تحسن حالة التوأمين المصريين بعد فصلهما بالسعودية

أكد الفريق الطبي السعودي الذي قام بإجراء عملية جراحية لفصل توأمين ملتصقين بمنطقة الحوض، أن الحالة الصحية للتوأمين المصريين بدأت في التحسن، وأجهزتهما تقوم بأداء وظائفها الحيوية، مما يزيد فرصتهما في مواصلة حياتهما الطبيعية بشكل معتاد.


وخضع التوأمان المصريان حسن ومحمود إلى جراحة "مقعدة" استغرقت قرابة 15 ساعة السبت، حيث قام تمكن فريق من الجراحين، برئاسة وزير الصحة السعودي، عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، من فصل التوأمين "السياميين" بنجاح.

وقال الناطق باسم مدينة الملك عبد العزيز الطبية، سامي الشعلان، إن "حالة التوأمين جيدة، ويقومان بوظائفهما الحيوية بشكل ممتاز"، إلا انه أشار إلى أنه "مازال أمامهم (الأطباء) 24 ساعة لإصدار تقرير رسمي حول يهما" مؤكداً "سعادة الأطباء بنجاح العملية"، التي تُعد رقم 21 من نوعها، التي تشهدها المملكة العربية السعودية.

وتمكن والدا الطفلين، الذين يقل عمرهما عن العام، من زيارتهما الأحد، في غرفة العناية المركزية بمستشفى الحرس الوطني، إلا أن الأطباء نصحوهما بإنهاء الزيارة بعد وقت قصير، لاعتبارات طبية.

وفي وقت سابق السبت، قال الدكتور عبد الله الربيعة : "تمت عملية فصل التوأمين بنجاح"، مشيراً إلى أن الطفلين يقل عمرهما عن عام، وقدما إلى المملكة في العاشر من فبراير الجاري، مشيراً إلى أن "فصل الجهاز البولي كان الأصعب، كما كان فصل الشرايين والأوردة صعباً أيضاً."

وبدأت أولى مراحل الجراحة "المعقدة" ظهر السبت، في "مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني" بالعاصمة السعودية الرياض، بمشاركة فريق يضم 60 شخصاً، من الأطباء والجراحين والممرضين والفنيين، وهي العملية رقم 21 من نوعها، التي تشهدها المملكة العربية السعودية.

وفيما أكد الفريق الجراحي المشرف على عملية فصل التوأمين السياميين، أن "جميع مراحل العملية صعبة وحساسة، لأنه يمكن حدوث أي مضاعفات في أي لحظة"، فقد أشار، في تصريحات جاءت قبل قليل من بدء العملية، إلى أن نسبة نجاح هذا النوع من الجراحات الدقيقة تبلغ 70 في المائة.

واشتملت العملية ثمان مراحل، بدءاً من التخدير، ثم الإعداد والتعقيم، ثم فتح منطقة الالتصاق، ثم فصل الأمعاء، ثم فصل الجهاز البولي التناسلي، ثم فصل عظام الحوض، ثم فصل التوأم ونقل كل منهما على طاولة مستقلة للبدء في عملية إعادة الترميم، حيث انقسم الفريق الجراحي في هذه المرحلة إلى فريقين (أ) و(ب)، وفي المرحلة الثامنة والأخيرة، يتم تغطية الجراح ووضع الضمادات ونقل التوأم إلى وحدة العناية المركزة.

وبعد قليل من بدء العملية الجراحية، عقد عدد من أعضاء الفريق الطبي مؤتمراً صحفياً، كشف فيه استشاري التخدير الدكتور محمد الجمال، أن عملية التخدير استغرقت ساعة ونصف فقط، بعد أن كان مقرراً لها من ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات.

كما أشار الجمال إلى أن حالة الطفلين بعد مرور أربع مراحل من العملية "مستقرة"، وأنهما بحاجة لمحاليل إضافية ونقل دم، بينما أوضح استشاري جراحة تجميل الأطفال، مناف العزاوي، أن الفريق دخل العملية ومعه خطط بديلة لمواجهة أي طارئ.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن العزاوي قوله: "حاول الفريق إغلاق الفتحات الموجودة في الطفلين، ومن الممكن استخدام شرائح صناعية من أجل إغلاق الفتحات إذا طال أمد العملية."

كما أفاد الطبيب المتخصص بجراحة الأطفال، سعود الجدعان، بأن الفريق الطبي وجد أن هناك التصاق في الأمعاء الدقيقة، وقرر الفصل بين الطفلين وحصول كل منهما على ثلاثة أمتار، وهي نسبة كافية، مشيراً إلى أن هناك أيضاً التصاق في القولون والمثانة البولية.

وأفاد الفريق الطبي بأن الطفلين حسن ومحمود سيحتاجان بعد العملية لإجراء عمليات أخرى للتجميل، ولترتيب وظائف الجسم، وإعادة هيكلتها، ومنها الأجهزة التناسلية، مشيرين إلى أن الكشف عن الحالة بشكل كامل سيكون بعد الانتهاء من جميع مراحل العملية.