مبروك أنت حامل .. بتوأم
«مبروك المدام حامل.. ولد ولا بنت؟.. كل اللي يجيبه ربنا كويس».. وبإيقاع آخر يتكرر السؤال نفسه، لكن في مشهد ثان: «إيه الأخبار يا دكتور.. ولد ولا بنت؟.. مبروك، دول اثنين».
المشهد الأخير، ربما لم يغب عن ذهن النجمة أنجلينا جولي، التي تترقب توأما عما قريب، وتبدو سعيدة بالأمر.
سعادة تنعكس على وجهها ومظهرها الجذاب، وعلى ما يبدو فإن موضة التوائم ليست جديدة في هوليوود، حيث سبقتها لها العديد من النجمات نذكر منهن النجمة الأميركية جوليا روبرتس في عام 2004، والمغنية جينفير لوبيز التي وضعت توأما.
ومما لا شك فيه أن تجربة إنجاب التوائم أمر بالغ المتعة والإرهاق معا، وأكثر صعوبة وقسوة على جسد المرأة، الأمر الذي يدعو إلى الإعجاب والتعجب من احتفاظ هؤلاء النجمات برشاقتهن خلال وبعد الحمل.
الدكتورة أمنية الصافوري، استشاري التغذية العلاجية بالقاهرة، تؤكد أن سر رشاقة نجمات هوليوود بعد الولادة، سواء كان ذلك في طفل أو طفلين، يعود إلى تناول السوائل وعضلات البطن القوية قبل الحمل، وتقول: «الحمل هو الحمل بالنسبة للجسم، مع اختلاف في أشياء بسيطة عندما يتعلق الأمر بالتوائم، أهمها أن مناطق ترسب الدهون أثناء الحمل تزداد في منطقة البطن تحديدا، بالإضافة إلى ارتخاء عضلات البطن بشكل مضاعف نتيجة لكبر الحيز الذي يأخذه طفلان مقارنة بطفل واحد، فضلا عن علامات التمدد التي أيضا تكون مضاعفة».
وتتابع: «لكن قياسا بهذه السلبيات، لا يمكننا أبدا أن نلقي بكل أسباب تحول جسم الأم من غصن البان إلى شجر الجميز إلى حملها بأكثر من طفل، لأن هذا التحول الكبير في أجساد النساء العربيات تحديدا بعد الولادة يعود لعدة أسباب، من أهمها عدم اتباع أنظمة غذائية مفيدة في فترة الحمل وبعد الولادة، وعدم ممارسة أي نوع من الرياضات».
وتشير الصافوري إلى أن جسم المرأة ينظر إليه في حالة حمل التوأم من خلال 3 مراحل: «مرحلة ما قبل الحمل، مرحلة الحمل، ومرحلة ما بعد الحمل.
والنساء اللاتي لا يكتسبن زيادة في الوزن أو ترهلا في الجسم يهتممن بهذه المراحل الثلاث، مثل نجمات هوليوود، وتكون الكثير من هذه الأنظمة الغذائية والتمارين الرياضية صارمة وغير قابلة للتعديل أو التنازلات في كل هذه المراحل».
في مرحلة الحمل، على الأم أن تتابع، تحت إشراف طبي نظاما غذائيا متوازنا، لأنه من الشائع في بلداننا أن الحامل عليها أن تأكل كثيرا قدر المستطاع لأنها تغذي اثنين وثلاثة وهذا خطأ، لأن كل هذه الكيلوغرامات الزائدة من الصعب إنزالها بعد الولادة ما لم تكن تتمتع بروح صبورة ومثابرة لتخفيض وزنها بطريقة صحية، فضلا عن ممارسة رياضة خفيفة، أبسطها المشي، وإن كان في الدول الأوروبية يتبع أيضا نظام رياضي خاص للأم الحامل.
أما المرحلة الأكثر حسما في تحول جسد الأم، فتكون بعد الولادة، خاصة إذا كانت حاملا في توأم، لأنها للأسف تخضع لضغوط الأهل في ضرورة أكل كميات كبيرة بحجة أنها ترضع طفلين».
وتشير أمنية الصافوري إلى ضرورة أن تعتمد الأم بعد الوضع على تناول الخضراوات والفاكهة الطازجة والنشويات بقدر معقول، لأنها تستطيع أن تبدأ حمية غذائية للتخفيف من الوزن منذ الأسبوع الثاني أو الثالث للولادة.
وفي حال الأطفال التوأم عليها أن تزيد من كمية السوائل، بالإضافة طبعا إلى شرب الحليب الطازج لتوفير القدر الكافي من الكالسيوم للجسم في هذه المرحلة.
وبحسب طبيعة كل جسم وعدد الكيلوغرامات الزائدة ونسبة الدهون في الجسم، يمكن لأي اختصاصي تغذية أن يضع للأم نظاما غذائيا متوازنا أثناء فترة الإرضاع، بحيث لا يتعارض مع احتياجاتها واحتياجات طفليها من الغذاء.
وتشير أمنية إلى بعض الأخطاء المتداولة لدى الأسر العربية مثل أن أكل «الحلاوة الطحينية» مفيد لإدرار اللبن، وهو أمر خاطئ تماما، حسب قولها، لأن الحلاوة الطحينية مليئة بالدهون والسكريات والسعرات الحرارية العالية جدا، وتؤدي فقط إلى زيادة الوزن، وتقول: «إن ما يجهله الكثيرون أن السوائل وليس الطعام، هي العامل الرئيسي في إدرار اللبن.
صحيح انه على الأم ان تتناول طعاما متوازنا وصحيا، إلا انه لا يعني الإفراط، لأن السوائل التي تتناولها الأم، خاصة العصائر الطازجة، وما لا يقل عن لترين من الماء يوميا، أفضل ما يمكن أن تتناوله المرضع».
وتخلص خبير ة التغذية العلاجية إلى أنه: «في حال اتبعت الأم النظام الغذائي المتوازن تحت الإشراف الطبي، إلى جانب ممارسة الرياضة، أيا كان نوعها، فإنه بإمكانها أن تستعيد رشاقة جسمها في مدة لا تزيد على الشهرين، مثلها مثل أي نجمة هوليوودية.
لكن ما تجدر الإشارة إليه، أن الولادة الطبيعية تختلف عن القيصرية، بحيث لا تنصح المرأة التي أجرت عملية قيصرية بممارسة أي رياضات عنيفة وبشكل منتظم قبل انقضاء ما لا يقل عن 3 أشهر، كما يفضل ان تراجع طبيبها قبل ذلك».