الدليل الكامل لأمراض الصيف الجلدية وطرق الوقاية منها
خاص الجمال - ياسر حسان
ومن المعروف أن لكل فصل من فصول السنة مميزاته الخاصة وأثره على حياة الناس. وفصل الصيف له الأثر البالغ على حياة الناس والكثير منهم ينتظر هذا الفصل بفارغ الصبر لما فيه من الإجازات والترفيه بمزاولة الكثير من الأنشطة أو الرياضة وغيرها. ولكن كما هو معلوم فإن لأشعة الشمس في هذا الفصل تأثيرا شديدا، إيجابيا وسلبيا، على الصحة بوجه عام وعلى الجلد بوجه خاص.
التعرض لأشعة الشمس يسبب الحروق في الجلد، في حين يعاني بعض الناس من ما يسمى «أكزيما التماس» إذا تعرضوا ولو لدقيقة واحدة لأشعة الشمس العالية، خاصة إذا وجدت على الجلد آثار لعطور أو ماكياج أو منظفات. ومن المشاكل الجلدية الصيفية الأخرى ظهور الطفح الجلدي والإصابة بالأمراض الفطرية، التي تنتقل أنواع منها في المسابح العامة، بينما تحدث أنواع أخرى بسبب التعرق الشديد.
يأتي فصل الصيف وتأتي معه أمراض مختلفة، منها ما يصيب الجهاز الهضمي، وأخرى الجهاز العصبي ومراكز التحكم في الحرارة، وثالثة تصيب جهاز الجلد فتتسبب في مشكلات جلدية مزعجة.
كما تعتبر الأمراض الجلدية المرتبطة بأشعة الشمس والحرارة والعرق من أكثر الأمراض، في هذا الفصل، إحراجا وإزعاجا بالنسبة للأطفال الصغار وكبار السن، وكذلك الطبقة الكادحة من الشباب. كما أن مشكلات البشرة عند النساء تشكل نسبة كبيرة من بين المترددين على عيادات الأمراض الجلدية صيفا.
- الأرتكاريا الناتجة عن أشعة الضوء (Solar Urticaria): وهذه لا تحدث إلا عند أشخاص قليلين، وهم من لديهم حساسية مفرطة لأشعة الشمس، وتظهر على شكل انتفاخ واحمرار مؤقت للبشرة المتعرضة لأشعة الشمس.
- حساسية الضوء Photodermatitis)): وهي نوع من أنواع الحساسية الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس، وقد تحدث عن طريق أشعة الشمس فقط وبعضها يحتاج مواد كيميائية محفزة للجلد مثل العطور وغيرها حتى يحدث هذا التفاعل بين الجلد وأشعة الشمس والمواد الكيميائية، وهو ما يسمى بـ(Phytophotodermatitis).
- الذئبة الحمراء: ومن الأمراض التي تتأثر سلبا بأشعة الشمس مرض الذئبة الحمراء الجلدي (Cutaneous Lupus erythematosus)، وهو من أمراض المناعة الذاتية ويظهر على شكل طفح جلدي واحمرار على الوجه، حيث يتكون طفح يشبه شكل الفراشة، وهو مميز جدا للمرض ويتكون على الأنف والخدين.
ومن هذه العوامل: زيادة حرارة الجو، زيادة الرطوبة، كثرة التعرض المباشر لأشعة الشمس الضارة، خاصة في الفترة من العاشرة صباحا حتى الرابعة عصرا.
أهم المشاكل الجلدية التي تحدث في فصل الصيف
وبعد التعرض المباشر لأشعة الشمس، تزداد الحالة حدة وألما في اليومين التاليين، الثاني والثالث، وبعد ذلك يبدأ الجلد في التقشير ليعود إلى طبيعته بعد حوالي أسبوع.
وقد يحتاج المريض إلى استخدام دهان مرطب ودهان كورتيزون، وفي الحالات الشديدة قد يحتاج المريض إلى استخدام حبوب مسكنة أو حبوب كورتيزون التي يجب أن تتم تحت إشراف طبي.
وتظهر أرتيكاريا الشمس على صورة تدرنات، مع حكة في الأماكن المعرضة للشمس.
ومن صور إكزيما الشمس الأخرى الطفح الضوئي، ويكون غالبا على شكل بثور مائية ودرنات جلدية مصحوبة بحكة.
- الكلف (Melasma): تظهر الكلف (Melasma) عادة عند النساء المتزوجات؛ نتيجة للتغيرات الهرمونية والفسيولوجية والتعرض للشمس، ولكنه قد يظهر أيضا في الآنسات، وفي الرجال نتيجة تعرض الوجه للشمس مع استخدام بعض الزيوت الطيارة أو الروائح العطرية.
علاج الكلف سهل، ولكنه يأخذ وقتا قد يمتد لعدة شهور، أما الوقاية منه فتكون باستخدام واقي الشمس له عامل حماية (SPF) أكثر من (15).
- الفطريات مغيرة لون البشرة (المبرقشة Tinea versicolor): حيث تظهر على شكل بقع دائرية لونها عكس لون البشرة، فإذا كانت البشرة داكنة تكون هذه البقع فاتحة اللون .. والعكس صحيح.
- التينيا الأربية الفخذية (Tinea Cruris): وهي نوع من الفطريات ينتشر في الصيف بين الفخذين وأعلى الفخذين، وأسفل البطن في صورة التهاب جلدي ذي بقع محددة ومستديرة ومتعرجة ومرتفعة قليلا عن سطح الجلد، وخاصة عند الحافة، مع وجود حكة شديدة. فكما ذكرنا يكثر التعرق في فصل الصيف، ومع مزاولة الرياضة والمشي الطويل فقد تتأثر هذه المنطقة بالتسلخات ومن ثم تكون من أكثر المناطق عرضة للفطريات. وتكون هذه الفطريات على شكل بقع حمراء دائرية بها قشور على الأطراف.
- تينيا القدمين (Tinea Pedis): حيث تكون على شكل قشور بيضاء بين أصابع القدمين، ولا سيما بين الإصبع الرابعة والخامسة من كل قدم، وتكثر هذه الفطريات بين الرياضيين، ولدى مرضى السكري, ومن أهم مسبباتها التعرق الشديد بالقدمين، مع عدم ارتداء جوارب قطنية لتمتص هذا العرق، وتتميز تنيا القدمين بظهور طفح بين أصابع القدمين، خاصة الأصبع الصغير والأصابع المجاورة له، مع حكة شديدة وتسلخات ورائحة كريهة.
ويعتمد علاج جميع أنواع الفطريات في الأساس على الوقاية أولا ثم استخدام دهان مضاد للفطريات مع حبوب مضادة للفطريات في بعض الحالات، التي توفرت منها أنواع الآن تؤخذ مرة واحدة كل أسبوع.
وهذا النوع من الطفح كان شائعا في مصر مثلا في شهر أغسطس (آب) مع بداية فيضان النيل وارتفاع الرطوبة ودرجة الحرارة، لذلك أصبح الاسم الشائع له (حمو النيل). ويعالج الطفح الجلدي باستخدام مرطبات الجلد، ومضادات الحساسية، والجلوس والنوم في الأماكن الأكثر تهوية.
- الدمامل الصيفية (Boils): تكثر لدي الكبار ومرضى السكري والأطفال, وتظهر في شكل تجمعات صديدية بالوجه والرأس.
لذلك يجب أن نستخدم المواد الكيميائية بحذر على الشعر، خاصة في الصيف. ويجب استخدام الفيتامينات لعلاج تلف وتساقط الشعر الناتج عن إكزيما الصيف.
- النمش (Freckles): هو تغيير في الجلد يحدث نتيجة عوامل وراثية, وتتميز به بعض العائلات ذوات البشرة البيضاء، ويظهر على شكل بقع صغيرة بنية اللون في الوجه وفي الرقبة واليدين وأعلى الصدر والأكتاف.
وهي الأماكن المعرضة للشمس، أي أن الأصابة لا تمتد الى الوجه فقط، بل قد تمتد لتصيب الرقبة وأعلى الصدر والساعدين، وقد تصيب بقية أجزاء الجسم إذا تعرضت هذه المناطق لأشعة الشمس لفترة طويلة مثلما يحدث في الشواطئ وحمامات السباحة.
وتزداد حدة النمش صيفا، وتتحسن قليلا في الشتاء. والتعرض للشمس من أهم عوامل انتشاره؛ لأن النمش يتكون نتيجة تجمع مجموعات صغيرة من الخلايا الصبغية تحت الجلد، ولذلك فإن أحدث علاج له حاليا هو استخدام الليزر للقضاء على هذه التجمعات الصبغية دون تعرض الجلد الخارجي لأي أذى.
- أشعة تسمير لون البشرة (Tanning Beds وTanning salons): وهو من تصبغات البشرة، فيأخذ لون الجلد اللون البرونزي، وهذا التصبغ قد يكون هدفا يسعى إليه فئات من الناس، ولا سيما أصحاب البشرة الفاتحة. ولكن قد يصاحب التعرض للشمس للوصول إلى هذا الهدف الكثير من المشكلات، مثل ما ذكرنا آنفا من حروق الشمس وغيرها، وقد ينتج على المدى البعيد بعض الأمراض الجلدية الخطيرة مثل سرطان الجلد، كما سنوضح لاحقا.
- المشكلات الجلدية الناتجة عن استخدام أحواض السباحة: مثل تهييج البشرة وحكة شديدة في الجسم، وخصوصا إذا زادت كمية مادة الكلور في مياه المسابح عن النسب الممسوحة.
- مشكلات ناتجة عن الكائنات الحية الموجودة في مياه الشواطئ: مثل قنديل البحر (جلي فش) حيث يؤدي إلى تحسس شديد بالجلد يظهر على شكل خطوط حمراء ويصاحبه حكة شديدة. والجدير بالذكر أنه يجب على الشخص غسل الجلد جيدا بالماء الحلو بعد السباحة بشواطئ البحار حتى يحمي الجلد من ملوحة مياه البحر.
- الصيف وحب الشباب: يزداد في الصيف إفراز الغدد الدهنية في الوجه مما يؤدي إلى زيادة الإصابة ببثور حب الشباب في الوجه والظهر.
- شيخوخة البشرة: الناتجة عن زيادة التعرض لأشعة الشمس (Photoaging). من المعلوم أن شيخوخة البشرة تنتج عن عوامل داخلية وخارجية. ومن أهم العوامل الخارجية الإفراط في التعرض لأشعة الشمس، مما يؤدي إلى ضمور الجلد وظهور التجاعيد على البشرة، وكذلك يؤدي إلى حدوث تصبغات الجلد المختلفة. والأشخاص ذوو البشرة الفاتحة هم أكثر الناس تأثرا بالأشعة فوق البنفسجية (UVA and UVB) الموجودة في أشعة الشمس.
وقاية البشرة والجلد
- تختلف الكريمات الواقية حسب تركيبتها ويكون مكتوبا على كل كريم واقٍ للشمس قوة ودرجة الوقاية من الشمس، وهو ما يعبر عنه بـ«Sun protection factor (SPF)». ويفضل وضع كريم واقٍ للشمس يكون عامل الوقاية فيه من 30 فما فوق، وكلما كانت نسبة العامل الواقي أكبر كان أفضل. ولكن يجب وضع الكريم بكميات جيدة للحصول على الوقاية المطلوبة، وكذلك يجب وضع الكريم الواقي قبل التعرض للشمس بمدة لا تقل عن 20 دقيقة، ويجب إعادة وضع الكريم الواقي للشمس كل ساعتين. وإذا تعرض الجلد للماء وأزيل الكريم يجب إعادة وضعه مرة أخرى. وأحب أن أذكر أنه حتى في اليوم الغائم تصل نسبة 80% من الأشعة فوق البنفسجية إلى الأرض من خلال الغيوم.
- من الأمور المهمة في فصل الصيف هو البعد عن الأماكن الحارة ما أمكن: وذلك للتقليل من التعرق ومن ثم يقل حدوث الالتهابات البكتيرية والفطرية وغيرها من الأمراض الجلدية الأخرى التي ذكرت سابقا.
- الملابس القطنية الواسعة: يفضل لبس الملابس القطنية الواسعة والفضفاضة وكذلك الملابس فاتحة اللون ولا سيما البيضاء منها.
- كذلك يجب إزالة مساحيق التجميل والماكياج قبل النوم.
- تنظيف الوجه بالماء والصابون مرتين يوميا صباحا ومساء (قبل النوم)، وحبذا لو يكون نوع الصابون لطيفا وغير مهيج للبشرة، ويفضل غسل الوجه عدة مرات بالماء، خصوصا إذا كانت البشرة دهنية.
- استخدام الكريمات والمستحضرات التجميلية المناسبة لنوع البشرة، لا سيما الوجه.
- بالنسبة للبشرة الدهنية يفضل استخدام السائل المنظف الخاص (Tonic)، مرتين يوميا لإزالة الدهون لكي لا تكون عرضة لتكون حبوب وبثور في الوجه.
- بالنسبة للمناطق الجافة من الجلد يفضل استخدام كريم مرطب تكون نسبة الزيت فيه أعلى من الماء، أما القدمان فيفضل وضعهما في الماء لمدة كافية ثم استخدام كريمات مرطبة مع مزيل للقشور مثل (Urea).
- الإكثار من السوائل: للتعويض عن السوائل المفقودة بتناول 8 أكواب من الماء على الأقل يوميا، حيث تعيد هذه السوائل للبشرة رونقها وحيويتها.
- لبس النظارات الشمسية، فهي لا تقي العين فقط، بل تحمي الجفون الرقيقة والجلد حول العين من الأشعة فوق البنفسجية، فتقلل من حدوث التصبغات والتجاعيد في هذه المنطقة الحساسة.
فائدة فصل الصيف
- مرض الإكزيما: هو من الأمراض الجلدية التي تتحسن في فصل الصيف، ولا سيما في المناطق الساحلية، حيث يتأثر سلبا بجفاف الجلد الناتج عن جفاف الجو. ولكن كما هو معلوم أن رطوبة الجو تزداد في المناطق الساحلية وخصوصا في فصل الصيف، فتلطف الجلد وترطبه، فلذلك تقل الحساسية الجلدية (الإكزيما).
- تصنيع فيتامين «دي» تحت الجلد: وهو من الأمور الإيجابية للتعرض للشمس. ومعلوم أهمية فيتامين دي للعظام وللجسم بشكل عام. فوجود الأشعة البنفسجية من النوع «بي» (UVB) مهم جدا وأساسي لتصنيع فيتامين دي.