو مركزة وواضحة المعالم.

فالشفاف مثلا والسريالي يتزاوجان أحيانا ليثمرا تصميمات بخطوط فيها ازدواجية مثيرة وغير صادمة، تماما مثل مزجه الخصر المنخفض مع كنزات مثل تلك التي كانت تلبسها الجدات وشرائط متعددة تشعر وكأنها تواجدت لكي تتزاوج مع بعض رغم تناقضاتها. يبلغ ثاكون 34 من العمر، ولد في تايلاند وتربى في الغرب الأميركي، ودرس في معهد«بارسونز» للتصميم.

قبل ان يبدأ العرض خلال أسبوع نيويورك للموضة في عام 2004. ومنذ البداية أثار إعجاب مثيلات تيلدا سويندن، ديمي مور، ريس ويذرسبون، ناتالي بورتمان وغيرهن ممن ظهرن في تصاميمه في عدة مناسبات، لكن مما لا شك فيه أن ظهور ميشال اوباما بفستانه الشهير هو الذي حلق به للعالمية.

4 ـ ماركة أون تيتل
وراءها أليكسا أدامز وفلورا جيل، التقيتا خلال دراستهما في معهد «بارسونز للتصميم» بنيويورك، وبعد التخرج ذهبت كل واحدة لطريقها، حيث توجهت أدامز للعمل مع هيلموت لانج، لكنهما التقيتا مرة أخرى بعد أن جمعهما العمل مع كارل لاغرفيلد.

في هذه الفترة قررتا تكثيف جهودهما وتأسيس دار خاصة بهما في أميركا، وهذا ما كان منذ ثلاث سنوات، نجحتا خلالها على جذب شريحة معينة من الزبونات حاولن إخفاء سرهما عن الغير، لكن سرعان ما انتبهت إليهما أوساط الموضة، بعد ان أصبحت إبداعاتهما متوفرة في بعض المحلات الكبيرة.

أهم ما يميزهما هو الأسلوب المستقبلي الهندسي الواضح المعالم والخطوط. فالتصميمات تنسدل تارة على الجسم على شكل درابيه، وتارة تعانقه بشدة سواء تعلق الأمر بالفساتين القصيرة أو التايورات التي تأتي هي الأخرى إما مفصلة أو واسعة بالإضافة إلى النقوشات الهندسية، لتكون النتيجة، مظهرا يمزج بين الرجولي والأنثوي الذكي الذي يخاطب امرأة مستقلة، قوية وواثقة من نفسها.

5 ـ ألكسندر وانج
مثل فيليب لام، ثاكون و«رودارت» والثنائي بروانزا شولر، يعتبر من المصممين الشباب الذين يضفون على أسبوع نيويورك الكثير من الحيوية التي باتت تفتقدها.

كونه لا يتعدى الـ25 يجعله فائرا بالحماس والجرأة الأمر الذي ينعكس على تصميماته التي تشير إلى شخصية تستلذ الخطر ولا تخاف اقتحام الجديد، فهو يخلط أسلوب الـ«جرانج» اللامبالي مثلا مع الأسلوب المترف والغني.

كما أن القارئ لأسلوبه يستشف ان وراءها شخصية متمردة على المألوف. فهو لم يكمل دراسته في معهد «بارسونز للتصميم» لكن لم يعقه هذا على المشاركة في أسبوع نيويورك والاستحواذ على اهتمام أنا وينتور، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» التي كان حضورها إلى جانب نجمات من مثيلات ميشا بارتون، ليندسي لوهان، ميغان فوكس، دافعا مهما في نجاحه.

ورغم أن نجاحه في سن صغيرة يبدو مثيرا للاستغراب، إلا أنه، إلى جانب تمرده، يتمتع بشخصية طموحة ومستقلة ورؤية واضحة منذ الصغر.

ولد في سان فرانسيسكو لعائلة صينية أميركية، وحتى قبل ان يلتحق بـ«بارسونز للتصميم» علم نفسه الخياطة وهو في سن المراهقة، بعد ان اشترت له والدته ماكينة خياطة ليقدم أول عرض له وهو في الـ15 من عمره خلال حفل عرس أخيه، شمل العرض حوالي 35 تصميما. في 18 شد الرحال إلى نيويورك للدراسة لكنه بعد عامين ترك مقاعدها ليؤسس شركته.

6 ـ أليكسيس مابيل
يعشق الأسلوب «الداندي» ولا يعترف بأن القليل كثير، ولا بأن الهادئ مرغوب فيه أو مضمون. فمما يذكر انه عندما قدم أول تشكيلة له في موسم الهوت كوتير في عام 2008، زينها بأكثر من 1500 شريط معقود على شكل ورود أو ربطات عنق رجالية.

غرابته وجموحه، فضلا عن ميوله وجذوره البورجوازية، كلها عناصر جعلت العديد من الفرنسيات يعشقنه، ومحررات الأزياء يتنبأن له بمستقبل كبير، إلى حد أن بعضهن وصفنه بأنه أكثر المصممين الشباب إثارة في فرنسا حاليا. المثير، ان نجمه سطع فجأة وفي وقت قصير.

والفضل في هذا لا يعود إلى استعماله السخي إلى حد المبالغة للأشرطة والورود فحسب، بل لتفصيله المتقن وتصميماته الحيوية التي تعكس شخصيته الداندية، وتفضح أيضا شخصية عبثية تنظر إلى الحياة بأنها عبارة عن مسرح كبير للعب.

فحتى ماركته المسجلة «الأشرطة المعقودة، التي استوحاها من ربطات العنق القديمة، بدأت كمزحة وتطورت إلى أسلوب لافت يبيع. أما قوته فتكمن في قدرته على استقطاب إعجاب نساء مختلفات ومن كل الأعمار والأهواء، فهناك مثلا، كارلا بروني ساركوزي وكارين رويتفيلد، رئيسة تحرير «فوج» الفرنسية، كما هناك الراقصة العالمية ديتا فون تيس، والعارضة ليندا ايفانجليستا، والنجمة الشابة كيرا نايتلي وغيرهن.

ولد اليكسيس في مدينة ليون الفرنسية، وتخرج من «غرفة الموضة الباريسية» في عامين فقط عوض ثلاث سنوات. تدرب لدى «إيمانويل أونغارو» ثم «نينا ريتشي» قبل ان يلتحق بدار «ديور» كمصمم مجوهرات تحت إشراف كل من جون غاليانو، وهادي سليمان، المصمم السابق لخط الدار الرجالي.

بعد أن ترك مابيل الدار، تخصص في الإكسسوارات، لكنه سرعان ما غير اتجاهه نحو الأزياء منذ عامين فقط، مثيرا الانتباه بأسلوبه اللافت الذي يلعب على الزخارف الكثيرة وعلى الرومانسية العصرية.

الفائزون بالجائزة في السنوات السابقة
- في عام 2000، السويسري دانيال هيرمان.

- في عام 2001 كانت من نصيب السويسري تران هين فو.

- في عام 2002 أصبحت عالمية، وكانت من نصيب مصمم القبعات بينوا ميسولين من فرنسا.

- في عام 2003، فاز بها البلجيكي راف سيمونز، الذي لم يكن قد حصل على شهرته بعد، وكان يمر بظروف مادية صعبة آنذاك، لذلك كانت بمثابة المنقذ الذي جاء في الوقت المناسب لمساعدته على استعادة توازنه. بمجرد أن فاز بها، لفت الانتباه وحصل على وظيفة المصمم الفني لدار «جيل ساندر».

- في عام 2004 فاز البلجيكي حيدر اكرمان، الذي أصبح وجها معروفا في أسبوع باريس.

- في عام 2005 كانت من نصيب كريستيان ويجنانتس.

- في عام 2006 البلجيكي حصل عليها برونو بيترز، الذي سرعان ما أثار انتباه دار هيغو بوس، التي طلبت منه الالتحاق به كمصمم فني.

- في عام 2007 كانت من نصيب ماريوس شواب. هو الآخر حصل على وظيفة مصمم دار «هالستون» مباشرة بعد فوزه بالجائزة.

- في عام 2008 فازت بها الأختان الأميركيتان كيت ولورا موليفي مؤسستي «رودارت»، وجاءتهما الجائزة في وقتها، حيث انتقلتا بعدها من نجاح إلى آخر، وهما اليوم من أهم المشاركين في أسبوع نيويورك للموضة.