ما هو تأثير التدخين ومادة النيكوتين على المراهقين وعلاقته بزيادة الوزن؟
خاص الجمال - وائل نجيب
النيكوتين هو مادة عضوية شبه قلوية وسامة وموجودة بالطبيعة في جميع أجزاء نبات التبغ، ولكن بتركيز أكبر في الأوراق.
وكأي مادة لها تأثير المخدر، كلما دخن الشخص أكثر زاد احتياجه إلى النيكوتين للشعور بالراحة، وعند محاولة التوقف، فإنه يواجه تغيرات جسدية غير مريحة للجسم وهو الأمر المعروف بأعراض الانسحاب أو أعراض الامتناع عن تعاطي مادة النيكوتين.
وكشفت الدراسات الحديثة، عن أن التدخين الإلكتروني، أو المعروف بـ Vaping يُمكن أن يسبب ضرراً بأدمغة الشباب كما هو الحال عند تدخين التبغ، فالمراهقون والبالغون الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية هم أكثر عرضة لمشكلات مثل التركيز أو التذكر أو اتخاذ القرارات، كما تم ملاحظة مخاطر أكبر لحالات تشوش ذهني مرتفعة بالنسبة لأولئك الذين يمارسون هذه العادة قبل سن 14 عاماً، وخلصت الدراسات التي شملت أكثر من 900000 شخص في الولايات المتحدة، إلى أن التدخين الإلكتروني، لا ينبغي اعتباره بمثابة بديلاً آمنًا لتدخين التبغ.
ويطلق على النيكوتين اسم "سم المخ" لدى الصغار، لأن مرحلة المراهقة هي فترة حرجة لنمو دماغ الأطفال، خاصة فيما يخص الوظائف العقلية العليا عند الصغار مثل الانتباه والتعلم والذاكرة، لما تحتويه السجائر على مواد منها السيانيد التي تعتبر أحد أنواع السموم التي قد يكون استهلاكها بجرعات عالية قاتلًا، وتؤدي لحدوث مضاعفات بالجسم بشكل تدريجي، وقد يؤدي التدخين على المدى البعيد للإصابة بأمراض القلب والرئة والسكتات الدماغية،
ويجب التأكيد على أن السجائر الإلكترونية تمد المدخن بالنيكوتين بقدر ما أو حتى أكثر من السجائر العادية، بالرغم من عدم وجود العديد من المركبات الخطرة الأخرى الموجودة في التبغ مثل نتائج احتراق الوررق وغيرها.
كما أنه من المتعارف عليه بأن التدخين يقوم بتغيير نشاط الخلايا العصبية في المناطق الرئيسية للمادة الرمادية التي تستمر في النضج حتى منتصف العشرينات.
ومن المستغرب أنه رغم كل التحذيرات والارشادات الصحية التي تنهي عن التدخين، فإن مبيعات مبيعات السجائر العادية قد زادت عام 2020 بنسبة 6%. وارتفعت مبيعات السجائر الإلكترونية بنسبة 34%، في الوقت الذي تراجعت فيه مبيعات المكملات الغذائية المخصصة لمكافحة التدخين بنسبة 17%، وهبطت مبيعات لصقات النيكوتين بنسبة 19%.
وفيما يخص تأثير التدخين على الوزن ورشاقة الجسم فقد وجدت الأبحاث والدراسات أن وزن المدخنين أقل من وزن غير المدخنين، حيث يؤثر التدخين في وزن الجسم من خلال زيادة الأيض، أو تقليل الشهية، كما أن التدخين أحد العوامل المحفزة لنشاط الجهاز العصبي الودي، ولكن هذا التأثير في معدلات الحرق يكون أقل عند الأشخاص المصابين بالسمنة، ويعتمد ذلك أيضاً على النشاط البدني، واللياقة للأشخاص، وقد أظهرت الدراسات أن معدل الحرق عند السيدات اللاتي أقلعن عن التدخين كان أقل بنسبة 16% منه وقت التدخين.