سرطان الكبد .. الجديد في تشخيصه وطرق معالجته
الكبد غدة تقع في البطن ذات فصين، أحدهما أكبر من الآخر، تميل إلى اللون البني الداكن، وزنها يزيد على ثلاثة أرطال (الرطل يساوي 453 غراما تقريبا) في الإنسان البالغ وعرضها 7 سنتيمترات وسماكتها ما بين 10 و15 سم، تعتبر البنك المركزي أو المختبر الكيميائي المرتبط بالاستقلاب (التمثيل الغذائي) وفيه تتم التحولات الكيميائية والحرارية التي تحصل في الخلايا الحية والهادفة إلى تحرير الطاقة.
ويوفر الكبد حاجة أنسجته وخلاياه من الطاقة، وإذا زاد ذلك عن قدرته الاستيعابية يتم إرسال الطاقة إلى أنسجة العضلات وإذا فاضت بعد ذلك فيتم التخزين في الأنسجة الدهنية تحت الجلد (وعندها تظهر السمنة).
سرطان الكبد والعالم العربي
يصاب الكبد بمرض السرطان، الذي يعتبر من أخطر أنواع الأورام حيث يسبب الوفاة في وقت قصير، ويعد ثالث الأسباب المؤدية للوفاة عالميا.
ولما كان سرطان الكبد من المواضيع الطبية المهمة، فقد تم في العاشر من مايو (أيار) الحالي عقد «المؤتمر التاسع لرابطة مكافحة السرطان في الوطن العربي» لمناقشة المستجدات في تشخيص وعلاج سرطان الكبد، بحضور نخبة من الباحثين والعلماء في استضافة شركة «باير» المتخصصة في مجال التشخيص والعلاج والمكافحة.
وفي حديثه إلى «صحتك»، أوضح د.منير يحيى مولوي استشاري طب المجتمع والوبائيات الحقلي، أن هناك ثلاثة أنواع من السرطان تنشأ في الكبد: سرطان الخلية الكبدية (Hepatcellular carcinoma)، سرطان القنوات المرارية (Cholangio carcinoma)، سرطان الكبد الدموي ( Angio sarcoma)، ثم هناك الثانوياتmetastasis التي تصل عن طريق الدم والأوعية اللمفاوية من ورم سرطاني في أي جزء آخر من الجسم مثل المعدة، الثدي، الرئة لتستقر في الكبد.
وأضاف أن سرطان الكبد يتسبب في وفاة مليون شخص في العالم كل عام، ويؤدي إلى وفاة 13 ألف حالة في أميركا، 57 ألفا في أوروبا، 322 ألفا في الصين، 360 ألفا في اليابان، وهو أكثر شيوعا في الرجال (ثلاثة أضعاف النساء)، ويحدث عادة في أعمار تزيد على 50 عاما.
ويحتل سرطان الكبد في المملكة العربية السعودية المرتبة السادسة بين السرطانات الأخرى، وتشير إحصائيات عام 2005 إلى أن معدلات الإصابة كانت 5.7/ 100000 للرجال، 2.1/ 100000 للنساء.
أما في مصر، فقد لوحظ أن هناك زيادة سنوية قي مرض سرطان الكبد، حيث ارتفعت النسبة من 4% عام 1993 إلى 7.2% عام 2002 كما ارتفع معدل الوفيات في مصر بسبب سرطان الكبد من 2.8/ 100000 عام 1990 إلى 4.9/100000 عام 1999 إلى 7.9/100000 في العام الحالي 2009.
مستجدات التشخيص والعلاج
ركز المؤتمر على أهمية التشخيص المبكر، وذكر د.جمال عصمت رئيس الاتحاد العالمي لدراسة الكبد وأستاذ الجهاز الهضمي والكبد بكلية الطب قصر العيني، أن هناك توصية بأن يكون الاعتماد الأساسي على الأشعة المقطعية ثــلاثيـة الأبعاد والتي أصبح لها دور كبير في تشخيص وجود الأورام بالإضافة إلى درجة ارتفاع أنزيم «ألفا فيتو بروتين» وهناك حالات محدودة تحتاج إلى أخذ عينة من الكبد موجهة بواسطة الموجات الصوتية أو الأشعة المقطعية.
أما حول مستجدات العلاج، فأوضح الأستاذ الدكتور حمدي عبد العظيم أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة ورئيس اللجنة العلمية في المؤتمر، أن الدراسات العلمية في مجالات البيولوجيا الجزيئية تشير إلى أن سرطان الكبد له علاقة سببية مباشرة أو غير مباشرة بالالتهاب الكبدي المزمن سواء المصاحب لفيروس «بي» أو فيروس «سي».
وأظهرت دراسات أخرى وجود خلل في عينات خلايا الكبد المصاب يؤدي إلى زيادة كبيرة في تكوين الأوعية الدموية المغذية لسرطان الكبد إلى جانب زيادة كبيرة في البروتينات المسؤولة عن عدم حدوث الموت الطبيعي لهذه الخلايا.
ويعتبر عقار سورافينيب sorafenib أول عقار ثبتت فعاليته بصورة خاصة مع مرضى سرطان الكبد المتأخر وفقا لمجموعة من الدراسات الإكلينيكية، ففي دراسة تجريبية شملت 600 مريض مصاب بسرطان الكبد في مراحله الأخيرة أثبت العقار قدرته على زيادة فرص الحياة بنسبة 44%، ويقاوم نمو المرض بنسبة 73% عند مقارنته بالعقار المموه أو الوهمي.
وأضاف الدكتور شوقي بازارباشي استشاري ورئيس شعبة طب الأورام ورئيس السجل الـوطني للأورام بالمملكة، أن مركز التغذية والأدوية الفيدرالي الأميركي قد وافق على عقار سورافينيب أو نيكسافار Nexavar® بناء على النتائج التي حققها في علاج مثل هذه الأورام، حيث أصبح أول علاج مصرحا به لعلاج سرطان الكبد، يكبح تكاثر الخلايا السرطانية، ويتميز بدقة إصابة الخلايا السرطانية دون الخلايا الطبيعية، مما يضمن عدم وجود مضاعفات أثناء فترة العلاج.
تسجيل إصابات الأمراض السرطانية
لتسجيل الأمراض السرطانية أهمية بالغة، وقد بدأ التسجيل منذ 50 عاما، وكان السبق في ذلك لأميركا ودول الغرب.
وتكمن أهداف التسجيل في التحكم في المرض، نسبة الحدوث والأنواع، نسبة الانتشار، عوامل الخطر، مسيرة ومسلك المرض، مدى التأثير العلاجي على المرض، تقييم برنامج مكافحة السرطان، عمل الترتيبات اللازمة للعلاج، ومعرفة نسبة الحدوث.
ومن بين الدول العربية التي تقوم بالتسجيل، دولة الكويت وهي الأولى حيث بدأت التسجيل عام 1971 بمساعدة من منظمة الصحة العالمية.
ثم اتخذت المملكة قرار التسجيل عام 1992 وهناك خمسة مراكز رئيسية بمرجعية إلى المركز الرئيسي بالرياض وهي في كل من:
المنطقة المركزية بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض، المنطقة الشرقية بمستشفى الملك فهد الجامعي بالدمام، المنطقة الغربية بمستشفى الملك عبد العزيز بجدة، المنطقة الجنوبية بمستشفى الملك خالد الجامعي، المدينة وشمال المملكة، وأضيف أخيرا القطاعات الصحية الأخرى.
أما في ما يخص تسجيل سرطان الكبد ومرضاه، فيقول الأستاذ الدكتور حمدي عبد العظيم إنه سوف يتم استخدام برنامج الحاسب الآلي الذي يساعد على إدخال الإحصائيات والمعلومات الأخرى الخاصة بحالات سرطان الكبد، وأشار إلى مشروع سجل مرضى سرطان الكبد في الشرق الأوسط وضرورة توفر البيانات التالية:
- بيانات مكان العلاج: المنطقة، اسم المستشفى، القسم، اسم الطبيب ولقبه، ووسائل الاتصال مع الطبيب المعالج.
- بيانات عن المريض: الاسم، السن، العرق، درجة الإعاقة بحسب التشخيص، وتاريخ التشخيص والتصنيف.
- بيانات المرض: تأكيد التشخيص بواسطة تحليل الأنسجة والخلايا وتحليل الدم..الخ - بيانات الحالات والأمراض الأخرى المرتبطة بالكبد: التهاب كبدي بي أو سي، تليف كبدي، كحول، تاريخ تناول الأغذية المحتوية على أفلاتوكسين Aflatoxin (أحد أخطر السموم الشائعة الانتشار التي تسبب سرطان الكبد يفرزه فطر ينمو على القمح، والرز، والمكسرات، وتكثر الإصابة به بالمناطق الحارة والدافئة).
- بيانات المواد غير المرتبطة بسرطان الكبد وعلاجها: مضادات السرطان المستخدمة وأنواعها والجرعات والتواريخ، التأثيرات، مدة البقاء على قيد الحياة، أسباب الوفاة نتيجة سرطان الكبد أو غيره، ردود الفعل المعاكسة للعلاج، مضاعفات الجراحة، وبيانات تشريح الجثة.
ويضيف أ.د.حمدي عبد العظيم أن لتسجيل السرطانات أهدافا، منها:
- تمكين الأطباء المتخصصين من الاستفادة من النظام لوضع الخطط الخاصة بإجراءات المرض.
- تحليل ومقارنة البيانات لمرضى سرطان الكبد في أنحاء العالم.
- تحسين إدراك المتخصصين والمتدربين العاملين في مختلف أنواع العلاج على مرضى سرطان الكبد.