الرياضة .. جزء أساسى من إيقاع حياة الطفل لا يجب أهمالها

 يؤكد اختصاصيو طب الأطفال أهمية الرياضة فى نمو الطفل الجسدى والذهنى.
يؤكد اختصاصيو طب الأطفال أهمية الرياضة فى نمو الطفل الجسدى والذهنى.

يحار الكثير من الأهل فى نوع النشاط الرياضى المناسب لأبنائهم، فمروحة النشاط الرياضية واسعة جداً تضم كرة القدم وكرة السلة والسباحة... وفى المقابل لا يكترث بعض الأهل بأهمية النشاط الرياضى لأنهم يعتبرونه ترفاً. فيما يؤكد اختصاصيو طب الأطفال أهمية الرياضة فى نمو الطفل الجسدى والذهنى.


فما أهمية الرياضة للطفل وأى نوع رياضى يلائمه؟ عن الرياضه يسأل الأهل ويجيب الاختصاصيون.

هل ممارسة الرياضة ضرورة بالنسبة إلى الطفل؟
نعم. ينصح بأن يمارس الطفل الرياضة، لأن النشاط الجسدى هو جزء من إيقاع حياته، وأهميتها توازى أهمية الغذاء والنوم والراحة والنشاطات المدرسية.

فالطفل الذى لا يتحرك يصبح خمولاً، وعضلات جسمه تصبح ضعيفة إذا لم تعمل، ومن دون نشاط رياضى يتعب القلب بسرعة.

وكذلك مفاصل جسمه فى حاجة إلى الحركة فى شكل كبير وإلا يصاب الطفل بالألم بمجرد قيامه بحركة صغيرة.

فضلاً عن أن الرياضة تقوى العظام وتجنب الأمراض فى المستقبل مثل ترقق العظام والسمنة المفرطة وارتفاع الضغط وانسداد الشرايين... وغيرها من الأمراض التى تسببها قلة الحركة.

ما هى المعايير التى على الأهل الأخذ بها فى اختيار الرياضة المناسبة لطفلهم؟
الحافز لممارسة الرياضة يجب أن يوح إلى الأهل بالنشاط الرياضى المناسب لطفلهم الذى بدوره عليه أن يبدى استعداداً لممارسة نشاط رياضى بعينه.

فبمقدور الأهل أن يحرضوا طفلهم ويشجعوه، ولكن فى الوقت نفسه لا يجوز لهم لأن يجبروه على ممارسة الرياضة.

وهناك معيار آخر لاختيار نوع الرياضة وهو درجة ملاءمتها لبنية الطفل الجسدية. فالطفل غالباً ما يختار الرياضة تبعاً لما يختاره أصدقاؤه، فهو سيجرب أنواعاً عدة ويتردد كثيراً قبل أن يجد الرياضة الجيدة بالنسبة إليه.

لذا على الأهل ألا يقلقوا، فى اختيار النوع الرياضى ليس مؤشراً لعدم استقرار نفسى. وينصح الاختصاصيون الأهل بأن يقترحوا رياضة تلائم مزاج طفلهم.

فالطفل الخجول يجب أن يوجه إلى الرياضة التى تمارس ضمن فريق مثل كرة السلة، لانه لن يكون وحده على الملعب فى مواجهة جمهور المشجعين وينصح بالجودو للطفل العدائى لأن الرياضة القتاالية تساعد فى تقنية طاقته وعدوانيته.

فى أى سن يمكن تحديد الرياضة المناسبة للطفل؟
بدءاً من السنه السابعة، أى حين يكتمل نمو الجسد، ويصبح الطفل قادراً على آدراك صورة جسده وبالتالى على التحكم فى حركته، فيعرف التوازن والسيطرة على جانب من جسمه، والتناسق فى حركته والتمركز والتوقع والتحرك.

فمثلاً أن يصبح الطفل قادراً على إمساك مضرب الكرة والوقوف فى مكان محدد والتقاط الكرة ثم ردها بسرعة.

أما فى ما يخص إيقاع الحركة فيجب أن يعمل تبعاً لقدراته. وليس هناك قاعدة محددة، فالأساس هو احترام توازن جسم الطفل العام.

هل هناك رياضة محددة تناسب كل مرحلة من عمر الطفل؟
لا. كل الرياضات جيدة بغض النظر عن سن الطفل، ومنذ اللحظة التى يبدأ فيها الطفل بالحركة،ما عدا رياضة حمل الأوزان، فهى نشاط خطر على الطفل لأنها تتلف غضروف النمو الموجود فى أعلى العضلات.

وعموماً الرياضة الفردية كالتزحلق على المزلاجات والرقص والسباحة والجمباز أسهل على  الطفل ما بين الست والثمانى سنوات.

فى ما عدا ذلك فكل الرياضات مسموح بها ومفيدة للطفل. مثلاً تعتبر كرة القدم من الرياضات الاجتماعية لأنها تعلم الطفل احترام الآخر ومشاركته الآخرين فى بذل الجهد، بغض النظر عن موقعه فى الفريق، وتعلمه التعاون والتوقع وسرعة البداهة. فهى رياضة جيدة من كل النواحى.

رغم أن الرياضة لا سن محددة لها فإن لكل طباع طفل رياضة مناسبة:
الطفل المشاغب
ينصح الاختصاصيون الأهل الذين لديهم طفل مشاغب بأن يقترحوا عليه ممارسة رياضة الفريق ككرة القدم أو الراغبى اللتين تسمحان له ببذل مجهود وتعلمانه احترام زملائه فى الفريق واحترام أفراد الفريق المنافس.

الطفل المستقل
يفضل الطفل ذو الطباع المستقلة بذل مجهود فى رياضة الفردية. وتعتبر السباحة أو ركوب الخيل أو الجمباز اختياراً موفقاً، لأن هذا النوع من الرياضات يعلم الطفل الدقة فى تحريك عضلاته فى الوقت والمكان الصحيحين.

وفى المقابل فإن الرياضة الفردية لا تعنى الميل إلى الوحدة بل تجعل الطفل منفتحاً على زملائه الذين يمارسون الرياضة نفسها.

الطفل الخجول
إذا كان الطفل خجولاً سوف يفرج عن كبته فى رياضة تتطلب اللعب ضمن فريق. وهناك رياضات أخرى يمكنه ممارستها مثل الرياضات القتاليه التى تعزز لديه الثقة بنفسه، كالجودو والأيكيدو والتايكوندوا والكاراتيه وغيرها من الفنون القتالية.

هل تعلمون؟

يبدأ الأطفال عموماً الفنون القتالية فى سن صغيرة جداً فبعض النوادى تقترح دروس هذه الفنون بدءاً من سن الرابعة. واللافت أن الفنون القتالية يتركها المراهقون، فقد لوحظ أن 20 فى المئة من الأطفال يتوقفون عن ممارستها بين سن الثانية عشرة والرابعة عشرة.

الطفل الصاخب
يرغب الطفل الصاخب فى الرياضة التى تساعده فى إخراج طاقته مثل الملاكمة الفرنسية أو الجودو أو التايكواندو.كما يحب الرياضة التى تتطلب بذل مجهود جسدى كبير واللعب ضمن فريق فى الوقت نفسه مثل كرة القدم الأميركية والراغبى. أما أولئك الذين يحبون المجازفة فتناسبهم رياضة الكاياك والهوكى.

الطفل الخواف والمتردد
يرغب الطفل ذو الطباع القلقة والخواف فى مزاولة رياضة فردية مثل السباحة أو كرة المضرب أوألعاب القوى أو الجمباز. فهذه الرياضات تسمح له بخوض المنافسات.

وعلى الأهل ألا يترددوا فى تشجيع طفلهم على ممارستها. ويمكن للطفل ممارسة الجمباز بدءاً من السادسة.

وأخيراً، يشدد الاختصاصيون على أن الرياضة المثلى للطفل هى التى يرغب فيها، لذا فإن حماسته هى المعيار الأهم لممارسته نشاطاً رياضياً.

وعلى الأهل بالتالى أن يسمحوا لطفلهم بتجربة أنواع عدة من الرياضات حتى تتكون لديه تجربة واضحة مما يتيح له اختياراً صائباً بعدما عرف تماماً ماذا يريد وسبب اختياره رياضة دون غيرها. ويعتبر الصيف فترة مثالية تسمح له بتجربة أنواع عدة من الرياضة.

سؤال وجواب
ابنى يغير نشاطاته الرياضة باستمرار
- يمارس ابنى رياضة الكاراتيه منذ شهرين والآن لم يعد يريد ممارسة هذه الرياضة. هل إجباره على الاستمرار؟

- لقد اختار ابنك هذه الرياضة وعليه أن يستمر فيها حتى نهاية العام. ولكن ربما ظن أنه سيصبح بطلاً بعد ثلاثة شهور فأصيب بالخيبة لأن ذلك لم يحدث. لذا عليك القول له إن البطولة فى الرياضة تتطلب جهداً كبيراً، كما يمكنك التحدث إليه عن قيمة المبلغ الذى دفعته ليشارك فى هذا النشاط والتخلى عنه فى منتصف الطريق هو تبذير للمال.

ومن جهة أخرى عليك معرفة أسباب عزوفه عن ممارسة هذه الرياضة، فربما كان المدرب قاسياً جداً معه أو أنه يتعرض للسخرية من زملائه، عندها من الأفضل مساعدته على تخطى هذه الصعوبة، وأكدى له أن الهدف الأساسى هو تطوير قدراته.

ولكن لا تجبرى ابنك على الاستمرار فى ممارسة هذه الرياضة إذا شعرت بأنه قلق أو مكتئب بسببها.

سؤال وجواب
ابنى والرياضة

- يتمرن ابنى (14 سنة) على السباحة ثلاث مرات فى الأسبوع، ويشارك فى البطولات التى تجرى فى العطلة الأسبوعية. أليس فى الأمر مبالغة؟

تعتبر الرياضة إحدى الوسائل التربوية الجيدة. ويبدو أن أبنك يجد سعادته فى السباحة. لكن من الضرورى أن يكون هناك توازن بين شغفه بالرياضة وحياته الاجتماعية والأكاديمية، فإذا كانت الرياضة تأخذ معظم وقته وتجعله يهمل دروسه ذكريه أنه ليس كل من يمارس الرياضة بطلاً، وأنه إذا أراد فى المستقبل أن يعمل فى المجال الرياضى عليه الحصول على دبلوم.

ولا تحاولى حرمانه من السباحة بل يمكنمكا الاتفاق على أنه مثلاً فى إمكانه المشاركة فى البطولة شرط أن ينهى واجباته المدرسية أولاً.

وأخيراً لا تقلقى فمن الجيد لأن يرد فى سيرته الذاتية حين يتقدم إى وظيفة فى المستقبل أنه شخص رياضى.