علمي طفلك المشاركة وإليك أهميتها والطرق المناسبة لتعليمه ذلك

تعليم طفلك
تعليم طفلك

يشعر كل طفل بأن كل شئ حوله هو ملك له وحده ولا يرغب في أن يعطي أو يشارك أشياءه مع أحد، ولو حاول أي طفل آخر أخذ شيء منه يغضب بشدة ويبكي في معظم الأحيان لاستعادة ما أخذ منه، ومع ذلك يجب أن يفقد الطفل اهتمامه بكل ما يملك من طعام أو ألعاب لأنها مجرد جزء من تربيته ونموه. وحتى تربي طفلاً صحيحاً نفسيا عليك أن تعلميه معنى المشاركة والعطاء حتى يكبر على هذه السمة الإنسانية التي ستساعده على التواصل الجيد مع الآخرين وعدم التعامل بأنانية.


لماذا تعتبر المشاركة شيئاً هاماً للأطفال؟

على كل طفل أن يتشرب ويكتسب قيمة المشاركة من أجل مستقبل متكامل، فهذه السمة تساعده على تكوين صداقات جديدة والحفاظ على علاقاته مع الغير والتعامل مع الغير بطريقة تعاونية وتعلمه كيف يتفاوض ويتواءم مع الإحباطات التي قد تقابله على المدى الطويل، كما أن المشاركة تجعله يفهم أنه لو تشارك مع الغير سوف يتشاركون معه أيضا. وبما أن المشاركة جزء لا يتجزأ من التنشئة الاجتماعية مع الآخرين لذا ستصبح شيئاً هاماً جدا وضرورياً عندما يبدأ الطفل في دخول الحضانة وبعدها المدرسة ويبدأ في تكوين صداقات وبناء روابط قوية مع الغير.

في أي عمر يبدأ عادة الأطفال في المشاركة؟

بالنسبة للرضع يعتبر مفهوم المشاركة جديداً ولا يمكنهم مراقبة مشاعرهم لأنهم يبدؤون في التعلم، لذا لا تندهشي عندما يغضب بشدة ويرفض المشاركة وتوقع أن يقوم الطفل بالمشاركة أمر غير واقعي. عندما يدخل الطفل عمر 3 سنوات يبدأ في التآلف مع فكرة المشاركة والتبادل ويبدأ في فهم المشاركة على أنها ممارسة عادلة، لكنه ليس بالضرورة أن يرغب في التنازل عن شيء ما من أجل أحد. فهو يتعلم مفهوم المشاركة ويفهم مشاعر وأفكار الآخرين تدريجيا وفي هذا العمر على الوالدين خاصة الأم شرح معنى المشاركة له بدون إجباره عليها. عندما يدخل الطفل المدرسة يصبح لديه فكرة كبيرة عن العدالة والمشاركة ويصبح الطفل أكثر كرما وصبرا عما كان عليه من قبل، وفي هذه المرحلة قد يفضل الطفل المشاركة الانتقائية فهو يرغب في الاحتفاظ ببعض الأشياء لنفسه ومشاركة أشياء أخرى غيرها.

والآن إليك أهم الطرق الفعالة لتعلمي طفلك المشاركة..

1- كوني له قدوه:

 اعلمي أن فعل الأشياء الصحيحة أمام طفلك أمر ضروري لأنه يميل إلى تقليد ما يلاحظه ويراه في البيئة المحيطة به، لذا كوني مثال للمشاركة واجعليه يعلم ذلك كأن تشاركي كتبك أو ملابسك مع أصدقائك وألقي الضوء أمام الأفعال البسيطة وكوني له نموذجاً يحتذى به.

2- علميه مفهوم التناوب أو تبادل الأدوار:

عندما يبدأ طفلك في الاستعداد للتعلم علميه مفهوم تبادل الأدوار والتناوب في اللعب، مثلا مرري له الكرة أو اللعبة واذكري له أن الدور عليه وقومي بذلك أمامه ليتعلم منك.

3- امدحي أعمال المشاركة:

من المفيد دائما أن تذكري طفلك أن الكرم والتعاطف نحو الآخرين أمر جيد، فلو وافق على مشاركة شيء ما قدري هذا وامدحيه وبالتالي حفزيه على تكرار هذا الفعل مرارا.

4- خططي وكوني استباقية:

لو علمت أن طفلك لديه مشكلة في مشاركة ألعابه خلال موعد يلعب فيه مع أحد بطريقة استباقية قومي بالطلب من والدي الطفل الذي سيلعب معه أن يحضرا بعض الألعاب، فبعض الأطفال لا يستطيعون مقاومة اللعب بألعاب جديدة وعندما يجد الطفل أن من يلعب معه يشارك ألعابه سوف يفهم هو الآخر أن عليه فعل ذلك.

5- لا تجبري الطفل أبدا على مشاركة ألعابه:

اخلقي البيئة المناسبة لتحفيز الطفل على المشاركة، ومع ذلك عليك احترام ملكية الطفل لأشيائه وأنت تحاولين زرع قيمة المشاركة في عقله وأهميتها وراقبي سلوك طفلك وهو في مجموعة بدون أن تجبريه على شيء حتى تحددي الوسيلة المناسبة لتحفيزه على المشاركة.

6- امنحي طفلك فرصاً للمشاركة:

لغرس عادات المشاركة لدى الطفل يمكنك الاستفادة من أطفال أكبر منه كنموذج وقدوة له، فلو كان طفلك في مرحلة الاستقبال وتقبل الأفعال الجيدة سوف يكون لديه استعداد للتقليد عاجلا أم آجلا. 

7-قدمي له أنشطة مشاركة الوقت:

قد يستمر الأطفال في تبادل الأدوار للحصول على لعبة ما لوقت محدد ثم يعيدها للطفل الآخر عندما ينتهي الوقت المخصص؛ لذا عليك الاستمرار في التأكيد له بأن الطرف الآخر يجب أن يحصل على فرصة أيضا، ولن يكون الأمر سهلا لذا عليك أن تتحلي بالصبر.

وقد يتطلب الأمر عدة دورات ليتمكن من تقديم لعبته لغيره وهو راض، وتدريجيا ستصبح عادة ممارسة لديه وسيتعلم درس قيم للحياة وهو التحكم في الإشباع. ولو لم تؤتي هذه الطريقة ثمارها أخبريه أنه لن يتمكن من لمس لعبة طفل آخر إلا عندما يشارك لعبته معه وقد يغضب ويرفض في البداية، لكنه سيتفهم بعد ذلك.

8- العبي معه ألعاباً تعليمية:

مثلا لعبة مشاركة الأطفال لأبيهم كأن يضع الأب أحد أطفاله على رجل والطفل الآخر على الرجل الأخرى وهذا التصرف سوف يعلمهم أن عليهم التشارك في والدهم، وبنفس الطريقة يمكن أن تعطيه بعض الأشياء المفضلة مثل الألعاب والزهور والمقرمشات وغيرها واطلبي منه أن يقدم واحدة لكل شخص موجود معه وهذه الرسالة توصل له أن المشاركة تنشر الفرح في حياة الجميع.

9- حافظي على الاتصال بطفلك:

من الحقائق المثبتة أن الطفل يفعل ما يراه ويعطي ما يحصل عليه، فالأطفال المرتبطين بوالديهم في بداية حياتهم يميلون للمشاركة في سنواتهم التالية لأن لديه صورة ذاتية آمنة وحاجته للتحقق من قيمته قليلة نسبيا.. ومن هنا يحتاجون إلى ارتباط أقل بالأشياء.

10- اجعليها متعة:

حاولي إدخال ألعاب تحتاج المزيد من التعاون في الأنشطة اليومية لطفلك ولتكن أكثر من الأنشطة التنافسية التي يركزون فيها على الفوز أكثر، كطرح الفوازير معا وتبادل الأدوار ويمكن ري النباتات وتنظيف الغرفة معا.

11- احمي اهتمامات طفلك:

لو كان طفلك مرتبط ببعض الألعاب فعليك احترام ذلك وحمايته وفي نفس الوقت علميه أهمية الكرم والعطاء فمن الصحي أن يحب الطفل امتلاك بعض الأشياء. وعليك مراقبة هذا الامتلاك مع تحفيزه على المشاركة ببطء، فمثلا قبل موعد اللعب مع الغير راجعي معه الألعاب التي بإمكانه مشاركتها مع صديقه.

12- اعرضي له نماذج عن المشاركة في حياتنا اليومية:

عندما تكونين معه في مكان عام وضحي له كيف يتشارك الناس ويتعاونوا لمساعدة بعضهم البعض وأخبريه أن المشاركة ليست في الألعاب فقط أنما في أشياء أخرى مثل الحب والاحترام والتعاطف.

13- علمي الطفل أن ينشر السعادة:

احرصي على أن ينشأ طفلك ليكون إنساناً طيباً لطيفاً يحب أن ينشر الحب والفرح لمن حوله وبالقيام بعمل بسيط من المشاركة سوف يكون شخصيته ويعلمه احترام الآخرين والاهتمام بمشاعرهم وعواطفهم. وبمجرد أن يبدأ الطفل في التعاطف مع الآخرين سوف يفهم متعة المشاركة ولو تأسست سنواته الأولى على مباديء صحيحة سيصبح الإنسان النموذجي الذي يحتاجه العالم.