اكتشاف خريطة التحول الكيميائي للجينوم

الباحثون يأملون أن يقود اكتشافهم الجديد لمعرفة كيفية تحول الخلية الأصلية إلى أي نوع من الأنسجة في الجسم
الباحثون يأملون أن يقود اكتشافهم الجديد لمعرفة كيفية تحول الخلية الأصلية إلى أي نوع من الأنسجة في الجسم

كشف علماء أول خريطة مفصلة عن القسم اللاجيني من الجينوم، وهي عبارة عن شبكة التحولات الكيميائية التي تنظم نشاط الجينات البشرية.


واستخدم علماء من الولايات المتحدة بقيادة جوزيف إيكر من معهد سولك في كاليفورنيا حواسيب متطورة وتقنيات جديدة للمقارنة بين القسم اللاجيني من الجينوم لنوعين من الخلايا البشرية، وهي الخلايا الجينية الأصلية والخلايا الرئوية المعروفة بالأجنة الليفية.

وقال إيكر في بيان صحفي إن التمكن من دراسة القسم اللاجيني من الجينوم برمته سيقود إلى فهم أفضل عن تنظيم وظيفة الجينوم المتعلقة بصحة الإنسان والأمراض الذي تصيبه وكذلك كيفية تأثر الجينات بالمحيط.

وكشفت الدراسة التي نشرت في الدورية البريطانية (British journal Nature ) النقاب عن الفضاء الخلوي الفرعي للخريطة الكيميائية.

ويأمل الباحثون أن يقود هذا الاكتشاف إلى تفسير كيفية تمكن الخلية الأصلية من التحول إلى أي نوع من الأنسجة في الجسم.

وتقول الدراسة إن العلامات اللاجينية يمكن أن تستنسخ المعلومات الجينية بطريقتين، إحداهما تستهدف ما يعرف بالهستون، وهي تراكيب تشبه ملف الخيوط (البكرة) في الخلايا تلتف حولها سلسلة الحمض النووي (DNA). ويتعين أن تفتح هذه البكرات كي تعمل الجينات.

أما الطريقة الأخرى فهي عملية تعرف بتمثيل الحمض النووي (DNA)، وهو التعديل الكيميائي لما يعرف بالسستوسين (وهو أحد أربعة مكونات جزيئية تؤلف الدعائم في سلم الـ"دي أن أي").

وكان تحليل الجينوم البشري قبل نحو عشر سنوات أو ما بات يعرف بكتاب الحياة قد وضع الحجر الأساس للحياة البشرية وأثار توقعات بأن العلم سيكتشف بسرعة الصلة بين الجينات والمرض.

لكن هذه الصلة بدت أكثر تعقيدا مما كان يتصور، فقد ظهرت طبقة إضافية من العلامات الوراثية المعروفة بالقسم اللاجيني من الجينات الوراثية (ما فوق الجينات) التي ما زال فهمها محدودا.

كما دهش العلماء بعد اكتشافهم أن التغييرات الناجمة بيئيا في هذه المؤثرات الكيميائية قد تتوارث من جيل لآخر. بعبارة أخرى أن ما نأكله والسموم التي نتعرض لها يمكن أن تقود إلى تغييرات وراثية في كيفية وقف عمل الجينات أو تنشيطها وتوقيت ذلك.