الابتسامة و«التكشيرة».. جزء من جينات الإنسان

تعبيرات الوجه ليست مهارة يكتسبها الإنسان بالتعلم
تعبيرات الوجه ليست مهارة يكتسبها الإنسان بالتعلم

قال باحثون أميركيون أن «تعبيرات الوجه، التي يسعى الإنسان إلى إظهار مشاعره بواسطتها، مثل الابتسامة أو «التكشيرة»، أو بالعكس إلى إخفاء مشاعره، هي جزء من البنية العصبية للمخ، وليست مهارة يكتسبها الإنسان بالتعلم».


وقال باحثون في جامعة «سان فرانسيسكو» للدولة، أن «الرياضيين المبصرين وفاقدي البصر أظهروا تعبيرات الوجه نفسها أثناء فوزهم أو خسارتهم»، ولذلك فقد افترضوا في دراستهم المنشورة في مجلة «جورنال أوف بيرسوناليتي» المعنية بدراسات الشخصية، أن تعبيرات الوجه لدى الإنسان لم تكن مكتسبة بواسطة النظر، أي من خلال مراقبة الآخرين.

ويعتقد الباحثون أن هذه التعبيرات قد تكون من مخلفات أجداد الإنسان القدامى. والمعلوم أن الفكرة القائلة بأن تعبيرات الوجه ليست مكتسبة بالتعلم، قديمة، إذ طرحها علماء في الستينات من القرن الماضي.

إلا أن الدراسة الجديدة تقدم أدلة قوية عليها. وقارن فريق علمي برئاسة ديفيد ماتسوموتو البروفسور في الجامعة، بين معالم 4800 صورة فوتوغرافية، لتعبيرات الوجه البشري لأشخاص مبصرين، وأشخاص من فاقدي البصر، من لاعبي رياضة الجودو، وذلك خلال حفل توزيع الميداليات عليهم في الألعاب الأولمبية للمعاقين عام 2004. وفي كل واحدة من الحالات، دقق الباحثون في صور الحائزين على الميداليات الذهبية والفضية.

وبينما ظهر أن الفائزين أبدوا سرورهم بانتصاراتهم، فإن الذين حصلوا على ميداليات أدنى كانوا يعبرون بـ«ابتسامة اجتماعية» أي ابتسامة مجاملة، لأنها كانت ابتسامة ترتسم بحركات الفم فقط، ولذلك فإنها تبدو مصطنعة أكثر من كونها تلقائية.

واستنتج الباحثون أن المتنافسين سواء كانوا من المبصرين أو فاقدي البصر، أظهروا تعبيرات في وجوههم، أو تحكموا بتلك التعبيرات، بالطريقة نفسها.

وقال البروفسور ماتسوموتو أن «الترابط الإحصائي بين تعبيرات الوجه للمبصرين وفاقدي البصر، كان كاملاً تقريباً».

 وأضاف الباحث الأميركي «إن هذا يفترض أن هناك شيئاً جينياً كامناً داخل الإنسان، يمثل مصدراً لتعبيرات الوجه والمشاعر».

 وقد ظهر أن الخاسرين كانوا يرفعون الشفة العليا لهم، كما لو أنهم كانوا يريدون التحكم بمشاعرهم، كما كانت تظهر على وجوههم ابتسامة مجاملة.

وقال أن «فاقدي البصر لا يمكن بأي حال أن يكونوا قد اكتسبوا مثل هذه التعبيرات على الوجه، بالتعلم البصري من خلال رؤية الآخرين. ولذلك فإن هناك آلية أخرى في الجسم تولدها».