أكثر 10 فنانين عرب مبيعًا في قائمة "الأثرياء الموتى"
يبدو أن بعض شركات الإنتاج الموسيقية تربح من فنانيها "الأموات" أكثر مما تربحه من فنانيها "الأحياء"؛ فبحسب قائمة mbc.net لـ"الأثرياء الموتى" لعام 2009، فإن على الفنان أن يكون عملاقًا في الغناء الكلاسيكي، أو أن يكون مقتولاً ليكون قادرًا على تحقيق الأرباح بعد أن يوارَى الثرى.
وتكشف قائمة أعدتها قناة mbc التي رصدت قائمة الأكثر مبيعًا من الفنانين الموتى بحسب متوسط المبيعات لدى سلسلة متاجر "فيرجن" حتى منتصف 2009، عن أسماء كلاسيكية مؤثرة في الغناء العربي ضمن القائمة، إلا أن الجديد كان دخول فنانة لبنانية ضمن قائمة العشرة، لتسقط عملاق الغناء المصري عبد الحليم حافظ من مركزه الثاني الذي كان يحتله في قائمة مبيعات 2008.
ورغم كونهم "موتى"، إلا أن شركات الإنتاج بقي أمامها الكثير من الفرص لتحقيق الربح، خاصةً أن 90% من المدرجين في القائمة لم ينقض على وفاتهم أكثر من 50 عامًا، وهي المدة التي يتم فيها إلغاء الحقوق الملكية، لتصبح الأغاني حقًّا مشاعًا للأداء العلني العام دون أي مقابل مادي.
ورصدت القائمة مساهمة فنان واحد في ثراء 50% من أسماء القائمة، إلى جانب امتلاك شركة واحدة وهي "عالم الفن" لحقوق بيع إنتاج 30% من الأسماء المدرجة في القائمة، التي تضم أسماء من مصر، لبنان، سوريا والسعودية.
وفيما يلي القائمة التي نشرتها mbc والتي تنوي تحديثها كل عام بناء على قوائم مبيعات كل سنة:
1. أم كلثوم (77 عامًا)
مازالت سيدة الغناء العربي أم كلثوم تحقق مبيعات عالية لشركة "صوت القاهرة"، سواء كانت على شكل مبيعات مباشرة لألبوماتها، أو حقوق إعادة التوزيع الموسيقى لألحان أغانيها.
فبعد 34 عامًا من وفاتها والتي كانت حافلة بالمبيعات، بقي أمام "صوت القاهرة" 16 عامًا أخرى لتحقيق المزيد من الأرباح حتى انقضاء خمسين عامًا، وهي المدة التي تصبح فيها الحقوق الملكية مشاعًا عامًا.
إلا أنه بات من المؤكد في عالم "البزنس"، أن كل شيء مربح إذا حمل العلامة الاسمية لـ"أم كلثوم"، ابتداء من نغمات الهواتف الجوالة، ومرورًا بسيرتها تلفزيونيًا، وحتى المزادات العلنية لمقتنياتها ومجوهراتها، والتي بيعت إحداها بمبلغ 1.385 مليون دولار وكانت عبارة عن سوار لؤلؤ.
في 3 فبراير 1975، كان مطار القاهرة مزدحمًا على غير العادة بمواعيد هبوط العشرات من الطائرات الخاصة التي كانت تقل الأمراء، الشيوخ والأثرياء الذين جاؤوا إلى القاهرة غير مصدقين نبأ وفاة سيدة الغناء العربي أم كلثوم عن عمر ناهز 77 عامًا.
كانت رقمًا عربيًا صعبًا لا يمكن المساس به، علقت على جدران منزلها 11 وسامًا من ملوك ورؤساء عرب، وعلقت في قلوب العرب 267 أغنية تجمعهم، وكان وفاتها حينها يعني أن العرب رمزيًا فقدوا الرابط الأخوي الأخير فيما بينهم.
وكانت "أم كلثوم" زميلة الرئيسين الأمريكيين أيزنهاور وروزفلت، والرئيس البريطاني ونستون تشرشل في عضوية جمعية الأديب الأمريكي مارك توين التي تختار أعضاءها الشرفيين من المشاهير المؤثرين في العالم.
وفي يوم وفاتها كانت صحف العالم ابتداء من "التايمز" وحتى "الفايجارو" تنعيها بخبر في الصفحة الأولى، وبحسب مبيعات "فيرجن"، فإن أكثر 5 أغانٍ مبيعًا لها هي: أنت عمري في المركز الأول، ثم ألف ليلة وليلة، الأطلال، لسه فاكر، وفي المرتبة الخامسة تأتي أغنية أمل حياتي.
2. سوزان تميم (31 عامًا)
في 27 يوليو، كان"جوجل" بالكاد يتعرف على سوزان تميم من خلال عشرات الآلاف من الروابط الإلكترونية، إلا أنه في ليلة 28 يوليو، بدأ محرك البحث بتحميل آلاف الصفحات الجديدة حول الفنانة اللبنانية التي قتلت داخل شقتها المطلة على ساحل الخليج العربي في دبي.
الآن بالإمكان البحث عنها عبر أكثر من 3 ملايين رابط معلوماتي حول سوزان تميم، التي لم تكن من نجوم الصف الأول آنذاك، إلا أن جريمة القتل التي وقعت أحداثها في صيف 2008، زادت من شهرتها ودفعت بآلاف الفضوليين ممن لا يعرفوها فنيًّا إلى شراء ألبومها الأخير الذي أنتجته شركة "عالم الفن"، إلى جانب ألبوماتها الأخرى التي أنتجتها شركة "روتانا".
خبر مقتلها وحده تم تداوله عبر 260 ألف رابط إخباري ومعلوماتي، وكان أكثر ما تم تداوله إثارةً صورتها وهي مقتولة وقد بدت رقبتها شبه مفصولة عن رأسها.
وزاد من جماهيرية القضية ارتباطها برجل الأعمال المصري الثري هشام طلعت الذي دفع مبلغ ثلاثة ملايين دولار إلى الضابط السابق محسن السكري مقابل قتلها بعد تعثر علاقتهما العاطفية.
وفي 21 مايو 2009 حكم القاضي بإحالة أوراق المتهمين إلى فضيلة مفتي جمهورية مصر العربية للنظر في إمكانية الحكم بالإعدام لكلا المتهمين.
لقيت سوزان تميم حتفها وهي في عمر الواحدة والثلاثين، وهي تنتمي إلى الطائفة السنية في لبنان، وكانت من أشد المؤيدين للرئيس اللبناني الراحل رفيق الحريري.
وقد شيع جثمانها في العاصمة بيروت وسط جنازة خلت من أي فنان أو فنانة سوى المغني معن شريف، والممثل باسم مغنية.
3. عبد الحليم حافظ (48 عامًا)
يحقق الفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ أرباحًا لشركة "عالم الفن" أكثر مما يحققه بعض الأحياء المتعاقدين مع نفس الشركة، فبعد 33 عامًا من وفاته، مازالت متاجر"فيرجن" الحديثة نسبيًا في المنطقة العربية تسجل في تقاريرها الشهرية مبيعات مرتفعة لأغاني عبد الحليم، إلا أن الأكثر مبيعًا: أغنية حاول تفتكرني، موعود، فاتت جنبنا، عدى النهار، وقارئة الفنجان.
وقد بقي أمام شركة "عالم الفن" 16 عامًا من تحقيق الأرباح، سواء على شكل مبيعات مباشرة، أو حقوق إعادة التوزيع الموسيقى لألحان أغانيه، حتى يحين موعد انقضاء الخمسين عامًا والتي يصبح بعدها حق الأداء العلني مشاعًا للعامة.
وبحسب "ويكيبيديا"، فإنه رغم الشهرة الكبيرة التي يتمتع بها عبد الحليم حافظ، إلا أن هناك عددًا كبيرًا من أغانيه لا يعرفها كثيرٌ من الناس، لكونها أغانٍ مسموعة وغير مصورة.
وقد بلغ عدد أغانيه الإجمالية 231 أغنية، نصفها غير معروف وغير متاحة للتداول التجاري نظرًا لكونها بحوزة بعض أصدقاء حليم.
ورغم أن أم كلثوم أكثر شهرة ورمزية منه، إلا أن عبد الحليم تم تشييعه في جنازةٍ مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، سواء في عدد البشر المشاركين في الجنازة الذي بلغ أكثر من 250 ألف شخص، أو في انفعالات الناس الصادقة وقت التشييع، والتي نتج أثناءها انتحار بعض الفتيات برمي أنفسهن من الطوابق العليا.
وكان الراحل الذي توفي عن عمر ينهار الـ 48 عامًا، صديقًا مقربًا للعاهل الأردني الملك حسين، والعاهل المغربي الملك الحسن الثاني، والزعيم حبيب بورقيبة.
ومن المعروف عن حليم أنه كان يتشاءم من الكلاب، ويتفاءل بالقطط التي كان تملأ صورها جدران منزله، ومن المتوقع أن يعود حليم إلى المركز الثاني في قائمة 2010 بعد انقضاء ثورة سوزان تميم.
4. طلال مداح (61 عامًا)
في كل مرة يشتري فيها الخليجيون عامة، والسعوديون خاصة، ألبومات الفنان السعودي الراحل طلال مداح، يتذكرون المشهد التراجيدي عندما أصيب الفنان بذبحة صدرية على الهواء مباشرة في مسرح المفتاحة في أبها جنوب السعودية، والتي أدت إلى وفاته داخل غرفة في مستشفى حكومي صغير بعد نصف ساعة من سقوطه أمام جمهوره صيف عام 2000.
وتحقق شركة "فنون الجزيرة" حتى الآن مبيعات مرتفعة رغم قيام التلفزيون السعودي بوقف بث أغانيه لأسباب دينية، وساهمت نوعية أغانيه الطربية الطويلة نسبيًا في الحفاظ على مبيعاته، قياسًا بنوعية الإنتاج الفني السريع في هذه الأيام، يعتبره السعوديون الوجه الآخر لفنان العرب محمد عبده اللذين يتربعان على عرش الأغنية السعودية.
أطلق عليه لقب "صوت الأرض"، وقد تم تكريمه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، والرئيس المصري حسني مبارك، الرئيس الليبي معمر القذافي، وحبيب بورقيبة. وكان مداح قد غنى أكثر من لون غنائي عربي ومنه اللون السوداني عبر أغنية "هل تذكر يا سمر السودان"، المصري عبر أغنية "غلاب يا هوى مصر"، السوري "يا مليحة"، المغربي" الليل يانت زمن"، اللبناني" هيا بنا هيا"، اليمني "ظبي اليمن"، التونسي "وطول يا ليل"، وأخيرًا العراقي" نايم المدلول"، والمفاجأة أنه غنى أغنية بالإنجليزية، وأخرى ترجمة إلى الفرنسية على التلفزيون الفرنسي.
وكان مداح قد غنى من ألحان ملحنين كبار من أمثال محمد عبد الوهاب، بليغ حمدي، محمد الموجي، كما قدم بنفسه ألحانًا إلى مغنين كبار معاصرين من أمثال وردة، سميرة سعيد، ذكرى، عبد الكريم عبد القادر، وعبادي الجوهر.
عندما توفي مداح أمام جمهوره وهو في الـ61 من عمره، كان يشعر بدنو أجله؛ حيث كان يودع أصدقاءه قبل أسبوع من وفاته أمام جمهوره، والذي اعتبره التيار الإسلامي "سوء خاتمة"، إلا أن محبيه شعروا بالرضا عندما تم الصلاة عليه في الحرم المكي الشريف.
5. محمد عبد الوهاب (89 عامًا)
رغم أنه في منتصف القائمة، إلا أن الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب هو الرابط الوحيد بين 50% من الأسماء المدرجة في قائمة"الأثرياء الموتى"، حيث كان سببًا رئيسًا في تخليد أسمائهم ضمن عمالقة الفن العربي، يتذكره دائمًا طلاب المعهد الموسيقى من خلال دروسهم داخل مقر المعهد، وحتى خروجهم؛ حيث يقع مقر المتحف الذي أطلقته الحكومة المصرية تخليدًا لذكراه، وضمن كل متعلقاته الشخصية.
ومازال يحقق مبيعات عالية لشركة "عالم الفن" التي ما زال أمامها المزيد من الأرباح حتى 32 سنة أخرى، كان بالنسبة إلى الفنانين العرب، تصريح الدخول إلى عالم الشهرة؛ حيث لحن للعمالقة، أو للصغار اللذين أصبحوا عمالقة بعد طرحهم لألبومات غنائية موقعة بألحان عبد الوهاب، لحّن لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، عبد الحليم، ليلى مراد، فايزة أحمد، نجاة الصغيرة، وردة الجزائرية، صباح، أسمهان، شادية، فيروز، وديع الصافي وطلاح مداح.
كرّمه الرؤساء والزعماء العرب بـ11 وسامًا، ومنح رتبة لواء شرفية، وبناء عليه تم تشييعه في جنازة عسكرية مهيبة يوم في 5 مايو 1991.
6. ذكرى (37 سنة)
كانت قوة صوتها وطريقة موتها، عاملين ساعدا على إبقاء الفنانة ذكرى في الذاكرة، لينتج عن ذلك مبيعات مستمرة تحققها شركتا "فنون الجزيرة" و"روتانا" المالكتان لحقوق إنتاج ألبومات الفنانة التونسية الراحلة، والتي قتلها زوجها أيمن السويدي عام 2003 بمسدس رشاش أطلق منه 20 رصاصة اخترقت جسدها.
كانت ذكرى بالنسبة إلى شركات الإنتاج صفقة ناجحة لكونها قادرة على مخاطبة الشرق العربي، وعرب شمال إفريقيا، إلى جانب الخليج العربي، بقوة صوتها الذي أتقن الغناء بأكثر من لهجة.
بدأت مسيرتها الفنية في تونس، ثم ليبيا، لترحل بعد ذلك إلى مصر، ومن هناك، وبعدما اكتسبت خبرة في الغناء باللهجة المصرية، غزت الخليج العربي بلهجته، حتى أصحبت أكثر ولعًا به.
لحن لها كبار الملحنين المعاصرين من أمثال صلاح الشرنوبي، أبو بكر سالم، حلمي بكر، طلال مداح، محمد عبده وعبد الله الرويشد، إلى جانب كبار ملحني تونس وليبيا والمغرب.
قبل وفاتها، كان رصيد الفنانة قد وصل إلى 14 ألبومًا، حقوق إنتاجها موزعة على شركتي "روتانا" و"فنون الجزيرة" التي بقي لها حتى الآن 44 عامًا حتى انقضاء فترة انتهاء الحقوق الملكية لتصبح بعدها حقًا مشاعًا للأداء العلني العام.
وبحسب "ويكيبيديا"، كان من المقرر أن تدفن الفنانة ذكرى في مصر لولا اتصال الفنانة لطيفة التونسية بكل من الإعلامية هالة سرحان والأمير الوليد بن طلال الذي خصص طائرة لنقل جثمانها إلى تونس لدفنها هناك، وقد شارك في تشييع جثمانها العشرات من الفنانين والفنانات العرب.
7. فريد الأطرش ( 64 عامًا)
يكفي أن تقوم الطائفة الدرزية في لبنان، سوريا وفلسطين بشراء ألبومات فريد الأطرش، لتحقيق الكثير من المبيعات، ورغم ذلك، تبقى أكثر المبيعات متمركزة في القاهرة التي مازالت تحتفظ بما تبقى من المزاج الطربي والذي حقق للعمالقة الأوائل الكثير من المبيعات.
وينتمي فريد إلى عائلة الأطرش التي تحمل لقب "أمراء" على الطائفة الدرزية التي كان لها الفضل الكبير في صدّ الاستعمار الفرنسي عن سورية، وأثناء ذلك، هاجرت والدته الأمير علياء المنذر إلى مصر لحماية أولادها، وهناك قامت بالاتصال بزعيم بيت الأمة سعد زغلول الذي أمر بإدخالها مع أبنائها، وصرف راتب 3 جنيهات شهريًا.
المفارقة أن الأطرش مدرج في قائمة الأكثر مبيعًا رغم أن مبيعات ألبوماته لم تكن على ما يرام عندما كان حيًا؛ حيث خسر عندما قام بتسجيل أغنيتين، وفسر متابعو الأطرش أن أسباب خسارته في تلك الفترة نظرًا لاعتياد جمهور فريد على غنائه مباشرة أمام المايكروفون.
كان يعد ظاهرة فنية، نتج عنها 14 كتابًا كتبها عشاقه ومؤرخيه حول حياته وعائلته السياسية، كما قام بالتمثيل في 31 فيلمًا سينمائيًا.
8- أسمهان (27 عامًا)
تعتبر الفنانة السورية الأصل أسمهان هي الفنانة الوحيدة التي أصبحت أغانيها حقًا مشاعًا للأداء العلني العام، نظرًا لانقضاء مدة الخمسين عامًا منذ وفاتها في عام 1944؛ حيث كان عمرها آنذاك 27 عامًا.
وقد نشطت مبيعات ألبوماتها بعد قامت الفنانة السورية سلاف فواخرجي بتشخيص حياتها تلفزيونيًا عبر مسلسل بثته مجموعة من القنوات العربية.
وأثير حول أسمهان "اسمها الحقيقي آمال الأطرش وهي شقيقة فريد الأطرش" الكثير من القصص والأقاويل حول تعاونها مع الاستخبارات البريطانية بحسب موقع "ويكيبيديا"، وتقول إحداها أنه في مايو 1941 تم أول لقاء مع أحد السياسيين البريطانيين العاملين في منطقة الشرق الأوسط جرى خلاله الاتفاق على أن تساعد أسمهان بريطانيا والحلفاء في تحرير سوريا وفلسطين ولبنان من قوات فيشي الفرنسية وقوات ألمانيا النازية؛ وذلك عن طريق إقناع زعماء جبل الدروز بعدم التعرض لزحف الجيوش البريطانية والفرنسية (الديغولية).
وقد قامت بمهمتها خير قيام بعد أن أعادها البريطانيون إلى زوجها الأسبق الأمير حسن، فرجعت أميرة الجبل من جديد، لقيت حتفها مع صديقتها في حادث مروري؛ حيث سقطت السيارة في بركة مياه "ترعة" وبقي السائق على قيد الحياة، ولكنه اختفى بعد ذلك، لتبقى أصابع الاتهام موجهة نحو الاستخبارات البريطانية وإلى أم كلثوم، كان من أشهر من لحن لها، الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب.
9 - داليدا (54 عامًا)
داليدا أو يولاندا كريستينا جيجليوتي، فنانة ومغنية إيطالية ولدت في حي شبرا المصري لأبوين إيطاليين ولدا أيضًا في مصر، تعود أصولهما إلى جزيرة كالابريا في جنوب إيطاليا.
ورغم أنها ليست عربية، إلا أن العرب يعتبرونها كذلك بعد تقديمها أغنيات رائعة باللغة العربية مازالت تحقق مبيعات حتى الآن، كما يتم استخدام بعض أغانيها في الحملات الإعلانية لشركات الموبايل، وحملات الترويج السياحي.
بدأت حياتها بالمشاركة في مسابقة ملكة جمال مصر وفوزها بها سنة 1954، بعد ذلك بدأت حياتها الفنية في فرنسا وغنت بعدة لغات العربية، الإيطالية، العبرية، الفرنسية، اليونانية، اليابانية، الإنجليزية والأسبانية.
ورغم غنائها بالعبرية، إلا أن العرب لم يأخذوا موقفًا منها بسبب كونها فنانة تأخذ صفة عالمية وتغني للسلام.
وبحسب "ويكيبيديا" تملك داليدا أكثر من 500 أغنية بلغات متعددة، وقد كرمها الجنرال الفرنسي ديجول بوسام رئاسة الجمهورية بسبب أدائها الرائع وصوتها المميز، وبعد وفاتها كرمتها الحكومة الفرنسية بأن وضعت صورتها على طابع البريد.
وأقيم لها تمثال بحجمها الطبيعي على قبرها في عام 2001 في باريس. احتلت أغانيها لوائح أفضل عشر أغنيات حول العالم من كندا إلى اليابان ومن مصر إلى الأرجنتين.
وفي عام1978 كانت داليدا من أوائل الذين صوروا أغانيهم بطريقة الفيديو كليب بفرنسا، انتحرت سنة 1987 بجرعة حبوب منومة، بعد أن تركت رسالة تحمل "سامحوني الحياة لم تعد تحتمل"، ودفنت في مقبرة مون مارتا في باريس.
وما زال العرب حتى الآن يسمعون غناءها بلهجة مصرية "مكسّرة" وهي تغني "إسكندرية أجدع ناس"، "سالمة يا سلامة" و"أدينا بنتكلم.. ورانا ايه".
10- نصري شمس الدين (56 عامًا)
ترك الفنان اللبناني نصري شمس الدين في متاجر الموسيقى ما يقارب الخمسمائة أغنية، ظهر في جميع أعمال الرحابنة المسرحية والسينمائية والتلفزيونية بالإضافة إلى الاسكتشات الإذاعية.
ولد نصر الدين مصطفى شمس الدين في بلده بعقلين في العام 1927، عمل في بداية حياته في مصر ثم عاد إلى لبنان فتعرف على الأخوين رحباني لينطلق معهما في مسرحياتهما وأغانيهما بدءًا من عام 1961 وحتى 1978.
ويعد شمس الدين إضافة إلى وديع الصافي حجري الأساس لما يسمي الآن بالأغنية الجبلية اللبنانية والتي اهتدت الأجيال بهما فيما بعد.
ظهر نصري شمس الدين في أغلب مسرحيات الأخوين رحباني بأدوار متعددة ومتنوعة اشتهر فيها بزيه اللبناني الأصلي وبالطربوش، وعانى من الظلم لحلوله دائمًا بالدور الثاني في المسرحيات بعد السيدة فيروز، إلا أنه تعملق في بعضها بشكل مدهش لدرجة أنه طغى على بطله المسرحية فيروز، وبدا ذلك واضحًا في مسرحية أيام فخر الدين.
كانت آخر أعماله مع الأخوين رحباني في مسرحية بترا في عام 1978 ليظهر بعدها ولأول مره في حياته كمطرب مستقل على أسطوانات وكاسيتات بما عرف بالبوم (الطربوش) ضمن مجموعة من الأغاني من ألحان ملحم بركات.
توفي نصري شمس الدين وهو على المسرح في عام 1983، وفي يوم تشييع الراحل نصري كانت أصوات المآذن تصدح وأجراس الكنائس تقرع في آنٍ واحد معلنةً حزنها على فراقه.