أعراض مرض «السدة الرئوية المزمن» والألتهاب الشعبي المزمن
يستخدم مصطلح مرض "السدة الرئوية المزمن COPD" لوصف اي شخص يعانى من الالتهاب الشعبى المزمن والاسترواح الرئوى (امفيزيما) أو كلاهما معا، وهو مرض يصف مجموعة من أمراض الرئة التي تحدث نتيجة انسداد مجرى الهواء، وأحد أكثر أمراض الجهاز التنفسي المزمنة أنتشارا، وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية.
السعال و افراز البلغم وضيق التنفس أو الاحساس بالارهاق العام هى أعراض شائعة لمرض السدة الرئوية المزمن، ويمثل الالتهاب الشعبى المزمن حوالى 85% من حالات مرض السدة الرئوية المزمن على مستوى العالم.
انتشار وعبء المرض
يتراوح أنتشار الحالات الأكلينيكية من مرض السدة الرئوية المزمن في الدول الأوروبية بين 4-10% من عدد السكان، أما في الولايات المتحدة فيؤثر المرض على 16 مليون شخص، ويقدر أنه سيمثل ثالث أسباب الوفاة عالميا في 2020، بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، فيقدر أن أمراض الرئة المزمنة تؤدي لوفاة 2-5% من السكان، ومن المحتمل أن تزداد هذه النسبة بسبب تزايد عدد المراهقين الذين يقبلون علي التدخين مبكرا، وهو أهم عامل خطورة علي أمراض الجهاز التنفسي.
يعتبر معدل انتشار التدخين بصورة عامة، وخاصة بين الرجال، عاليا في منطقة الشرق الأوسط، حيث ينتشر في المملكة بنسبة 29% بين الرجال و8% بين النساء وتبلغ نسبة الوفيات من أمراض التنفس المزمنة 2%.
أن مرض السدة الرئوية المزمن والتفاقم الحاد للألتهاب الشعبي المزمن يمثلا عبئا ماديا هائلا على نظام الرعاية الصحية، حيث أن فشل العلاجات والحجز بالمستشفي يمثلان أكبر جزء من التكلفة، وفي أوروبا وحدها يمثل العبء المادي لمرض السدة الرئوية المزمن حوالي 40 مليار يورو.
الالتهاب الشعبى المزمن
أما “الالتهاب الشعبى المزمن” فهو التهاب يصيب الغشاء المبطن للشعب الهوائية والتي تصل بين القصبة الهوائية والرئتين، وعندما تنتفخ الشعب الهوائية و/أو تصاب بالعدوى يحدث انخفاض فى معدل سريان الهواء من والى الرئتين، ويحدث ايضا تضخم فى الغدد الموجودة فى الشعب الهوائية والتي تفرز المخاط مما ينتج عنه إفراز كمية كبيرة من البلغم الذى يؤدى الى السعال لإخراجه من الرئتين، وتهيج الشعب الهوائية على المدى الطويل يؤدى إلى إفراز كمية كبيرة جدا وأيضا إلى تضخم الغشاء المبطن للشعب الهوائية، وهذه الإفرازات المخاطية الكثيفة يمكن أن تؤدى إلى الالتهاب الشعبى المزمن.
معظم مرضى “السدة الرئوية المزمن” لديهم بعض عناصر الالتهاب الشعبى المزمن والذى يتصف بالسعال المستمر لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر فى السنة لمدة سنتين متتاليتين على الاقل.
التفاقم الحاد لللإلتهاب الشعبي المزمن
يحدث من وقت الى أخر أن يتعرض مرضى الالتهاب الشعبى المزمن لحالة تفاقم للمرض وتعنى أنهم يعانون، لفترة قصيرة، من أعراض أسواْ من الطبيعية وبصورة خاصة زيادة إفراز المخاط وزيادة السعال وضيق فى التنفس وهذه الحالة تسمى التفاقم الحاد للإلتهاب الشعبي المزمن، 50% الى 70% من حالات التفاقم التى تحدث غالبا ما تكون نتيجة عدوى بكتيرية، منها الستربتوكوكس الرئوية، الهيموفيلوس أنفلونزا، والهيموفيلوس باراانفلونزا، والكليبسيلا الرئوية، الستافيلو كوكس أوريوس، وموراكسيلا كاتاراليس، ويتعرض مرضى الالتهاب الشعبى المزمن لثلاث أو أكثر من حالات التفاقم كل عام.
تحدث هذه التفاقمات البكتيرية نتيجة تكاثر البكتيريا الموجودة بالفعل فى الانابيب الشعبية وتسبب افراز كثيف للمخاط السميك وهذا يؤدى الى السعال حيث أن الجسم يحاول تنظيف الرئتين من المخاط والبكتيريا الضارة.
الأفراز الكثيف للمخاط والسعال الناتج عنه يصيب المريض بضيق في التنفس إلى درجة تجعله غير قادر على ممارسة النشاط اليومي الطبيعي أو حتى النوم بصورة طبيعية، وقد ظهر أن وظائف الرئة تقل في المريض الذي يتعرض لعدد كبير من حالات التفاقم كل عام أكثر من الذي يتعرض لعدد أقل.
الوقاية والعلاج
أن تدخين السجائر هو أكثر عوامل الخطورة وضوحا في أمراض الجهاز التنفسي وما يصاحبها من عدوي، فحوالي 85%-90% من مرضي مرض السدة الرئوية المزمن يكون لديهم تاريخ سابق في التدخين، ثم يأتي عامل الوراثة، والتدخين السلبي، والتعرض المهني للأبخرة، وتلوث الهواء، وأيضا زيادة حساسية الشعب الهوائية.
وللوقاية والتحكم في مرض السدة الرئوية المزمن والتفاقم الحاد لألتهاب الشعبي المزمن، من الضروري القضاء علي مصادر التهيج والعدوي في الأنف والجيوب الأنفية والحلق والفم والقنوات الشعبية، وهذا يعني أن علي الفرد أن يتجنب الهواء الملوث والعمل في الأماكن التي بها نسبة غبار عالية والتوقف عن التدخين.
أن علاج الالتهاب الشعبى المزمن والتفاقم الحاد للألتهاب الشعبي المزمن يهدف إلي الإقلال من تهيج الشعب الهوائية، وقد أظهرت المضادات الحيوية أنها تساعد في علاج التفاقم الحاد للألتهاب الشعبي المزمن عن طريق تقليل مدة التفاقم وتقليل نسبة الخطر من المضاعفات المحتملة.
دراسات عالمية: المصابون في الشرق الاوسط هم الأصغر عمرا في العالم
اظهرت دراسات عالمية ضخمة، الحاجة الملحة لعلاج سريع وفعال لمرض التهاب الشعب الهوائية المزمن:
- دراسة موزايك MOSAIC، دراسة إكلينيكية مزدوجة التعمية، وهي أول دراسة تُظهر أن نوعا واحدا من المضادات الحيوية يتفوق فى الشفاء الإكلينيكى عن معظم المضادات الحيوية الشائع استخدامها لعلاج هذا النوع من المرض، وقد أظهرت أن “موكسيفلوكساسين هيدروكلورايد” أفالوكس هو علاج فعال لعدوى الجهاز التنفسى بما فيها الألتهاب البكتيرى للجيوب الأنفية، والألتهاب الرئوى المكتسب، والتفاقم الحاد لمرض ألتهاب الشعب الهوائية المزمن، وحتى تاريخه تم علاج أكثر من 83 مليون مريض حول العالم بأقراص أفالوكس، وحوالى 2.7 مليون مريض بمحلوله الوريدى.
- دراسة GIANT العملاقة، أكبر الدراسات العالمية، أطلقتها شركة "باير- شيرينغ" للأدوية وتضمنت توثيق سجلات 46891 مريض من 46 دولة حول العالم، منهم 4350 شخصا من الشرق الأوسط (لبنان، الأردن، الكويت، قطر، البحرين، الأمارات العربية المتحدة، عمان، المملكة السعودية، مصر).
وأعلنت نتائجها يوم 31 مارس 2008- في اجتماع دبي، وتضمنت الآتي:
* المرضى من منطقة الشرق الأوسط كانوا أصغر عمراً من مرضى أوروبا وآسيا ومنطقة المحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية.
* نسبة عدد السيدات اللواتى يعانين من التفاقم الحاد للالتهاب الشعبى المزمن ويلجأن لاستشارة الطبيب فى منطقة الشرق الأوسط، أقل من مثيلاتهن فى الدول الأخرى.
* التفاقم الحاد للالتهاب الشعبى المزمن له تأثير هدام على المرضى من منطقة الشرق الأوسط.
* شعور المرضى بتحسن اسرع وقلة اختلال نظام النوم
* معظم المرضى من المناطق الأربعة كانوا راضيين عن التأثير العلاجى لموكسيفلوكساسين، مع تحسن أسرع للنشاطات اليومية.
* الغالبية العظمى من الأطباء المعالجين وجدوا أن هذا العلاج كان فى الحقيقة أكثر فائدة لمرضاهم من العلاجات السابقة للمرض.
* تم التأكد من سلامة وأمان موكسيفلوكساسين عملياً من واقع الحياة.