سؤال يدور في ذهن الوالدين .. ماذا يستفيد طفلي من دور الحضانة؟
«لا يوجد نوع واحد من رياض الأطفال يناسب كل طفل. من الأفضل أن يتم إلحاق كل طفل بمدرسة تناسب احتياجاته الخاصة». هاكذا تقول الدكتورة مريم ستوبارد، الخبيرة البريطانية في صحة ورياض الطفل، في كتابها «دليل رعاية الطفل».
فتعليم الأطفال من أهم القضايا التي تؤرق بال الآباء والأمهات، حيث يرغب كلا الوالدين في أفضل وأرفع نظام تعليمي لطفلهما، وأحيانا يكون ذلك في سن مبكرة جدا، ولا سيما في هذا العصر مع حاجة الأم إلى العمل لأسباب مختلفة.
وتشير تقارير وزارة العمل الأميركية أن مشاركة المرأة في القوة العاملة تضاعفت بمقدار ثلاثة أضعاف في الفترة من 1950 إلى 1985، حيث تمثل المرأة الآن 50% من إجمالي القوى العاملة الأميركية.
عندما يستغرق الآباء والأمهات في المزيد والمزيد من العمل أو غيره من الالتزامات، يدفع بالأطفال الصغار إلى دور الحضانة والرعاية النهارية في بعض الأحيان في سن أصغر من السنة، خصوصا إذا لم يكن هناك شخص آخر يمكنه العناية بالطفل.
وتعرف موسوعة صحة الطفل تعليم الأطفال قبل سن المدرسة بأنه برنامج تعليمي في مرحلة الطفولة المبكرة، يجمع بين التعليم واللعب عبر برنامج يديره أفراد مدربون تدريبا مهنيا.
وعادة تتراوح أعمار الأطفال الذين يلحقون بمثل هذه البرامج التعليمية بين ثلاث وخمس سنوات، وهناك بعض المدارس التي تستقبل أطفالا لا تتجاوز أعمارهم السنتين.
وتختلف مراكز الرعاية النهارية ومدارس التعليم المبكر عن مراكز الرعاية النهارية التقليدية، لأنها تركز على التعليم والتنمية بدلا من تمكين الوالدين للعمل أو متابعة الأنشطة الأخرى فقط.
يقدر في بريطانيا أن 250 ألف طفل تقل أعمارهم عن 3 سنوات حضروا حضانة كاملة أو لبعض الوقت في عام 2008، في حين أن تقرير التنمية البشرية العربية لعام 2005 أشار إلى أن هناك نقصا كبيرا في التعليم في البلدان العربية، حيث بلغت نسبة الالتحاق بمدارس الحضانة 20%، وأجمع التقرير أن أعلى معدلات للالتحاق بمدارس رياض الأطفال كانت في الكويت ولبنان والإمارات العربية المتحدة.
ولا بد أن نشير إلى أنه لا توجد في الدول العربية حاجة ماسة لالتحاق الأطفال بالحضانة كما توجد في الدول الغربية، نسبة إلى وجود مساعدة من داخل الأسرة، وأيضا لسهولة وجود مربية ترعى الأطفال.
ما هي أهمية دور الحضانة؟
كثير من الأطفال الذين يحضرون مدارس التعليم المبكر العالية الجودة تتغير حياتهم نحو الأفضل، ومرحلة السنوات الخمس الأولى من الحياة تعتبر من أهم الفترات للطفل حيث يكتسب فيها القدرات الأساسية التي تهيئه في وقت لاحق للنجاح في المدرسة والحياة. وبعض من هذه الفوائد هي:
- يمكن للطفل أن يكتسب الثقة العالية بالنفس.
- تعلم المشاركة واحترام وجود الآخرين.
- زيادة فضول الطفل وتركيزه.
- يحسن قدرة الطفل على الإبداع.
- أظهرت دراسة أجريت مؤخرا في بريطانيا أن الأطفال الذين يذهبون إلى دور الحضانة لديهم أفضل المهارات الاجتماعية، وينمون بشكل جيد في مراحل نموهم الرئيسية.
- وهناك دراسة أخرى تشير إلى أن تعرض الطفل لمزيد من الفيروسات والالتهابات في الحضانة يحسن من مناعته الطبيعية، ويقلل من خطر الإصابة بسرطان الدم.
- تشغل الطفل بأصدقائه الجدد.
ما هي عيوب دور الحضانة؟
على الرغم من الجوانب الإيجابية لدور الحضانة، تشير الدراسات أن هناك أيضا بعض السلبيات في أخذ الأطفال إلى الحضانة، ومنها:
- في دراسة أجريت في بريطانيا على 1200 طفل أشارت إلى أن الأطفال الذين قضوا أوقاتا طويلة في دور الحضانة (أكثر من 6 ساعات يوميا) أظهروا مستويات أعلى من العدوان والعصيان في وقت لاحق من طفولتهم.
- تشير بعض البحوث إلى أن الأطفال الذين ذهبوا إلى دور الحضانة والرعاية في عمر سنة أو أقل يقل ارتباطهم بوالدتهم.
- يتعرض الأطفال لنسبة أعلى من احتمال التقاط العدوى.
- يكونون أكثر عرضة لسوء سلوك الأطفال الآخرين.
وكما هي العادة، لكل شيء مساوئه وإيجابياته، ولذلك فالآباء هم الأدرى بمدى احتياج طفلهم للالتحاق برياض الأطفال.
هل طفلي جاهز للحضانة؟
معظم البرامج الدراسية تبدأ من عامين ونصف إلى ثلاثة أعوام، وأحيانا يشعر الآباء أن تجربة الحضانة قد تكون مفيدة لطفلهم، خصوصا إذا كان الطفل مستقلا عن والديه، أو أن يكون قادرا على قضاء وقت دون أن يكون مع أي من والديه، أو إذا كانت لديه المهارات الأساسية التي تمكنه من إطعام نفسه، فكل هذه المؤشرات تعني أن طفلك قد يكون جاهزا للحضانة. ولكن بالطبع هذا القرار يعتمد أيضا على عوامل متعددة تشارك في صنعه.
كيفية اختيار أفضل الحضانات
لا يوجد خيار واحد جيد لنوع الحضانة، لذلك على جميع الآباء والأمهات ضرورة القيام ببحث مستفيض لتحديد مختلف البرامج المتاحة.
قد يكون من الأفضل إعداد قائمة، على ما تمت ملاحظته خلال البحث. وطفلك عادة لن يتأقلم على الفور، ولذلك فمن المهم منحه وقتا مناسبا ليتكيف مع البيئة الجديدة، وينصح الخبراء أن أفضل طريقة هي الانتظار لبعض الوقت مع طفلك، خصوصا في أول أسبوع أو أسبوعين، ويختلف كل طفل في سرعة تأقلمه.
ما الذي يمكن أن يفعله الآباء والأمهات؟
الوصول إلى قرار نهائي بشأن ما إذا كان ينبغي أخذ طفلك إلى الحضانة، يتطلب مزيجا من الشجاعة والتأني.
ومن المهم جدا أيضا تذكر أن كل طفل فريد ويختلف رد فعله عن الأطفال الآخرين، ولكن من الأهمية الأخذ في الاعتبار مختلف الخيارات المتاحة والمقدمة من برنامج الحضانة، فنجاح تجربة الحضانة يمكن ملاحظته في عيون وفرحة طفلك الصغير.
تذكر أن ما تبحث عنه هو نوعية الرعاية في دور الحضانة، وأن أهم شخص في كل هذا هو طفلك.
6 نقاط يجب توافرها في دار الحضانة
- السلامة لأن رعاية الطفل ينبغي أن تكون آمنة، تأكد أن الأبواب آمنة ومغلقة دائما، وابحث عن أي مخاطر ولا بد من إبعادها عن الأطفال، كما يجب أن تنتبه إلى مستويات النظافة في الحضانة.
- تأكد من أن تسأل عن نسبة المشرفين والأطفال، وحجم المجموعة، فكلما كبر عدد المشرفين كثر الاهتمام الذي يتلقاه الطفل.
- حاول زيارة الحضانة عدة مرات للتعرف على الجو العام.
- لا تنسَ أن تسأل عن الأبجديات، مثل كيف ستقوم الحضانة بإبلاغك عن الأنشطة اليومية لطفلك.
- هل المشرفون مؤهلون ومدربون؟
- ما هي المرافق المعدة لتقديم الإسعافات الأولية؟ وهل توجد بها ممرضة مجازة؟
(نصائح مقتبسة من كتاب اكتشاف تنمية الطفل، تأليف الدكتورة كارول مارتن والدكتور ريتشارد فابيس)