اندفاع محموم لاقتناء منتجات «ماكوين» في متاجر لندن
تسببت وفاة مصمم الأزياء البريطاني ألكسندر ماكوين في ارتفاع نسبة مبيعات منتجاته بشكل لم يسبق له مثيل، حيث سجلت بعض المحال الكبرى في لندن ارتفاعا في نسبة بيع المنتجات التي تحمل علامته بمعدل 1400% حسب ما ذكرت صحيفة «الغارديان» أمس.
وحرص كثيرون على اقتناء أي قطعة للمصمم الراحل وراجت القطع التي تحمل تصميم الجمجمة الذي اشتهر به، فحققت الاكسسوارات التي تحمل الرمز، ومن أهمها الخواتم ولفات العنق، نسبة مبيعات عالية، بينما تخاطفت النساء حقائب اليد من تصميمه من على أرفف المحال الكبرى.
من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «الصن» أمس عن مصدر مقرب من ماكوين تردد أقوال تفيد بعثور البوليس على مجموعة من الخطابات بجانب جثة المصمم وجهها إلى أصدقائه، وأضافت الصحيفة أن ماكوين، فيما يبدو، قام بتغيير وصيته الأخيرة في العام الماضي.
وذكرت الصحيفة أن الرواد تدافعوا أمس بشكل كبير على متجر «سيلفريدجز» وسط لندن، وقالت إحدى النساء في المتجر للصحيفة وهي تلف وشاحا حريريا رقيقا من عمل المصمم الشهير ألكسندر ماكوين بين أصابعها، وكان جزء من الوشاح لونه أزرق غامق رسمت عليه جماجم حمراء اللون والجزء الآخر لونه أحمر رسمت عليه جماجم زرقاء: «لا أعتقد أني أميل إلى الأزرق. يبلغ سعرها 140 جنيها إسترلينيا، وهذا مبلغ كبير، ولكن هناك كثير من الأشياء الأغلى ثمنا. حصلت إلى إيصال وأعتقد أني سأحصل عليها».
وكان البائعون قد قاموا بعرض التشكيلة على الطاولة، وظهر إقبال كبير بين مجموعات نسائية صغيرة كن يتوقفن بين الفينة والأخرى لالتقاط حقيبة جلدية سوداء براقة أو للف وشاح حول أعناقهن.
ربما كان عالم الموضة لا يزال مصدوما أمس بسبب نبأ انتحار المصمم البريطاني الذي يبلغ من العمر 40 عاما صباح يوم الخميس الماضي، ولكن سجلت متاجر السلع الراقية داخل العاصمة البريطانية أمس طلبا قياسيا، حيث تدافع الزبائن من أجل الحصول على أي شيء يحمل علامة ماكوين التجارية.
وسجلت سلسلة متاجر «ليبرتي» ارتفاعا في المبيعات نسبته 1400 في المائة، بعد التأكيد على أن المصمم البريطاني قضى نحبه.
ونفدت الأوشحة التي تحمل رسومات الجماجم والتي صممها ماكوين، وهي مزيج يجمع بين الأناقة والترويع، خلال ساعات.
والتقطت صور للعارضة كيت موس والممثلة والعارضة سينا ميلر، وهما ترتديان هذا الوشاح، وأمس ارتدت المغنية كايلي مينوغ والعارضة ناعومي كامبل أوشحة من تصميم ماكوين تكريما له.
وتقول كات بريندلي، المسؤولة عن الصحف داخل سلسلة متاجر «ليبرتي» لـ«الجارديان»: «يريد الناس الحصول على تذكار، وهذا شيء يسهل التعرف عليه. لقد كان الزبائن يشترونه ويرتدونه فورا».
يذكر أنه سجل طلب كبير على سترات ماكوين، التي ربما تصل تكلفتها إلى 700 جنيه إسترليني، وتقدر بريندلي أنه بحلول يوم الاثنين سيكون مقدار كبير من المخزون قد بيع.
ويقول وريتا داس، الذي عاد إلى متجر الملابس الخاص بالمصمم داخل «سيلفريدجز» لليوم الثاني في محاولة للحصول على خاتم يحمل جمجمة قيمته 150 جنيها إسترلينيا ولكنها لم تكلل بالنجاح: «ليس بسبب أنه مات وحسب. إنه أمر صادم للغاية. أحسسنا جميعا بالحزن أمس. ولكني أحب تصميماته، لا سيما الحلي الكبرى وأريد الحصول على واحدة منها».
ويوافق على ذلك معظم الزبائن. ويؤكدون أن ذلك ليس تدافعا غير مناسب على تذكارات غير جيدة ولكنه تكريم للمصمم الراحل. ومع تنامي المخاوف حول إمكانية استمرار علامة ألكسندر ماكوين من دون المؤسس الملهم، فإنه من المحتمل أن يكون المخزون الحالي لتشكيلة ربيع 2010، التي تحمل عنوان «بلاتوز أتلانتس» عمله الأخير.
وكان من المخطط أن يقوم بعرض آخر تصميماته للخريف خلال أسبوع الموضة في باريس مطلع مارس (آذار)، وسينجذب كثيرون لاحتمالية عرض آخر تشكيلة لألكسندر ماكوين التي ربما تستكمل وتعرض في وقت ما في المستقبل. ولكن، وفقا لما ذكرته مصادر، فإنه بعد أن استولى الحزن على المصمم بسبب وفاة أمه قبل تسعة أيام من وفاته نفسه، لم تكتمل تقريبا أي تصميمات للعرض.
وتقول مورين هينتون، وهي محللة في «فيرديكت للأبحاث»، إن الوفاة المفاجئة لماكوين تعني أن قيمة بعض من قطعه سوف ترتفع بدرجة كبيرة.
وتضيف: «تعني حقيقة أنه لا يمكن استبدالها بشيء آخر أن قيمتها سوف تستمر في الارتفاع. ربما ينتهي الأمر بأن تعرض القطع في مزاد (سوذبيز)، أنا لا أقول غدا ولكن في المستقبل. كانت له سمعة كبيرة للأعمال الفردية، ومثل أي فنان تستمر قيمة رسوماته الزيتية في الارتفاع. سوف يشترى الناس تصميماته لاقتنائها وليس لارتدائها، كما هي الحال مع الأعمال الفنية».
وظهر أول الأدلة على ذلك أمس، حيث كان هناك اهتمام كبير بالمزاد الإلكتروني «إي باي»، وبلغ سعر خاتم يحمل جمجمة من تصميم ماكوين لتشكيلة خريف 2009، 230 جنيها إسترلينيا بعد 38 عرضا، على الرغم من أن هناك بنود مشابهة بيعت مقابل نحو 150 جنيها إسترلينيا.
وبينما يفكر مسؤولون في أسبوع الموضة داخل لندن حول الوسيلة المثلى لتكريم المصمم الراحل، قررت سلسلة متاجر «ليبرتي» عمل عرض تذكاري على نوافذها يحمل عنوان «ماكوين والبلاد»، وسوف يعرض يوم الاثنين. ولكن في متاجر المصمم بشارع أولد بوندز في لندن، لا تزال النوافذ فارغة يغطيها السواد مع إشارة مختصرة على الزجاج تؤكد خبر وفاته.
ويعتقد أن ماكوين ترك نحو 20 مليون جنيه إسترليني، معظمها من خلال مبيعات حصص كبرى في عمله التجاري إلى مجموعة «جوسي» خلال ديسمبر (كانون الأول) 2000.
ويقول روبرت بوليت، رئيس مجموعة «جوسي»: «فريق ألكسندر ماكوين يعاني من خسارة صديق شخصي بالإضافة إلى قوة إبداعية ملهمة، وبناء على ذلك، فإنه ليس من المناسب التعليق في هذه المرحلة على المستقبل، وما يمكن أن أقوله هو أن فريق ألكسندر كوين موهوب وحماسي بصورة كبيرة».
ويتساءل محللون: هل يمكن للعلامة التجارية البقاء في عالم تصميم الملابس النسائية الذي يتسم بقدر كبير من المنافسة مع غياب المصمم الذي أنشأها.
وخلال مقابلة مع مجلة «لاف» في عدد شهر فبراير، أكد ماكوين على أنه يريد للشركة أن «تعيش بعدي».
وكان محلل من باريس مختص بالبضائع الراقية أكثر صراحة. وقال: «هذه العلامة التجارية غير منتشرة منذ وقت طويل يساعدها في البقاء على المدى الطويل بعد غيابه.
وتحتاج العلامة التجارية إلى تاريخ لتبقى في مثل هذه الظروف، ولا تمتع علامة ماكوين بتاريخ كاف، فجذورها ليست عميقة بالقدر الكافي».
وكان ماكوين قد أسس نشاطه التجاري عام 2001 بعد أن ترك «جيفنتشي» حيث كان قد خلف هناك جون غاليانو كمسؤول عن التصميم لمدة خمسة أعوام.