حتى لا نسيء فهم بعضنا البعض .. يجب الانتباه للنقاط التالية

من الأكثر حكمة أن نختار ما نقول بدلا من أن نقول ما نختار.
من الأكثر حكمة أن نختار ما نقول بدلا من أن نقول ما نختار.

كم مرة نقول أو نفعل شيئا ويساء تفسيره؟ لسوء الحظ، يحدث هذا حتى مع أفضل الناس وأقربهم إلى قلوبنا، عندما يفهم كل طرف الطرف الآخر بطريقة خاطئة، وبعدها تبدأ المشكلات التي قد تؤثر على العلاقة بين الناس وقد يتسبب ذلك في قطعها تماما، لذا هيا نتعلم كيف نحسن الفهم حتى نحافظ على المحيطين بنا ولا نسمح لأي شيء أن يؤثر على روابطنا بهم، ويصبح من الأكثر حكمة أن نختار ما نقول بدلا من أن نقول ما نختار.


ما هو سوء الفهم أو سوء التفاهم؟
سوء الفهم هو عدم القدرة على التواصل مع الآخر بشكل فعال أو بطريقة واضحة، وبمعنى آخر هو الفشل في فهم المغزى الفعلي من الرسالة أو الحديث، يمكن حدوث هذا معي ،معك ،مع أصدقائنا أو حتى المجتمع من حولنا، ففي كثير من الأحيان يقول الطرف الأول شيئا ويكون لديه نية معينة يقصدها، لكن يفسره المتلقى بطريقة أخرى.

بالرغم من سهولة نطق وكتابة كلمة (سوء الفهم)، إلا أن معناها العميق لا يزال من الصعب جدا علينا تفهمه، لأن هناك بعض الأشياء السهلة جدا علينا لكنها تصبح أصعب ما يكون عندما نهملها ويقل انتباهنا لها.

ما أسباب سوء الفهم بين الناس؟
أصل كلمة تواصل هو المشاركة، فكيف يمكننا مشاركة الأفكار والمشاعر إذا لم يستمع كل أطراف المحادثة بنفس القدر الذي تتحدث به؟ وهنا بعض الأسباب التي تؤدي إلى سوء التفاهم بين الناس:
- يحدث سوء التفاهم عندما "نسمع" مايقال، لكننا لا "نستمع" إليه، فهناك فرق كبير بين السمع والاستماع.

- لا يتم استيعاب ما يقال بطريقة صحيحة.

- وجود اختلاف بين المتحدث والمستمع في الخلفية الثقافية والاجتماعية، الخبرات والتاريخ.

- اختلاف الطريقة التي ينظر بها كل منا إلى العالم، وكذلك تفسير ما يحدث من أحداث.

- تقود هذه الاختلافات بسهولة إلى مصادمات.

- الغضب الذي يجعل الشخص يقول كلمات متسرعة ولا يعرف مدى تأثيرها فى المستقبل.

- المشاجرات التي تضخم التوتر وسوء التفاهم بين الطرفين ومنها إلى الانفصال.

- وجود بعض المعوقات أمام وصول الرسالة بالطريقة التي نرغب بها مثل: البعد، ومصادر أخرى من الإشارات الغير واضحة، وانشغال بال وتركيز أحد الأطراف.

- وجود حدود خفية تتحكم بها الرؤى، العقل وقوة الحدس.

ما هي الطرق الفعالة لتجنب سوء الفهم؟
الاستماع وليس السماع:
ربما يكون لديك القدرة على سماع من يحدثك بشكل جيد وفهم ما يقوله لك، بينما بالك مشغول بشيء آخر مثل العمل على الكمبيوتر في شيء ليس له علاقة بما يقال، أو الاستماع إلى شيء ما، فالسمع يتضمن موجات صوتية تصل إلى الأذن ويفسرها المخ، وإذا كانت تلك الموجات مختلطة بأشياء متعددة حينها يشعر الطرف الآخر بالإهانة.

أما الاستماع يذهب إلى ما هو أبعد من مجرد السماع، لأنه يشتمل على التركيز، والالتزام المخلص للتأكد مما قاله المتحدث وفهمه بطريقة صحيحة، وهذا ليس بالشيء السهل، فالاستماع الفعال أحد أفضل الطرق للتواصل المثمر مع الآخرين، فعندما نستمع باهتمام يقل سوء الفهم.

لذلك يصبح من الضروري عند الاستماع إلى أحد أن تترك ما بيدك وتستمع إليه بحرص حتى تشعره باحترامك واهتمامك بما يقول ولا يقع بينكم سوء تفاهم، وإذا كنت مشغولا اطلب منه أن ينتظرك حتى تنهي ما تفعل وبعدها اسمح له بالتحدث.

لكي تكون مستمعا جيدا اتبع ما يلي:
- توقف عن كافة الأنشطة التي لا تتعلق بموضوع الحوار.

- التركيز على من يتحدث إليك.

- كن مشاركا نشطا.

- استجب لما يطرح عليك من أسئلة وتعليقات.

- شجع من يتحدث إليك بأي حركة جسمانية مثل تحريك جسمك للأمام، عمل إيماءة برأسك بمعنى نعم أو إشارة تدل على أنك فهمت ما قيل.

لابد من وجود نقطة تلاق بين الجانبين:
يحدث سوء التفاهم بين الناس عندما لا يكون هناك جدية في التعامل بينهم أو عدم اهتمام، وقد تكون لديك فكرة ولديهم فكرة أخرى، لذلك يجب - عزيزي القاريء - أن تكون حريصا عند التعامل مع الآخرين، وتأكد أن كل ما تقوله واضح للجميع ومناسب للموضوع الذي تتحدث فيه.
 
احترام الوقت:
عدم احترام الوقت من الأسباب التي قد تؤدي إلى سوء التفاهم بين الناس، هذا حين يحدد أحدهما موعد ما لمقابلة الطرف الآخر وبعدها لا يلتزم بذلك بدون أن يوضح الأسباب وبدون أن يقدم اعتذار، وهذا يؤدي فعليا إلى سوء الفهم وهو أن يعتقد أن من حدد الموعد ثم لم يلتزم به لا يقدره بالرغم من احتمالية وجود أسباب قهرية أدت إلى ذلك، لذا على من يخلف موعده أن يعتذر ويذكر الأسباب التي حالت دون وفائه بموعده.
 
تأكد من أن المستقبِل قد استلم طلبك:
فكر في بعض الأوقات عندما تطلب من شخص ما شيئا مستخدما وسيلة غير مباشرة مثل البريد الصوتي، البريد الإلكتروني أوالرسالة النصية لتوصيله، يكون هناك نقطتان على درجة كبيرة من الأهمية وهما:

- بالطبع سوف يشغل بالك أن يهتم المستلم بعمل ما طلبت منه.

- كذلك إذا كانت رسالتك قد وصلت بالفعل أم لا.

وهنا يصبح من المهم إضافة جملة في نهاية الرسالة وهي: (عليك إعلامي عند وصول رسالتي إليك) حتى تتأكد من استلامه لرسالتك، ويكون حكمك عليه حياديا يخلو من سوء الفهم.

الرسالة ومن يرسلها:
يحدث في كثير من الأحيان عدم التوافق بين الأشخاص في الآراء والاقتراحات، قد يقدم أحد الأفراد داخل الاجتماع فكرة ما ولا يرحب بها أحدهم، لكنه يظهر عدم ترحيبه بها بطريقة تبدو أنه يهاجم أو يسيء إلى صاحب الفكرة وليست الفكرة نفسها، فمثلا كأن يقول (إنها فكرة سخيفة) وهو ينظر إلى صاحبها نظرة غضب أو كراهية، حينها يدرك من قدمها أن الكلمات موجهة له وينشأ سوء التفاهم.

لذلك إذا كان عليك إبداء رأيك أو التعليق على شيء قدمه لك أحد العملاء أو العاملين، عليك أن تكون واضحا تماما إلى من أو إلى ماذا تبدي رأيك.

فرق بين الجد والهزل:
أحيانا يتحدث الناس معا وخلال الحوار يقول أحدهم شيئا مسيئا أو يرسل رسالة بها تهكم ولا يوضح للمستقبل أو من توجه له هذه الرسالة أنك تقصد المزاح معه، لذا يغضب ويسيء فهمك لأنه لم يجد أي شيء يوضح له أنك تمزح، ولتجنب هذا عليك إما أن تقولها صراحة أنك تمزح أو تضع رسمة معينة أو تعليق يدل على أنك تقصد الفكاهة.
 
عند التعامل مع الغير كن محددا:
بعض الناس من النوع المباشر جدا الذين لا يعرفون لغة الألغاز أو اللعب بالكلمات وغالبا هم أصحاب القلوب الطيبة، فهم يتحدثون بطريقة واضحة ويتوقعون من الذي يتعامل معهم أن يعاملهم بنفس الطريقة، لذا يجب اتباع النصائح التالية عند التعامل مع هذه النوعية من البشر:

- قل ما تقصد واقصد ما تقول.

- لا تقل أبدا أشياء بشكل عام.

- عليك تحديد ما تريد  لمن تريد بدون حدود.

انتبه لما تقول من كلمات وما يصاحبها من تلميحات غير كلامية:
بما أن اللغة ليست لفظية فقط لأن هناك طرق مختلفة للتواصل ومنها الإشارة، نظرة العين، نبرة الصوت وغيرها من التلميحات الغير لفظية التي يكون لها تأثير قوي على مانقول من كلمات، لتجنب سوء التفاهم علينا القيام بما يلي:

- احرص على الوضوح والتماثل بين الرسالة اللفظية وغير اللفظية.

- لا تقم بمزيج من الإشارات التواصلية معا حتى لا يحدث لبس.

- تذكر أن كلا من لغة الجسد، تعبيرات الوجه ونبرة الصوت تلعب دورا هاما في الطريقة التي يتم بها تفسير ما تقول.

فمثلا إذا قلت شيء ما بطريقة معينة بينما تدل تعبيرات وجهك على شيء آخر، فمن الطبيعي جدا أن يقع سوء التفاهم بينك وبين من تتحدث معه ولا تصل الرسالة التي قصدتها.

دائما اطرح الكثير من الأسئلة:
- تجنب وضع افتراضات تستند إلى أفكار مسبقة، إنما يجب طرح الأسئلة للتأكيد على ما تريد سواء كنت المستقبل أو المرسل.

- لا تفترض أبدا أنك تعلم ما وصل إلى أذهان المستمع لك بدون أن تتأكد من ذلك.

- إذا وصل لك شخص ما رسالة غير واضحة، اطلب منه مزيدا من التوضيح.

لا للترجمة الحرفية:
عندما نكون بصدد ترجمة موضوع ما من لغات آخرى، يجب الحذر من الترجمة الحرفية، فقد تكون ترجمة عبارات مأثورة لدى لغة معينة شيئا شديد الغباء والإساءة لدى لغة أخرى عند ترجمة كلمة بكلمة.
 
احرص على المساواه بين من يستلمون بريدك الإلكتروني:
عندما تريد إرسال بريد إلكتروني إلى مجموعة من العاملين لديك، أرسل هذا البريد وضع اسم المرسل إليه داخل خانة (To) بدلا من وضعها داخل خانة (cc) حتى لا يعتقد الشخص المستلم للرسالة أنك تفرق بينه وبين غيره، كذلك إذا كنت تتوقع منه القيام بعمل معين قد يعتقد أنه غير مكلف به، وأنك ارسلت تلك الرسالة له للإعلام فقط بينما الأمر موجه إلى الشخص الوارد بريده أمام خانة (To).