وسط جدل أخلاقي .. أعضاء الأجنة المجهضة لإنقاذ حياة المرضى

أن أنسجة الأجنة ربما تقدم حلاً أكثر واقعية لمشكلة نقص الأعضاء التي يتم التبرع بها
أن أنسجة الأجنة ربما تقدم حلاً أكثر واقعية لمشكلة نقص الأعضاء التي يتم التبرع بها

في خطوة طبية مهمة من شأنها أن تثير الكثير من الجدل خلال الفترة المقبلة سواء على الصعيد الطبي أو الأخلاقي، أكد باحث بريطاني أنه قد بات من الممكن الآن الاستعانة بكلي وكبد الأجنة المجهضة وزراعتها لدى الأشخاص الذين تكون حالتهم الصحية بالغة السوء وفي أمسّ الحاجة إلى مثل هذه الأعضاء، مشدًدا في الوقت ذاته على أن هذه الخطوة سوف تعمل على التخفيف من حدة النقص في مجال الأعضاء التي يتم التبرع بها.


 ونقلت تقارير صحافية إنكليزية عن السير ريتشارد غاردنر، صاحب النظرية الطبية الجديدة وخبير الخلايا الجذعية الشهير في جامعة أكسفورد البريطانية، أن أنسجة الأجنة ربما تقدم حلاً أكثر واقعية لمشكلة نقص الأعضاء التي يتم التبرع بها مقارنة بالتقنيات الأخرى التي يتم تطويرها الآن.

غير أن هذا الاقتراح الطبي المبتكر أثار حفيظة الجماعات المسيحية المؤيدة للحياة، التي قالت إنها فكرة منبوذة من الناحية الأخلاقية، كما أنه سوف يزيد من احتمالات حدوث عملية الإجهاض التي سيتم ضبطها زمنيا  كي تلائم المرضى المحتاجين لعمليات زراعة الأعضاء.

وبعد أن طالب بإجراء مزيد من الدراسات لمعرفة جدوى زرع أعضاء الأجنة، قال البروفيسور ريتشارد – مستشار وكالة مراقبة الخصوبة البريطانية والجمعية الملكية – أنه فوجئ من عدم أخذ تلك الاحتمالية في الاعتبار، خاصة وأن تلك التجارب التي أجريت على فئران التجارب أظهرت أن الكلى الخاصة بالأجنة تنمو بصورة سريعة للغاية عندما يتم زراعتها لدى الحيوانات البالغة.  

وتابع السير حديثه بالقول:" وتعتبر تلك الطريقة على الأرجح أكثر واقعية في التعامل مع مشكلة نقص متبرعي الكلى عن أي طريقة أخرى ".

ومع هذا ، فقد أكد على أهمية إجراء مزيد من الأبحاث لإثبات الأهمية القصوى التي تتمتع بها مثل هذه العمليات. وبحسب التقارير الصحافية البريطانية، فإن ما يقرب من سبعة آلاف من بين ثمانية آلاف شخص بريطاني ينتظرون الخضوع لجراحة زرع الكلى. وأكثر من 300 شخص ينتظرون إجراء جراحة زرع الكبد، ويحتاج 222 مريض لزرع رئة ويحتاج ما يقرب من مئة شخص لجراحة في القلب.

وأشارت التقارير إلى أن طفرة المعالجة بـ "الخلايا الجذعية" التي تم التهليل لها على أنها "الجهاز الإصلاحي" لجسم الإنسان، تقدم آمالا عريضة لكثير من المرضى حول العالم. غير أن دكتور ريتشارد أكد في الوقت ذاته على أن احتمالية تخليق أعضاء ثلاثية الأعضاء مكتملة الوظائف ما زالت أمرًا بعيد المنال.

وأضاف السير قائلا :" إن الاستعانة بالأجنة المجهضة هو أمر جائز الحدوث لكنه ليس من الأشياء التي سبق وأن تم التطرق إليها من قبل كثيرًا. كما أنه على الأقل يبدو كحل موقت ".

أما دكتور بيتر سوندرز، من الزمالة الطبية المسيحية، فقد قال أن عمليات زراعة الأعضاء سوف تكون لا أخلاقية لأن كل إنسان، حتى الأطفال الذين لم يولدوا بعد، يستحقون منا " الحماية والاحترام والتعاطف ".

كما وصفت دكتور جوزفين كوينتافالي، من جمعية التعليق على الأخلاق التناسلية، هذا الاقتراح الذي تقدم به السير ريتشارد بأنه " اقتراح مروع للغاية". وقالت :" في أي مرحلة يمكنك أن تقول أن المرأة يجب أن تجهض نفسها، ( فهل لدينا بعض الأعضاء كي نقوم بزراعتها ؟ ) ".

أما البروفيسور ستيورات كامبيل الذي سبق وأن طالب بتخفيض المدى الزمني لعمليات الإجهاض، فلم يبدي من جانبه أي اعتراضات أخلاقية على هذا الاقتراح الجديد.