سرطان خلايا الكبد .. ثالث السرطانات المسببة للوفاة
سرطان خلايا الكبد هو أكثر أنواع سرطان الكبد انتشارا وهو المسؤول عن 90 في المائة من حالات أورام الكبد الاولية الخبيثة في البالغين، وغالبا ما تكون نتيجة تطور الحالة المرضية غير جيدة لأن أعراض المرض لا تظهر عادة إلا في المراحل المتأخرة منه.
يصيب الأكباد السليمة وخيارات العلاج المتاحة لا تزال محدودة للحالات المتقدمة منه
ويعتبر سرطان الكبد ثالث الأسباب المؤدية للوفاة بسبب السرطان في العالم، وهو سادس أكثر أنواع السرطانات انتشاراً. ورغم أن النسبة العامة لظهور الحالات وعدد الوفيات آخذة في التناقص في الولايات المتحدة، لكنها آخذة في الازدياد في باقي أنحاء العالم. وتصل النسبة الحالية لفترة البقاء حتى 5 سنوات لأنواع سرطان الكبد غير القابلة للاستئصال: 8.6 % بأوروبا، 11% بأميركا، 10 % بآسيا.
إصابات سرطانية
يؤكد الأستاذ الدكتور ياسر عبد القادر، أستاذ علاج الأورام بكلية الطب جامعة القاهرة عضو الجمعية الأوروبية للأورام، ضمن حديثه في مؤتمر «آفاق جديدة لعلاج أورام الكبد»، والذي عقد قبل أسبوع في القاهرة ونظمته المؤسسة المصرية لأبحاث السرطان والاتحاد العالمي لدراسة الكبد، أن سرطان الكبد يعد من المشاكل الصحية الكبرى التى تواجه الخدمات الصحية فى مصر.
وأنه يمثل حوالى 2.5% من مجموع الأورام المسجلة فى المعهد القومي للأورام حسب الإحصائية الواردة في الفترة من 1990 إلى 1997 (رغم عدم وجود برنامج إحصائي سرطاني دقيق)، وهي نسبة تقرب من مثيلتها في العالم. وسرطان الكبد أكثر شيوعا في الذكور عن الإناث بنسبة 5 الى 1، وأن متوسط العمر في الإصابة بسرطان الكبد 30 سنة في المناطق عالية الإصابة (الصين واليابان) وحوالي 56 سنة غرب العالم و53 سنة في مصر.
ويضيف أن 10% من سرطان الكبد يحدث في اكباد سليمة، وأنه يختلف عن بقية الأنواع الأخرى في ما يتعلق بالاكتشاف المبكر والمسح الجماعي لأن الشريحة المستهدفة هي ليست على الشيوع بمعنى أنها تستهدف فئة محددة (المصابين بالالتهاب الفيروسي بي وسي).
وعن حجم المشكلة، أشار إلى أن 30% من حالات سرطان الكبد تأتى في مراحل مبكرة، 50% تأتي في مراحل متقدمة، و20% تأتي في مراحل متأخرة.
الأعراض وعوامل الخطورة
تشمل أعراض سرطان الكبد: فقدان الوزن (دون سبب واضح ودون المحاولة لإنقاص الوزن)، فقدان الشهية المستمر، الاحساس بالامتلاء بعد أكلة بسيطة، وجود كتلة صلبة في الجانب الأيمن من البطن أسفل الضلوع، آلام حول عظمة لوح الكتف الأيمن، ظهور لون أصفر مخضر على الجلد وفي العيون (اليرقان ـ الصفراء)، إحساس بعدم الراحة بالجانب الأيمن من البطن، غثيان وإرهاق غير معتاد.
وتشمل عوامل الخطورة الأتي:
* الالتهاب المزمن نتيجة الإصابة بفيروس الكبد «ب» و/ أو «سي» مع وجود تليف بالكبد.
* التليف (ومعناه تدمير التركيب الطبيعي للكبد ثم إعادة تكونه على شكل تجمعات عقدية، وذلك بسبب التليف الناتج عن العديد من الأحوال المزمنة مثل إدمان الكحوليات).
* البدانة (مثل ترسب الدهون في الكبد اللاكحولي والتهاب الكبد اللاكحولي الناتج عن الدهون).
* مرض السكري
* طول فترة التعرض للسموم الطبيعية (مثل التي تفرزها العديد من أنواع الفطريات التي قد توجد في البندق والسوداني وأنواع الحبوب الزيتية الأخرى)
* تدخين التبغ
* طول فترة استعمال الستيرويدات المنشطة. وفي بعض الأماكن من العالم التي يوجد بها ماء ملوث من الزرنيخ
* خيارات العلاج
خيارات العلاج لسرطان الكبد
وهي تعتمد على مرحلة المرض، وظائف الكبد، والحالة العامة للمريض. وتمثل الجراحة الأمل الوحيد لعلاج مرضى سرطان خلايا الكبد. وإذا تم اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة وكان باقي الكبد سليما، يمكن للجراحة (مع زرع كبد أو من دونه) أن تصبح شافية. ومع ذلك فنسبة الحالات القابلة للاستئصال 15% فقط. توجد أنواع أربعة من العلاجات المتعارف عليها تستخدم في علاج سرطان الكبد وهي: الجراحة، العلاج بالإشعاع، العلاج بأدوية السرطان، وحقن إيثانول عن طريق الجلد.
أنواع الجراحات تشمل الآتي:
ـ الجراحة بالتبريد أو العلاج بالتبريد وفيه تستخدم أداة خاصة لتجميد الخلايا السرطانية وتدميرها.
ـ استئصال جزء من الكبد: وفيها يتم استئصال الجزء المصاب بالسرطان في الكبد
ـ استئصال كل الكبد وزرع كبد جديد سليم من متبرع ـ الاستئصال بواسطة الترددات الصوتية وفيها يتم استخدام مجس به قطب كهربائي لاستهداف الخلايا السرطانية وقتلها
ـ العلاج الإشعاعي باستخدام أشعة سينية عالية الطاقة، أو أي أنواع أخرى من الإشعاعات وتشمل الآتي:
الإشعاع الخارجي: ويعطى عن طريق جهاز يقوم بتوجيه الإشعاع إلى منطقة الخلايا السرطانية.
الإشعاع الداخلي: ويتم فيه توجيه الإشعاع إلى مكان السرطان عن طريق الحقن أو القسطرة.
استخدام أجسام مضادة محملة إشعاعيا: وفيه يتم تحميل الأجسام المضادة التي تستهدف الخلايا السرطانية مواد مشعة ثم تحقن في الجسم.
ـ العلاج الكيميائي الموضعي أو العام ويمكن اعطاؤه بالفم أو بالحقن.
ـ وحقن مادة كيمائية مباشرة داخل الوريد المغذي للورم لإحداث جلطة كيميائية، ويتم في نفس الوقت حقن مادة مجلطة أخرى داخل الشريان المغذي للكبد في منطقة الورم.
ـ حقن مادة الإيثانول مباشرة داخل الورم لقتل الخلايا السرطانية باستئئئخدام إبرة دقيقة.
ـ أظهرت أبحاث جديدة كفاءة العلاج الموجه في المرضى الذين يعانون من سرطان خلايا الكبد وقد تم أخيراً موافقة الهيئة العامة للغذاء والدواء الأميركية عليه لعلاج سرطان خلايا الكبد، يؤخذ بالفم ويثبط للعديد من الكينيزات، ويعتبر الوحيد الذي أظهر تحسنا واضحا في فترة البقاء على قيد الحياة.