أسباب ومخاطر وطرق علاج .. التهابات المفاصل المختلفة
يحتفل العالم سنويا باليوم العالمي لالتهابات المفاصل، وكان شعار هذا العام هو «هيا نعمل معا»، والذي يهدف إلى التضامن مع جميع مرضى الروماتيزم وذويهم، من خلال تسليط الضوء على أمراض الروماتيزم المزمنة، وعلى أسباب ضعف ثقافة المواطن بها، وطرق حلها، وذلك عبر فهم الأسباب والمخاطر وطرق العلاج.
التهاب المفاصل الروماتويدي
أهم هذه الأمراض المزمنة: التهاب المفاصل الروماتويدي، الالتهاب الفقاري، الذئبة الحمراء، النقرس، وهشاشة العظام.
وأضاف أن مرض التهاب المفاصل الروماتويدي هو أهم هذه الأمراض، حيث يصيب نحو 1 في المائة من البالغين في كل أنحاء العالم.
ويبلغ عدد النساء اللاتي يعانين من المرض ضعف عدد الرجال.
ومن الممكن أن يحدث هذا المرض في أي مرحلة عمرية، لكنه في الغالب يحدث بين عقدي الأربعينات والسبعينات.
ويجب إجراء عدة اختبارات للتعرف على المرض وللتأكد من عدم تفاقمه والحيلولة من المضاعفات التي قد تنتج من استخدام العقاقير الطبية، وهو أحد أسباب انحناء القامة، ويمنع التشخيص الصحيح مبكرا حدوث المضاعفات.
الالتهاب الفقاري المفصلي
يعتبر الالتهاب الفقاري المفصلي من عائلة الأمراض التي تهاجم العمود الفقري «ارثروباثي»، مثل مرض رايترز، مرض الروماتيزم الصدفي والروماتيزم المصاحب لالتهابات الأمعاء، وهو مرض روماتيزمي مزمن يؤثر على المفاصل الفقرية في الظهر مسببا ألما وتصلبا فيها، وقد يؤدي إلى انحناء في القامة، ويؤثر على أسفل العمود الفقري مع الحوض والفقرات العجزية، وقد يؤثر أيضا على باقي مفاصل الجسم (الأضلاع، عظام الكتف، الأوراك، ومفصل الركبة).
وأغلب حالات الآم الظهر التي يشكو منها كثير من الناس تكون ناتجة عن أسباب تركيبية (ميكانيكية)، بينما يكون ألم الظهر لدى المصابين بمرض التهاب المفاصل الفقري التصلبي بسبب التهاب بهذه الفقرات.
ويظهر المرض عادة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة عشرة والأربعين سنة، ويصيب الرجال أكثر بثلاثة أضعاف من إصابته للنساء، ويؤثر على الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة عشرة والثلاثين سنة، وقد يصيب صغار السن حيث تكون الأعراض مختلفة عادة، مثل أن يسبب آلاما حول منطقة كعب القدم والركبتين والأوراك بدلا من البدء بالعمود الفقري.
أعراض الالتهاب الفقاري
من أهم الأعراض، آلام أسفل الظهر المتكررة والمزمنة، مصحوبة بتصلب في الظهر يكون شديدا بعد الاستيقاظ من النوم صباحا أو بعد فترة راحة طويلة، ويستمر هذا الإحساس لمدة تزيد على الساعة. ويشكو المريض أيضا من آلام في الأضلاع وعظام الكتف والأوراك، والركبتين، وأسفل العمود الفقري.
وفي المراحل المبكرة من المرض، قد تكون هناك حمى أو ارتفاع بسيط في درجة الحرارة وفقدان الشهية وخمول عام.
وقد يشتكي المريض من ألم في عينه واحمرار وضعف الرؤية مع تحسس لرؤية الضوء الساطع.
وكثير من المرضى قد يشتكون من ألم في أسفل الظهر مع ألم عميق في الأرداف على جانب واحد أو على كلا الجانبين، بالإضافة إلى ألم في الرقبة وعظام الكتف، وعند قليل من المرضى قد لا يبدأ الألم في العمود الفقري، ويبدأ في مفاصل الورك أو الركبة أو مفصل الكتف.
ومع طول مدة المرض يمكن أن يحدث تصلب وثبات بين الفقرات، ويؤدي تصلب أي اثنتين من الفقرات الظهرية المتحركة (سبع بالرقبة، اثنتا عشرة بالصدر، وخمس بالبطن) إلى احتمال الحد من حركة المفصل بينهما ويؤثر على وظيفة الظهر.
مضاعفات المرض
على العظام والمفاصل: يمكن أن يؤثر المرض على المفاصل ويؤثر على حركتها، وتكون هناك قابلية من العظام للكسر عند المريض نتيجة ضعفها، مما يجعل المريض معرضا لخطر انكسار العظمات الفقرية التي من الممكن أن تضغط على الحبل الشوكي (في الظهر) وتسبب الشلل لدى المريض وبالأخص في فقرات الرقبة، بسبب الوضع غير الطبيعي لها، مما يجعلها معرضة لذلك بشكل أكبر.
على العين: تصاب العين بالالتهاب وتصبح مؤلمة وأكثر حساسية للضوء الساطع، كما أن المريض يشعر وكأن في عينه رملا أو جسما غريبا.
التهاب الشريان الأورطي: وهو أكبر شريان في الجسم يخرج من القلب مباشرة لتغذية الجسم بالدم، وعلى الرغم من ندرة هذه المضاعفات فإنها من المضاعفات الخطيرة، ولذلك يحتاج المريض أن يتابع مع طبيبه من وقت لآخر.
الأسباب
توجد هناك عدة عوامل قد تكون لها علاقة بالمرض، من أهمها عامل الوراثة، حيث يكون المرض متأصلا في بعض العائلات، كما توجد أنسجة في الجسم تسمى أنسجة (HLAB ـ 27) التي يزيد وجودها من نسبة حدوث المرض لحامله أكثر من غيره، علما بأن هذه الأنسجة قد تكون موجودة بشكل طبيعي في نسبة من الناس الطبيعيين الذين لا يشتكون من المرض، وتقدر هذه النسبة بنحو 8 في المائة من الناس.
التشخيص والعلاج
يتم التشخيص بواسطة رصد أعراض المرض المختلفة، وبالكشف السريري للمريض، وبالأشعة التشخيصية، والوصول إلى التشخيص الصحيح مبكرا مهم، كما هو في معظم الأمراض، لمنع حدوث المضاعفات.
وقد توصلت الأبحاث العلمية والتجارب الحديثة إلى علاجات تحد من شدة المرض، وتعمل على التقليل من حدته وتجنب المضاعفات على المدى الطويل، وتجعل الإنسان يمارس حياته بشكل طبيعي.
ويعتبر المرض من الأمراض المزمنة، ومن المهم أن يدرك المريض أن العلاج قد يستغرق بعض الوقت وقد يصل لعدة شهور لكي يتوصل الطبيب إلى الجرعة المناسبة التي تتحكم بالمرض ويشعر المريض بتأثير العلاج بشكل ملحوظ.
العلاج الدوائي
- أدوية مضادة للالتهاب، تستخدم المسكنات بشكل أساسي في التحكم بالأعراض.
- أدوية معدلة لطبيعة المرض: وتعطى لإيقاف المرض ومنع حدوث المضاعفات، تستغرق هذه العلاجات من عدة أسابيع إلى عدة أشهر من تناول المريض لها قبل أن يشعر بتحسن فعلي.
- أدوية حيوية (بيولوجية) (Biological Therapy): تعطى للمريض الذي يفشل في الاستجابة للعلاج التقليدي، توجد بداخل جسم الإنسان مادة كيميائية تسمى «تي إن إف» (TNF) تلعب دورا مهما في حدوث الالتهابات بالجسم، ووجد أن الأدوية الحيوية تعمل على إيقاف هذه المادة، مما يساعد في السيطرة على الالتهاب.
العلاج الجراحي
يحتاج المريض إلى التدخل الجراحي إذا أصبح أحد المفاصل متلفا على نحو سيئ، أو إذا كان الألم في المفصل قويا جدا أو أن المفصل فقد عمله وأصبح المريض لا يستطيع أن يتحرك بشكل صحيح.
في هذه الحالات يمكن أن يستعان بالعمليات الجراحية التي سوف تخفف على المريض الألم وتساعده على الحركة بشكل أفضل.
العلاج بالتمارين الرياضية
وهو جزء مهم من العلاج، حيث يتعلم المريض مجموعة من التمارين الرياضية التي من الممكن أن تخفف من حدة الأعراض وتخفف من تطور المرض بشكل سريع.
تحافظ التمارين على المفاصل والعضلات وتزيد من قوتها، كما تساعد على أن يبقى الهيكل العظمي للمريض في وضع مستقيم، ومن أفضل التمارين التي يزاولها المريض السباحة والمشي.
يجب على المريض أخذ جانب كبير من الحيطة عند مزاولة هذه التمارين لأن مريض التهاب المفاصل الفقري معرض لخطر كسر عموده الفقري أكثر من غيره.