أبعاد التهابات الكبد السرطانية
ان الإصابة بالتهاب الكبد من نوع سي ليست خطراً على الكبد وحده. فهذا الفيروس لا يلعب دوراً هاماً في ظهور أورام الكبد الخبيثة، كما هو معروف، إنما قد تتوسع آثاره التدميرية لتكون جزء من أمراض أخرى خبيثة تصيب القنوات المرارية.
بمعنى آخر فان الأشخاص المصابين بفيروس التهاب الكبد من نوع "سي" لديهم خطر أعلى في الإصابة بنوع نادر من السرطان في القنوات الصفراوية.
نحن نتحدث عن سرطان القنوات الصفراوية (Cholangiocarcinoma) الذي ينشأ في القنوات الصفراوية، ويصيب في أغلب الأحيان صغار السن البالغين دون وجود مرض كبدي مزمن، وهو أكثر شيوعاً عادة في صفوف المصابين بالتهاب القولون التقرحي.
ويعتبر علاج هذا النوع من السرطان صعب كون اكتشافه يتم بصورة متأخرة لدى عدد كبير من المصابين به.
هذا ما يفيدنا به الباحثون في كلية الطب (Baylor College of Medicine) في هيوستن-تكساس. لا بل يبدي هؤلاء الباحثين بعض الشكوك حول احتمال تورط هذا الفيروس بالإصابة بسرطان البنكرياس!
على صعيد خطر الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية، فانه منخفض لدى المصابين بهذا الفيروس أي أنه يحصد 4 منهم من أصل كل مائة ألف مصاب.
مع ذلك فان عدد أولئك المصابين بفيروس التهاب الكبد الذين يطورون هذا النوع من السرطان ضُعف عدد الأشخاص غير المصابين به.
علاوة على ذلك، فان احتمال الإصابة بسرطان الخلايا الكبدية(تتحول خلايا سرطان الكبد بشكل أولي إلى خلايا سرطانية من جراء الإصابة بالتهاب الكبد المزمن) لدى المصابين بهذا الفيروس أعلى 15 مرة مقارنة بالأصحاء منه.
على صعيد الإصابة بسرطان البنكرياس، فثمة شكوك حول ارتفاع خطر الإصابة به 23 في المئة لدى المصابين بفيروس التهاب الكبد من نوع "سي".
وهذه المرة الأولى التي يحاول من خلالها الباحثون ربط الفيروس بسرطان البنكرياس بعد أن تأكد لهم، في السابق، صلة وصل علمية بين الأخير وفيروس التهاب الكبد من نوع "بي".