يعد عقار الميثامفيتامين المعروف بين الشباب تحت اسم (الشبو) من أشد أنواع المخدرات حيث تكفي أقل كمية من الأموال لبعض المدمنين لكي يحصلوا على مخدر الميثامفيتامين وذلك لأن هذا المخدر يتم تصنيعه من خلال مواد بسيطة وعادية تنتج فى النهاية هذا المخدر شديد الخطورة، وتعاطى هذا المخدر يقود حتما إلى ارتكاب هذا المدمن للعنف والجريمة والإهمال ويعتبر هذا المخدر مخدر تخليقى يعمل على تحفيز الجهاز العصبي وهو ينتشر بشدة فى المناطق الريفية الأمريكية بجميع الولايات المتحدة حيث تمت الموافقة على استخدام الميثامفيتامين من قبل إدارة الغذاء والدواء في علاج أعراض قصور الانتباه وفرط الحركة والسمنة الخارجية (السمنة الناشئة عن عوامل خارجة عن سيطرة المريض) ويمكن استخدامه ايضا لدى كل من البالغين والأطفال.
والان سوف نناقش جميع ما يخص الميثامفيتامين وسوف نبحر في تفصيل هذا النوع من أنواع المخدرات الذي يشاع إنه يضاهي في خطورته مخدر الاستوركس والذي يلقب بـ المخدر القاتل.
متى انتشر مخدر الميثامفيتامين ومما يتكون؟
انتشر مخدر الميثامفيتامين بشكل كبير فى آخر خمس سنوات وزاد تناوله خصوصا فى مناطق الريف الامريكي ويرجع السبب فى ذلك إلى سهولة تصنيعه وتخليقه بشكل سهل بالاضافة الى انه يمكن الحصول على التركيبة جاهزة بشكل كامل من خلال الشبكة العنكبوتية المجنونة ومن خلال مواقع متخصصة لبيع هذه القاذورات المدمرة للفرد والأسرة والمجتمع.
ولعل أضخم عدد من مختبرات تصنيع مخدر الميثامفيتامين قد ضبطت في كاليفورنيا و إنديانا آيوا كانساس وأوريغون وواشنطن وتكساس وأوكلاهوما وميزوري، وهي كلها ولايات زراعية مهمة.تعتبر مناطق الريف الامريكى من الاماكن ذات المساحات الكبيرة والواسعة والتي يسهل إخفاء المجرمين وتجار هذا النوع من المخدرات فيها.وترجع سهولة تصنيع أو تخليق هذا المخدر إلى أن الأشياء التي يتكون منها مصرح ببيعها بصورة شرعية بخلاف الأنواع الأخرى من المخدرات مثل الحشيش والأفيون أو القنب الهندي والكوكايين وغيرها من الانواع الاخرى من المخدرات.
أعراض إدمان الميثامفيتامين:
يتعرض مدمني الميثامفيتامين للعديد من الأعراض الظاهرة التي يلاحظها الناس من حوله مثل التغير في السلوك وتضارب الانفعالات ما بين الشعور بالنشوة والسعادة بعد أخذ الجرعة والتوتر والعصبية الزائدة قبل الحصول عليها، كما يظهر عليه أيضا إحمرار العينين وكثرة الاستنشاق وسيلان الأنف، و يشعر بالصداع المستمر، والأرق، وعدم الرغبة في الطعام، ومن الأعراض التي تظهر لأهل المدمن ويمكن أن يلاحظونها في المنزل الطلب المستمر للمال دون مبرر، أو غياب المتعلقات من المنزل، والغياب خارج المنزل بصفة مستمرة، وانسحاب المريض بالإدمان من جو الأسرة ويصبح له عالمه الخاص.
أعراض ادمان مخدر الميثامفيتامين:
- اختلال التوازن الحركي.
- مشاكل في الجهاز العصبي والدماغ.
- مشاكل في الإدراك بصفة عامة إدراكه للأحجام والزمن والأطوال.
- قد يصاب پاحدى الأمراض المعدية الخطيرة كالإيدز أو التهاب الكبد الوبائي.
- اضطرابات القلب، وارتفاع ضغط الدم، ما قد يسبب حدوث انفجار الشرايين والموت المفاجئ.
- الإصابة بالتهابات في المخ، وتآكل الملايين من الخلايا العصبية المكونة للمخ، مما يؤدي إلى الشعور بالهلوسة الفكرية والسمعية والبصرية وضعف أو فقدان الذاكرة.
- اضطرابات الجهاز الهضمي وفقدان الشهية مما يترتب عليه نقص في الوزن يصاحبه احمرار أو اسوداد في الوجه.
- الصداع المزمن، وطنين الأذنين ، واحمرار العينين.
- ضعف النشاط الجنسي.
- تسبب المخدرات زيادة نسبة السموم في الجسم ، ما يساعد على الإصابة بتليف الكبد ،في الأفيون على سبيل المثال يحلل خلايا الكبد ويصيبها بالتليف وزيادة نسبة السكر.
- التعب والهزال وفقدان الإتزان.
- ضعف جهاز المناعة.
كما يسبب إدمان الميثامفيتامين اضرارا بالغة للمرأة الحامل حيث يسبب لها فقر الدم ،والإصابة بمرض السكر والقلب والكبد والتهاب الرئتين وإصابة الأجنة بعيوب خلقية أو الإجهاض.
ما هي أسباب انتشارالميثامفيتامين؟
إن استعداد الإنسان ورغبته في الهروب من الواقع ، تجعله يلجأ إلى تناول مخدر الميثامفيتامين وغيره من أنواع المواد المخدرة وهذا يرجع إلى بعض السمات الشخصية لدى كل فرد وأسلوب تربيته.
أصدقاء السوء حيث ان للصداقات السيئة الدور الأكبر فى انحراف بعض الأشخاص واتجاههم لتناول مخدر الميثامفيتامين
غياب الوازع الديني لدى الفرد يساهم في الانحراف وتناول المخدرات.
الضغوط والمشكلات الحياتية الكبيرة التي لا يستطيع الفرد مواجهتها والتصدي لها.
يعد الفراغ من أهم الأسباب التي تؤدي بالشخص إلى إدمان مخدر الميثامفيتامينن والمخدرات بأنواعها المختلفة ومن ثم يجب على الإنسان أن يستغل وقت فراغه بأعمال كثيرة ومفيدة منها المواظبة على الصلاة وقراءة القرآن ومعها ممارسة الرياضة أو قراءة الكتب والروايات المفيدة والتى تعمل على شغل الوقت واكساب الفرد ثقافة عامة تفيده فى حياته المهنية والشخصية وغيرها من الأعمال المفيدة.
ما هي اعراض انسحاب سموم الميثامفيتامين من الجسم؟
مرحلة انسحاب السموم من الجسم هي مرحلة تستهدف وقف تناول المخدرات و إزالة السموم بسرعة وأمان.
ولانسحاب السموم من الجسم أعراض خطيرة تختلف تبعا لنوع المخدر وطول المدة التي تم فيها تعاطي المخدر ومدى تأثير المخدر على الجسم وتوغله في دم المدمن.
ومن أعراض انسحاب الميثامفيتامين ما يلي: الهلوسة، الأرق، القئ، الاكتئاب، التعرق الشديد، مشكلات في النوم، حدوث نوبات من التشنجات، آلام في العظام والعضلات، ارتفاع حرارة الجسم، ارتفاع ضغط الدم، وزيادة معدل ضربات القلب، بل ومحاولة الانتحار.
وتتشابه أعراض انسحاب الميثامفيتامين مع اعراض انسحاب أنواع المخدرات الأخرى ، وذلك لان شتى انواع المخدرات أو معظمها له التأثير ذاته على خلايا الدماغ في المخ ، فجميع أنواع المخدرات تسيطر على عقل الإنسان وتجعله عبداً لها.
وتشمل مرحلة انسحاب سموم الميثامفيتامين من الجسم:
تقليل جرعة مخدر الميثامفيتامين تدريجيًّا.
استبدال المادة المخدرة في الميثامفيتامين بمواد أخرى مؤقتا تكون آثارها الجانبية أقل حدة، مثل الميثادون أو البوبرينورفين.
قد يلزم بعض الحالات دخول المستشفى لإجراء العلاج الانسحابي، في حين قد ينجح مع البعض الآخر العلاج في العيادات الخارجية .
كما يجب تقييم مدمن مخدر الميثامفيتامين صحيا للتأكد من عدم وجود فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، أو مرض السل، والتهاب الكبد الوبائي ب وج ،أو غيرهم من الأمراض المعدية التي يمكن أن يصاب بها أثناء تعاطي المخدرات.
الأضرار الاجتماعية مخدر الميثامفيتامين:
مخدر الميثامفيتامين يسلب القيمة الإنسانية لمن يتعاطاه ويحقر منه ويجعل منه أشبه بالبهائم،غير قادر على قيادة الأسرة وإدارتها بصورة سليمة.
ينقطع المدمن عن جو العائلة بل وعن المجتمع كله.
تنهار علاقته مع أسرته وأصدقائه.
كما ينشأ التوتر والعصبية وسوء سلوك مدمن الميثامفيتامين ما يجعل الخلافات تنتشر داخل الأسرة حتى تضيع الأسرة التي هي اللبنة الصغيرة للمجتمع.
ضعف وخمول الشباب ما يؤدي لقلة الإنتاج وذلك يضر بمصالح الوطن الاقتصادية، حيث أنه في الاقتصاد السليم يتطلب وجود شباب واعي متنبه لكل ما يدور حوله قادر على العمل والإنتاج لا شباب هذيل مستعبد للمواد المخدرة.
كما أن إدمان الميثامفيتامين يستنزف الدولة اقتصاديا، حيث يزيد من أعبائها لرعاية هؤلاء المدمنين وإنشاء المصحات الخاصة بعلاجهم ، ومكافحة مروجين تلك المواد المخدرة ، وغيره من التكاليف التي تتكلفها الدولة بسبب تلك المخدرات اللعينة.
كما تنتشر الجرائم البشعة فمدمن مخدر الميثامفيتامين فاقد الوعي والسيطرة على نفسه ما يسبب الفوضى ويعم الفساد في المجتمع.
أما بالنسبة للبلاد التي يتم فيها زراعة تلك المواد المخدرة فهي تتعرض لخسارة تلك الأراضي التي تزرع فيها هذه المواد الغير مشروعة بدلا من استغلالها في زراعة المحاصيل التي يحتاجها مواطني هذه الدولة والتي تعود عليهم بالنفع.
دور الأسرة في الوقاية من إدمان مخدر الميثامفيتامين:
لابد من التوعية بأضرار ادمان الميثامفيتامين ومخاطره واعراضه واسبابه و بكل شيء يتعلق به من قبل الأسر والأفراد.
ينبغي على الوالدين أن يكونا قدوة حسنة لأبنائهم ، كما يجب عليهم بذل كل الجهد لتوفير جو أسري يغمره الحب والحنان والتفاهم وعدم إظهار المشكلات الخاصة بين الوالدين أمام الأبناء التي تؤدي إلى إدمانهم مخدر الميثامفيتامين.
كما وللأسرة دور في تربية أبنائهم على القيم والأخلاق والمبادئ الدينية والأخلاقية منذ الصغر وحثهم على طاعة الله وتقواه.
كما يجب على الوالدين إشراك الأبناء في اتخاذ القرارات الخاصة بالأسرة منذ الصغر ولو على سبيل إيهامهم بذلك تقوية شخصياتهم وتعزيز قدرتهم على اتخاذ القرار، ما يدفعهم عند الكبر مقاومة الاغراءات والعروض التي قد تدمر حياتهم.
ممارسة الرياضة في الرياضة تعمل على بناء الجسم والشخصية النفسية أيضا.
مراقبة الأصدقاء والتدخل في اختيار أبناء الأسرة للاصدقاء بطرق غير مباشرة ، حيث أن أهم وأخطر أسباب إدمان الميثامفيتامين هم أصدقاء السوء .
الرقابة على الأبناء وملاحظة أي تغيير يطرأ عليهم والتدخل السريع إذا تم ملاحظة علامات إدمان الميثامفيتامين عليهم والذهاب بهم على الفور لأحد مصحات الإدمان لاتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة.
الحرص على ملء أوقات فراغ الشباب واستثمارها في أشياء مفيدة وخلق أهداف واقعية لهم تشغل فراغهم وتفكيرهم عن إدمان الميثامفيتامين.
أن تسيطر على الأسرة روح المحبة والألفة والمودّة، والحنان، معاملة الأطفال معاملة حسنة دافئة، والبعد عن العنف والقسوة في التربية لأن العنف والإيذاء ولو لفظيا للأطفال في الصغر يعمل على ضعف بل وقتل شخصيتهم.
كما ولا بد للوالدين من أن يكونا قدوة حسنة لأبنائهم في كل شئ، ومراعاة أنهم منذ تكوين تلك الأسرة وقد تحملوا مسؤوليات لابد من مراعاتها ولو على حساب أنفسهم وعاداتهم الشخصية ،فمثلا الأب المدخن لابد ان يكون ايجابيا ويعترف انه اصبح مسؤل عن اسرة وابناء هو قدوتهم ويقلع عن التدخين، أو على الأقل لا يفعل ذلك أمام أبنائه.
يجب أن يكون لدى الآباء وعي للتعامل مع الأبناء خاصة في فترة المراهقة والاهتمام بأبنائهم واحتوائهم احتواء يجعلهم في غنى عن البحث عن مصادر أخرى للاهتمام خارج الأسرة .
كما أنه يجب أيضا على الأسرة المتابعة والملاحظة الدائمة سلوك أبنائها وأي تغيير يظهر عليهم، والوعي بأعراض إدمان الميثامفيتامين وملاحظة إذا ظهر على أحد أبناء الأسرة تلك الأعراض، واتخاذ اللازم على الفور فكلما تم إدراك المشكلة مبكرا كلما كانت فرص حلها أكبر وأسرع.
خطوات علاج إدمان الميثامفيتامين:
التقييم من قبل الأطباء:
حيث يتم بداية ذهاب مدمن الميثامفيتامين إلى أحد مستشفيات علاج الإدمان طلبا للعلاج، وهناك يتم عرض المريض على الأطباء والخبراء المتخصصين لأخذ الإجراءات اللازمة للتقييمات الصحية الشاملة، ويتم هذا التقييم لتوضيح خطة العلاج المناسبة لكل مريض بناء على نتيجة تلك التقييمات.
العلاج النفسي:
يتم استخدام مجموعة من التقنيات العلاجية لعلاج المشاكل النفسية للمريض والتي أدت بدورها أو كانت سبب من أسباب انزلاق المدمن في حفرة إدمان الميثامفيتامين، ويمكن لتلك المشكلات أن يكون لها علاقة بعدة عوامل مثل العائلة أو نمط الحياة، والعوامل النفسية أو الشخصية، أو ظروف محيطة بالمريض، و يشمل العلاج النفسي ما يلي:
الإقناع:
ويعني إقناع المريض بمرضه، ومواجهته بضعفه تجاه تلك المواد المدمرة وأن حياته بوجود مخدر الميثامفيتامين لا تتجه الا الدمار والموت وأنه على تلك الحال يسير في طريق خسارة نفسه وعمله وأهله وأصدقائه .
الثقة بالنفس:
حيث يتم العمل على تقوية ثقة المريض بنفسه وبصفته الإيجابية وتذكيره بها بأهميته لدى أسرته ومدى سعادتهم بشفائه، وقدرته على الخروج من تلك المحنة والتغلب على إدمان الميثامفيتامين.
وكذلك من أساليب العلاج النفسي الإستشارة الروحانية، والعلاج بالاستثارة الثنائية لحركة العين، والعلاج بنظرية منظومات الأسرة، وعلاج الوعي التام، والعلاج بالتنويم الايحائي العلاجي، والعلاج وفقًا لعلم النفس الإيجابي، مع علاج المعاناة الجسمانية.
العلاج المكمل:
والذي يلعب دور كبير فيما يتعلق بالناحية المعنوية والجسدية لمدمن الميثامفيتامين.
الرعاية المستمرة:
لضمان عدم حدوث انتكاسة للمريض والعودة مرة أخرى مخدر الميثامفيتامين، لابد من رعاية مستمرة وضمان عودة المريض للحياة الطبيعية واندماجه مع المجتمع، وعمل تحليلات له كل فترة للتأكد من عدم رجوعه للمخدرات مرة أخرى ويتم ذلك عن طريق تعاون وتكاتف الاسرة والاصدقاء والاقارب مع المصحة المعالجة للمدمن، وذلك كله لابد أن ينتج رعاية متكاملة للمدمن المتعافي حتى لا يعود إلى الإنتكاس مرة أخرى.