حظر العمل في مصر لأكثر من عمل واحد .. يشعل غضب الفنانين العرب
أبدى الفنانون العرب غضبا عارما من القرار الذي أصدرته نقابة الممثلين المصرية يوم السبت ( 5 إبريل/ نيسان 2008) بمنع مشاركة النجوم العرب في أكثر من عملٍ فنيٍ مصري واحدٍ سنويا.
فقد قالت الفنانة رزان مغربي: "أنا نقابيه في بلدي، وأحترم رأي النقابة المصرية، ولكن القرار لا يتناسب مع مصر هوليوود الشرق ومكانتها لدى العرب، ويجب أن يظل بابها مفتوحا للجميع.. وإذا كان هناك دخلاء على الفن المصري من غير هويةٍ نقابيةٍ في بلادهم فيجب أن يكون هناك تنظيم وانتقاء".
ومن جهته قال الفنان السوري جمال سليمان: "أستغرب من هذا القرار المفاجئ، وطوال عمر الفن المصري في التمثيل والغناء والموسيقي يوجد به مواهب عربية كثيرة، فهل كان أحد يقوم بعدِّ وحساب كمّ فيلما أو لحنً أو أغنيةً قدمه هؤلاء في السنة؟! وإذا كان القرار بسبب الدخلاء فهل سيحدُّ من توافدهم فعليّا؟
ويضيف: "من المعروف أن هناك فنانات مصريات لا يقدمن أدوارا معيَّنة، لذا يُضطر المنتجون للجوء لأي فنانة عربية تقبل تأدية هذه الأدوار".
ويشدد جمال سليمان على أنه لا يجب الخلط بين الفنانين المعروفين والوافدين من غير هوية نقابية في بلادهم.
في السياق نفسه، ترى الفنانة اللبنانية نور- التي تحظى بتعاطفٍ فنيٍ شبه جماعيٍ من الفنانين المصريين معها هي وهند صبري؛ باعتبارهما أقدم الفنانات العربيات في القاهرة- أن القرار يعتبر مفاجأة، ولكن في كل الأحوال سألتزم به لأني أعمل في مصر منذ ما يقرب من 10 سنوات، وملتزمة بقرارات النقابة، ولكن أتمنى ألا يخلط القرار بين بعض الأسماء الدخيلة على الفن والفنانين المعروفين".
أما سمية الممثلة التونسية الوافدة إلى مصر حديثا وأحدث الممثلات العربيات اللاتي عرض لهن بطولات مؤخرا، فتقول إنها قدمت دور لبنانية في فيلم "ورقة شفرة" المعروض بدور العرض المصرية حاليا، وبالتالي فهذا الدور يناسبني كعربية" وتتساءل: من سيقدم هذه الأدوار عندما يخرج الفنانون العرب من مصر؟
على صعيد متصل، التزم معظم الفنانين والفنانات العرب في القاهرة الصمتَ حتى تتضح الصورة لهم إزاء قرار مجلس نقابه الممثلين المصريين الذي جاء صادما لغالبيتهم.
نص القرارات "الصادمة"
كان أشرف زكي- نقيب الممثلين المصريين- أعلن منعَ الممثلين العرب العاملين في مصر كافةً من المشاركة طيلة العام إلا في عملٍ واحد فقط مهما كانت نجوميتهم أو تاريخهم، ورفض مشاركة أية وجوه عربية جديدة في الأعمال المصرية مهما كانت الضرورة التي تستدعي ذلك.
وقال زكي- وهو ممثل ومخرج مسرحي في مؤتمر صحفي مساء أمس السبت بمقر النادي النهري للنقابة-: "إننا نعلن بداية مرحلةٍ جديدةٍ من الاداء النقابي، يتمثل في قرارات حازمة ضد الدخلاء، بعد أن أصبح التمثيل "مهنة من لا مهنة له" على حد تعبيره، وبات يضم "العرايا والمحاسيب".
وأضاف- في قراراتٍ تلاها على الصحفيين والإعلاميين وأعضاء النقابة- أنه تقرر وقفُ جميع تصاريح العمل بالتمثيل بدءا من أمس الأحد للمصريين والعرب على حدٍّ سواء؛ لأن بعض المنتجين لم يعملوا بقررات النقابة التي تُلزمهم باستخدام خريجي المعاهد والأكاديميات الفنية، ولجأوا إلى تشغيل أقاربهم ومعارفهم وأصدقائهم.
وأشار إلى أنه بالنسبة للفنانين العرب فيُشترط عضويتهم في نقابة الفنانين ببلادهم، كما لا يسمح لأي منهم بالمشاركة في أكثر من عمل فني واحد طيلة العام، على ألا يزيد عدد الممثلين العرب في العمل عن اثنين فقط؛ حتى تتاح الفرصة للمئات من أعضاء النقابة الذين لا يجدون عملاً بسبب تزايد أعداد العرب خلال الأعوام الماضية بشكلٍ متزايدٍ، اعتبره نقيبُ الممثلين "عبثا بمصائر الفنانين المصريين من جانب شركات الإنتاج".
وفيما يخصُّ العرب المشاركين بالأعمال الفنية دون الحصول على تصاريح عمل من النقابة، قال إنه سيبلغ الأجهزة الأمنية بفحص حالاتهم، وترحيلهم من مصر لو ثبت أنهم لا يحملون تصاريح عمل تتيح لهم البقاء في مصر، كما سيقوم بتفعيل الضبطية القضائية التي منحها له القانون لمحاسبة الشركات المخالفة.
وفيما يخصُّ حالات بعض الممثلات مثل التونسية هند صبري واللبنانية نور، اللتان تقيمان في مصر بشكلٍ دائم، وتشاركان في الأعمال المصرية باعتبارهما مصريتان قال نقيب الممثلين إن القرارات ستطبق على الجميع، ولن تستثني أحدا مهما كانت نجوميته، مشيرا إلى أن هند صبري تزوجت من مصري، ومن حقها الحصول على الجنسية، فلا مشكلة لديها.
مواجهة تليفزيونية ساخنة
عقب صدور القرار- الذي وصفه المراقبون بأنه مفاجأة غير سارة للنجوم العرب العاملين والمتطلعين للفن المصري- استضاف برنامج "البيت بيتك" أشرف زكي ومعه هشام سليم، والمخرج محمد فاضل، والمنتج حسن رمزي، والناقد طارق الشناوي، في حلقةٍ استثنائية أدارتها النجمة المصرية داليا البحيري.
وفي البداية تمَّ عرض القرار للنقاش، لكن ظهر فريقان خلال الحلقة؛ الأول مؤيد ضمَّ أشرف زكي وهشام سليم وفاضل، وآخر معارض ومتحفظ ضمَّ رمزي والشناوي.
وقال زكي في البدايه: "لا أهلاً ولا مرحبا بالفنانات العاريات، ولن أستطيع أن أقف وأتفرج على حقوق ممثلي بلدي وهي تضيع لأني حينها سأكون خائنا".
وواصل حديثه الحماسي بالقول إن المنتجين وصل بهم الحدَّ إلى أن أحدهم هدده وقال له ممكن أجيب (فريق العمل) كله من سوريا.
وأيَّده المخرج محمد فاضل بأن المخرج العربي يأتي ومعه مساعدوه بالكامل والنتيجة أن لدينا مخرجين ومصورين لا يعملون منذ أكثر من عامين؟!
وعلى العكس كان المنتج محمد حسن رمزي؛ إذ قال: أنا مستغرب من القرار لأنه بالنسبه لي السينما المصرية تأسست على العروبة، ولا أستطيع أن أقف أمام موهبة، كاشفا النقابَ عن أنه لجأ للفنانات العربيات بسبب قلة أجورهن عن المصريات.
وكان معه في الرأي الفنان يحيى الفخراني الذي قال في مداخلةٍ تليفونية إن الجمهور هو الفيصل، والبقاء للأصلح بعيدا عن القرارات، مشيدا بموهبة هند صبري وبضرورة التمسك بها.
وأثناء الحلقة ظهر تعاطف وإشادة بالتونسية هند صبري واللبنانية نور أقدم الوجوه العربية وأكثرهم عملاً منذ ما يقرب على عشر سنوات، حيث ظهرتا مع الجيل الجديد للسينما المصرية، ونجحتا في كسب الجمهور المصري والوسط الفني، ومن الصعب تكرار تجربتهما الآن.
الزواج بمصري هو الحل!
إلى ذلك، من المتوقع أن تحدث القرارات جدلاً كبيرا في الأوساط الفنية العربية، كما ستربك حسابات العديدَ من المنتجين والفنانين العرب، خصوصا أصحاب النشاط الوفير مثل التونسية درة والسورية جومانة مراد، واللبنانيات: نيكول سابا ودوللي شاهين ومايا نصري، والأردني إياد نصار، والوافد الجديد تيم الحسن الذي وقعت معه الشركة العربية عقودا لأربعة أفلام سينمائية؟! وغيرهم ممن باتوا مطالبين الآن باختيار عمل واحد في العام، والعودة لبلادهم مجددا بعد ما نقل معظمهم إقامته الكاملة للقاهرة!
في الوقت نفسه بدأ حديثٌ (طريف) عقب صدور القرار في الوسط الفني المصري مفاده: هل سيكون الزواج من مصري هو الحل للفنانات العربيات، إذ بموجبه يحصلن على الجنسية المصرية ويعملن بكل سهولة مثل أي فنانه مصرية؟! خاصةً أن الحديث كان حول أن التونسية هند صبري سبقت الجميع وتزوجت مؤخرا من مصري، وبالتالي سيكون ليس لديها أي مانع في التواجد مستقبلاً في الفن المصري، وأن تكمل رحلتها معه في هدوء.
حديث الكواليس
يتزامن ذلك مع حديثٍ يدور في الكواليس حول أن الممثلات العربيات اللاتي ظهرن مؤخرا لم يحقن نجاحا جماهيريا ولا قبولاً لدى الجمهور المصري الذي يُعتبر الفيصل الرئيس لبقاء أي نجمٍ برغم الفرص التي أتيحت لهن، ومعظمها بطولات، وذلك يعود لاعتمادهن على الإغراء أو لضعف موهبتهن وحضورهن السينمائي.
كما يتردد في الكواليس أن الذي أشعل الموقف هو التونسية درة ومعها السورية جومانا مراد؛ فالأولى شاركت في أكبر عددٍ من الأفلام لأي ممثلةٍ عربيةٍ وافدةٍ في عام واحد (خمسة أفلام) وهو ما استفز معظم الممثلات المصريات، والثانية واصلت استفزازها بالاتفاق مع منتج ثاني أفلامها السينمائية (لحظات أنوثة) وكتابة اسمها قبل جميع الأبطال المشاركين معها، والذين يسبقونها موهبةً وتاريخا؟!
ولكن برغم ذلك ستظل النجمةُ العربية حاضرةً في ذهن السينمائيين المصريين لأداء أدوار إغراءٍ ترفض أداءها الفنانات المصريات.