دليلك للتعامل مع أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه

المصدر: وكالات
يحتاج الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه إلى أن يُنظر إليهم بعين التفهّم، لا بعين الحكم. فهم ليسوا "مشاغبين" أو "غير منضبطين"، بل أطفال بعقول مختلفة تعمل بإيقاع خاص.
لأن الوعي هو الخطوة الأولى نحو الدعم الصحيح، إليك مجموعة من الحقائق التي يجدر بالجميع معرفتها عن هؤلاء الأطفال ليحصلوا على ما يستحقونه من تفهّم وعدل.
1. ليس كل طفل يستطيع التعلم وهو جالس بهدوء
تتنوّع أساليب التعلم بين الأطفال كما تتنوّع شخصياتهم. فبينما يحتاج بعضهم إلى الهدوء للتركيز، قد يحتاج آخرون إلى الحركة أو المساحة أو حتى بعض الضوضاء ليستوعبوا ما يتعلمونه. لا يعني ذلك أنهم غير منضبطين، بل إن أدمغتهم تعمل بطريقة مختلفة، وتحتاج إلى بيئة مرنة تسمح لهم بالتعبير عن طاقتهم دون شعور بالذنب أو الإحراج.
2. النجاح لا يُقاس بمعيار واحد للجميع
غالباً ما تقيّم الأنظمة التعليمية الطلاب بمعايير موحدة، لكنها لا تُنصف من لديهم اختلافات عصبية. الطفل المصاب بفرط الحركة قد يبدع في مجالات تتطلب الخيال، أو في الأنشطة العملية، حتى وإن لم يحقق تفوقاً أكاديمياً تقليدياً. إن إعادة تعريف النجاح وفق قدرات كل طالب تفتح أمامه باب الثقة بالنفس والإنجاز الحقيقي.
3. عقول الـ ADHD مبدعة ومختلفة
اضطراب فرط الحركة ليس عيباً أو إعاقة بالمعنى الشائع، بل هو طريقة مختلفة في معالجة المعلومات. هؤلاء الأطفال يمتلكون سرعة بديهة عالية وخيالاً خصباً وقدرة على الابتكار خارج القوالب التقليدية. ما يحتاجونه هو بيئة ترى في اختلافهم قوة، لا مشكلة يجب تصحيحها.
4. اضطراب معقّد يستحق فهماً أعمق
كثيراً ما يُتناول اضطراب فرط الحركة في الأحاديث العامة بشكل سطحي، وكأنه مجرد نشاط زائد أو تشتّت عابر. والحقيقة أنه اضطراب عصبي له أبعاد متعددة تؤثر في الانتباه، والاندفاع، والتنظيم الذاتي.
لذا، من الضروري أن يتم فهمه بشكل علمي من قِبل الأهل والمعلمين، مع الحصول على التدريب اللازم لدعم الطفل بالشكل الصحيح.
5. دعم الطفل مسؤولية مشتركة
النجاح في إدارة اضطراب فرط الحركة لا يتحقق بجهود فردية، بل هو نتيجة تعاون حقيقي بين الأسرة والمدرسة والطفل نفسه. التعديلات الصغيرة مثل السماح بالحركة ضمن الصف، أو تقسيم المهام إلى خطوات قصيرة يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً في سلوك الطفل وثقته بنفسه.
6. التسرّع في إطلاق الأحكام يؤذي
ليس كل طفل كثير الحركة مصاباً بـ ADHD، وليس كل طفل مصاب بالاضطراب مزعجاً أو غير منضبط. التسرّع في التشخيص أو في الحكم على السلوكيات قد يؤدي إلى وصم غير عادل، أو إلى إغفال حالات حقيقية تحتاج إلى دعم فعلي. المطلوب هو التروّي، والملاحظة الدقيقة، والاستعانة بالمتخصصين.

7. هناك نوع غير حركي غالباً ما يُغفل
من المهم إدراك أن اضطراب فرط الحركة لا يظهر دائماً في صورة حركة زائدة. هناك نوع "غير حركي"، يكون الطفل فيه هادئاً لكنه يعاني من تشتّت شديد وصعوبة في التركيز.
هذا النوع غالباً ما يمر دون ملاحظة، خصوصاً لدى البنات، وقد يؤدي إلى قلق أو اكتئاب في المراحل اللاحقة إن لم يُشخَّص في الوقت المناسب.
8. تطوير المهارات التنفيذية يفيد الجميع
العمل على تنمية المهارات التنفيذية مثل التنظيم، وإدارة الوقت، وضبط المشاعر لا يساعد فقط الأطفال المصابين بـ ADHD، بل يعزز أداء جميع الطلاب. فهي مهارات حياتية تمكّن الطفل من التعامل مع تحدياته اليومية بثقة واستقلالية.
9. العلاج ليس عقاباً بل رعاية مدروسة
اضطراب فرط الحركة حالة طبية حقيقية، تتطلّب فهماً وتعاملاً علمياً، لا توبيخاً أو انتقاداً. العلاج الفعّال يشمل تثقيف الأهل، والعلاج السلوكي، وأحياناً الأدوية بإشراف طبيب مختص. حين يشعر الطفل بأن هناك من يفهمه ويقف إلى جانبه، تتحول التحديات إلى فرص للنمو، لا إلى مصدر للمعاناة.