برلسكوني يتوصل إلى تسوية طلاق مع زوجته
كانت لاريو تطالب زوجها بـ43 مليون يورو نفقة سنوية مما يعني أكثر من 3.5 مليون يورو شهريا. أما برلسكوني فكان يرغب في أن يدفع 200 ألف يورو شهريا فقط
اتفق رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، 73 عاما، على التسوية المالية الخاصة بطلاقه من زوجته فيرونيكا لاريو، 51 عاما.
وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) أن لاريو ستحصل من برلسكوني على 300 ألف يورو (420 ألف دولار) نفقة شهرية، كما سيسمح لها بالعيش طوال حياتها في فيلا «بيلفيديرا فيسكو دي مودروني» الفاخرة.
وأضاف تقرير الوكالة الذي نشر أمس الثلاثاء، ولم يحدد مصدر الخبر، أن هذا الاتفاق جاء نتيجة جلسة استمرت خمس ساعات أمام أحد قضاة الشؤون المدنية، والطلاق مطلع هذا الأسبوع.
كانت لاريو تطالب زوجها بـ43 مليون يورو نفقة سنوية مما يعني أكثر من 3.5 مليون يورو شهريا. أما برلسكوني فكان يرغب في أن يدفع 200 ألف يورو شهريا فقط.
اندلع الخلاف بين برلسكوني وزوجته قبل نحو عام عندما أعلنت الزوجة في إحدى الصحف عزمها الطلاق من برلسكوني المعروف بأنه «رجل ضعيف أمام الحسناوات». واتهمته آنذاك أنه أقام علاقات مع نساء لقاء إدخالهن في البرلمان الأوروبي وفي وزارته.
وكان انتشار أنباء حول وجود علاقة غريبة بين برلسكوني وتلميذة شابة، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، ودقت المسمار الأخير في نعش حياته الزوجية.
وتناولت الصحف الإيطالية الأخبار على صفحاتها لفترات طويلة وتحولت أيضا إلى قضية سياسية وقانونية بينه وبين المعارضة ووسائل الإعلام، خصوصا بعد اتهامه باقامة علاقات مع نساء يعملن كمرافقات لرجال الأعمال.
إذ اتهمته قوى المعارضة بأنه لطخ اسم رئيس الوزراء، وأنه استغل نفوذه الإعلامي والسياسي لأغراضه الشخصية، إلا أنه نفى ذلك. وقال إنه لم يدفع قط النقود مقابل الحصول على الجنس بعد أن قالت بعض الفتيات إنهن يعملن كمرافقات وإنهن حضرن حفلات خاصة كان يقيمها سيلفيو برلسكوني لأصدقائه.
واتهمته بعض الصحف اليسارية بأنه أضاف الكثير من الوجوه النسائية إلى وزارته من أجل أغراضه الشخصية وأنه وعد الكثير من النساء بوضعهن على قائمة حزبه في الانتخابات الأوروبية الأخيرة.
وقام سيلفيو برلسكوني بالدفاع عن نفسه ضد اتهامات المعارضة له بالمغامرات العاطفية مع الشابات اليافعات خاصة الشابة ليتيسيا التي حضر عيد ميلادها الثامن عشر في نابولي وأقسم بأنه «لا علاقة حميمة لي مع القاصرات»، متحديا زعيم المعارضة اليسارية داريو فرانشسكيني بأن يثبت اتهاماته بالدليل القاطع ومبديا استعداده للاستقالة إذا برهن على ذلك، ثم قام في نفس اليوم بشن هجوم على القضاء متهما إياه بالتحيز وعدم النزاهة.
ونظرا لكثرة الشائعات فاجأ برلسكوني الجميع بما فيهم مساعده المقرب جاني ليتا حين صرح في مؤتمر قائلا: «أيوجد من يحب أن يسألني عن علاقتي مع القاصرات؟» فسأله أحد الحضور: سيادة الرئيس هل لديك علاقات «حارة» أو أكثر من «حارة» مع إحدى القاصرات؟ أجاب برلسكوني مبتسما: « كلا.. قطعيا»، وأردف: «أحلف على ذلك برأس أولادي».
انتقل برلسكوني بعدها إلى مهاجمة القضاء الإيطالي متهما «الكتل الهدامة» بالانحياز إلى قوى اليسار، وأضاف: «حين قبلت بحكم هذا البلد اشترطت أن لا أخضع لتعسف (القضاة) أثناء تأدية واجبي، ولن أتوانى عن إصلاح سلك القضاء وأفصل بين وظيفة القضاة ومسؤولية المدعي العام»، وأردف مازحا: «كان أبي يقول لي: هناك ثلاثة أصناف من الناس الذين يحبون الأذى: المجرم والمدعي العام وطبيب الأسنان».
الجدال مستمر في إيطاليا حول تصرفات برلسكوني وتعليقاته الساخرة، خاصة بعد أن اتهمته قبل عدة أشهر صحف أجنبية مثل «الفايننشال تايمز» البريطانية الرصينة بأنه خطر على إيطاليا في المقام الأول.
أما زعيم حزب «إيطاليا القيم» والمدعي العام السابق انطونيو دي بيترو فقد علق قائلا: «برلسكوني يشبه نيرون الذي كان يستمتع بحرق روما وها هو يستبدل بالسياسة التسلية، مما يذكرنا بسقوط الإمبراطورية الرومانية».