ما السبب الحقيقي وراء صراخ الأطفال المتكرر؟

صراخ الطفل وبكاؤه المتواصل.. تبدو هذه التصرفات مرهقة، إلا أن خلف هذا الصوت المرتفع قد تكون هناك رسالة يحاول طفلك إيصالها بلغته الخاصة.


فعند الأطفال الصغار، لا يزال التعبير اللفظي محدودًا، لذا يلجأون للصراخ كوسيلة بديلة للتواصل. قد يصرخ الطفل حين يكون جائعًا، متعبًا، متوترًا، أو ببساطة حين يرغب بجذب انتباهك. ومع الوقت، يدرك أن صوته العالي يُحدث ردّ فعل، فيتمسك بهذه الوسيلة.

هل يعاني من الغضب؟

في بعض الحالات، يكون الصراخ ردّ فعل طبيعي على مشاعر الغضب أو الإحباط. فحين لا يتمكن الطفل من تنفيذ ما يريد، أو يُمنع من شيء يحبه، يتصاعد التوتر بداخله، فينفجر بالبكاء أو الصراخ.

وهنا لا بد من التمييز بين "نوبة غضب" وبين "حاجة للتواصل". الغضب غالبًا ما يكون مصحوبًا بسلوكيات أخرى مثل الضرب أو رفض التهدئة، بينما التواصل يحمل في طياته رغبة بالارتباط وليس بالرفض.

هل يبحث فقط عنكِ؟

قد لا يكون الصراخ سوى وسيلة بدائية للقول: "انظري إليّ"، أو "أحتاجك الآن". فالصوت المرتفع قد يكون استدعاءً للحضور، لاهتمامك، لابتسامتك، أو لطمأنتك. هذه الصيحات أحيانًا ليست سوى محاولة لبناء الجسر العاطفي معك، خاصة عندما يشعر الطفل بالوحدة أو التهميش، حتى لو كان وسط الناس.

كيف تتعاملين مع صراخ طفلك؟

إليك طرق تجعلك تتعاملين مع طفلك بهدوء ووعي أكبر:

- البقاء هادئة: الاستجابة بانفعال ستزيد من حدة الموقف. حاولي أن تكوني نموذجًا للهدوء.

- تواصلي بصوت منخفض: المفارقة أن الصوت المنخفض يجذب انتباه الطفل أكثر، ويشجعه على تقليدك.

- افهمي السبب قبل التصرف: هل هو جائع؟ متعب؟ يشعر بالملل؟ تحديد السبب يُسهّل إيجاد الحل.

- اعرضي عليه بدائل: علّميه كلمات بسيطة للتعبير عن مشاعره، أو قدّمي له أدوات تعبير غير لفظية مثل الإشارات أو الصور.

- خصصي وقتًا يوميًا للتواصل معه: حتى لا يُضطر للصراخ كي يحظى بانتباهك، خصصي وقتًا خالصًا له، دون مشتتات.

متى ينبغي القلق؟

إذا استمر الصراخ بشكل متكرر ومبالغ فيه، ورافقه سلوك عدواني أو انسحاب اجتماعي، فقد يكون من المفيد استشارة اختصاصي نفسي للأطفال. أحيانًا يكون الصراخ علامة على صعوبات حسية أو اضطرابات في التواصل تحتاج إلى دعم متخصص.