في ذكرى وفاته.. لمحات من حياة المبدع محمد فوزي

يُعد الفنان محمد فوزي واحداً من أكبر القامات الفنية في مصر والوطن العربي، حيث تنوعت إسهاماته بتاريخ الفن العربي ما بين الموسيقى والسينما، سواء بالغناء أو التمثيل أو وضع الألحان لمُطربين آخرين، مُحققاً نجاحاً كبيراً أصبح من خلاله نموذجاً للفنان الحقيقي.


وبذكرى وفاته والتي توافق اليوم 20 أكتوبر نستعرض لكم بداياته الفنية ونجاحه في الموسيقى والغناء وإسهاماته في السينما ما بين التمثيل والإنتاج.

وُلد الفنان محمد فوزي بإحدى قرى مدينة طنطا التابعة لمُحافظة الغربية في مصر يوم 28 أغسطس عام 1918، وفي عام 1931 حصل على الشهادة الابتدائية وكان عاشقاً للموسيقى والغناء منذ طفولته، وبالفعل تلقى أصول الموسيقى والغناء على يد أحد أصدقاء والده والذي كان يصحبه للغناء في الأفراح الشعبية والموالد وبشكل خاص الاحتفال بمولد السيد البدوي، وكان لتلك التجارب العديد من الأثر في تكوين مخزون الفنان محمد فوزي الثقافي والفني.

 

لم يتوقف عشق محمد فوزي للموسيقى والغناء عند تلك الحدود ولكنه عقب انتهائه من الدراسة في المرحلة الإعدادية ذهب لدراسة الموسيقى في معهد فؤاد الأول للموسيقى، إلا أنه لم يستكمل الدراسة وقرر احتراف عالم الغناء والموسيقى، وجاء ذلك من خلال أحد المسارح، حتى تعرف إلى بديعة مصابني والتي أقنعته بالعمل في المسرح الخاص بها، والذي من خلاله تعرَّف إلى عمالقة الموسيقى والغناء مثل فريدالأطرش، محمد عبدالمطلب، محمودالشريف والذين تعاون معهم في وضع ألحان العديد من الاسكتشات والاستعراضات.

عقب ذلك قرر محمد فوزي التقدم لاختبارات الإذاعة المصرية أسوة بصديقه الفنان فريد الأطرش، وسافر إلى القاهرة عام 1938م، واضطربت حياته بعض الوقت قبل أن يبدأ عمله في فرقة بديعة مصابني، ومنها انتقل إلى فرقة فاطمة رشدي ثم الفرقة القومية للمسرح مُحققاً نجاحاً كبيراً.

وطوال المسيرة الفنية للموسيقار محمد فوزي نجح في تقديم العديد من الألحان للعديد من المُطربين وأيضاً تقديم عدد كبير من الأغاني بصوته ليُصبح من أهم مُطربي القرن العشرين.

 

على جانب السينما كان للفنان محمد فوزي دور كبير في السينما المصرية تنوع ما بين التمثيل والتأليف والإنتاج، وجاءت بدايته مع التمثيل من خلال المسرح حينما تعاقدت معه الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى ممثلاً ومُطرباً بديلاً للفنان إبراهيم حمودة بمسرحية "شهرزاد"، وعقب ذلك عرضت عليه الفنانة فاطمة رشدي العمل في فرقتها ما بين التمثيل والألحان والغناء، وفي عام 1944 رشحه الفنان يوسف وهبي للمُشاركة بالغناء بفيلم "سيف الجلاد" والذي كان بدايته في السينما، حتى شاهده المخرج محمد كريم، والذي كان يبحث عن وجه جديد لتجسيد دور البطولة بفيلم "أصحاب السعادة" وحقق نجاحاً كبيراً حتى أنه في خلال ثلاث سنوات فقط استطاع محمد فوزي التربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طوال فترتي الأربعينيات والخمسينيات.

وقدم محمد فوزي طوال مسيرته السينمائية والتي قاربت على العشرين عاماً 36 فيلماً سينمائياً ممثلاً، كما قام بتأليف ثلاثة افلام سينمائية وهي "من أين لك هذا – 1952، معجزة السماء – 1956، كل دقة في قلبي – 1959"، فيما اقتحم مجال الإنتاج السينمائي من خلال إنتاجه لـ20 فيلماً سينمائياً بدأها منذ عام 1947 بفيلم "العقل في إجازة" وحتى عام 1959 بفيلم "كل دقة في قلبي".

وفي مثل هذا اليوم 20 أكتوبر عام 1966 عن عمر ناهز الـ48 عاماً ومسيرة فنية امتدت لما يُقارب الثلاثين عاماً، نجح من خلالها في أن يُصبح واحداً من كبار نجوم السينما ومن مُجددي الموسيقى العربية من خلال أغانيه وألحانه التي ظلت حاضرةً في قلوب الجمهور حتى الآن.