جوز الهند .. فوائد وتاريخ وأشياء اخري كثيرة

يعتبر جوز الهند من أقدم ثمار الأرض وكلمة «نرجيلة» مستوحاة من اسمه الهندي
يعتبر جوز الهند من أقدم ثمار الأرض وكلمة «نرجيلة» مستوحاة من اسمه الهندي

جوز الهند من انواع الثمار الغريبة والنادرة في بعض البلدان، رغم كثرته في جنوب القارة الآسيوية. ورغم ذلك فهو معروف ومتوفر جدا في الاسواق المحلية، مستوردا بالطبع من الهند والفلبين وغيرهما، ولطالما توفر في الاسواق طازجا او جاهزا للكسر والأكل. وعادة ما يتلذذ الناس في قلب الجوزة الابيض السكري الطعم ومائه العذب وخصوصا في فصل الصيف. ويستخدم جوز الهند كثيرا في المأكولات حول العالم وفي العالم العربي يستخدم كثيرا في صناعة الحلوى.


كما يستخدم ماؤه للتطهير وبقاياه (القشور وغيرها) لإنتاج الطاقة. وفيما تستخدم اخشابه للكثير من النشاطات الإنشائية، تستخدم اوراقه ايضا لاحتياجات محلية ومنزلية ولصناعة الورق. وفي بعض البلدان الآسيوية تستغل الجوزات كأدوات منزلية مطبخية كالصحون والقدر.

وبشكل عام يستغل جوز الهند لصناعة الادوية ايضا وبعض المواد الغذائية الصناعية. وهو من اشهر انواع الثمار في الهند ولذا يستخدم كثيرا في وصفات الكاري المعروفة في جنوب البلاد وشمالها وخصوصا ولاية كيرالا. ومع هذا، ولأنه يحتاج الى بيئة وشروط خاصة للنمو (الكثير من المطر والشمس)، يظل جوز الهند محبوبا ومرغوبا جدا لندرته وشكله وشكل شجرته الحالمة والخلابة.

الاسم العلمي لجوز الهند (coconut) هو " كوكوس نيوسيفيرا " (Cocos nucifera) من فصيلة "كوكوس " (Cocos). والاسم يعود الى ثمرة شجرة النخيل وليس الشجرة نفسها. ويعتقد ان كلمة "كوكو نات " (coconut) الإنكليزية تدرجت من الإسبانية " كوكو" (Coco fruto ) التي تعود الى النقاط الثلاث السود على حبة جوز الهند التي تبدو عادة اشبه بشخص غريب او مجنون.

اما الاسم العلمي " نيوسيفيرا " (nucifera) فهو لاتيني الاصل الذي يجمع كلمتي " nux " و " ferre " (يعني جمع الكلمتين "يحمل الجوز" او :"يثمر الجوز"). ولجوز الهند مكانة خاصة في بعض المجتمعات الهندية، إذ يعتبر شجره "ملبيا للأماني" وهو جزء اساسي من الاحتفالات الدينية الهندوسية، وترمز الثمرة عند الكثير من الناس الى " الفائدة " و" الخدمة الذاتية " و"الازدهار " و"الكرم ". كما يأتي ذكر الشجرة الجميلة والطويلة في الكثير من الاساطير والخرافات والحكايات الشعبية في جنوب القارة الآسيوية.

وحول اصل شجرة جوز الهند الطويلة جدا، لا يزال هناك جدل كبير حول هذه القضية رغم اصرار العديدين على جنوب القارة الآسيوية وخصوصا دلتا الغانج. بعض الخبراء يقولون ان اصل جوز الهند يعود الى شمال غرب اميركا الجنوبية، لكن الحفريات اشارت الى وجود آثار له في نيوزيلاندا يعود تاريخها الى 15 مليون عام.

كما تم العثور أخيرا على آثار اقدم من ذلك في كل من راجستان والتاميل وولاية كيرالا (الاسم يعني ارض جوز الهند) ومهاراشترا في الهند وبنغلاديش. وفي الولايات المتحدة، من المعروف ان جوز الهند ينمو في العراء في ولايتي هاواي وفلوريدا في الجنوب وخصوصا الساحل الشرقي. كما يمكن العثور عليه شمال فلوريدا باتجاه كيب كارنفال ودايتون بتش وجنوب تاكساس بالقرب من براونسفيل وجزيرة غالفيستون، وأضف الى ذلك بعض مناطق ولاية كاليفورنيا.

ويندر العثور على النبتة في المناطق الباردة التي تقتل موجات الصقيع ثمراته على امها. وتقول الموسوعة الحرة إن جوز الهند أو "النارجيل" هي إحدى الفواكه الاستوائية المشهورة التي تنمو على الشواطئ و تدخل في صناعة العديد من المواد الغذائية. و"النارجيل" "من فصائل النخيل وفي الوطن العربي تشتهر بزراعتها محافظة ظفار في سلطنة عمان وذلك دون سواها من مناطق السلطنة الأخرى، وذلك نظرا لطبيعة جوها وموقعها المطل على المحيط الهندي.

وتتميز هذه الشجرة العريقة بأنها مصدر غذاء للإنسان بما تجود به من ثمار جوز الهند ومصدر دخل للمزارعين الذين يهتمون بزراعتها والمحافظة عليها، فمنها يحصلون على الزيت وعلى الجذوع لبناء المنازل والقوارب وعلى الليف لصناعات نسيجية مختلفة تتشابه كثيرا مع المنتجات المختلفة التي توفرها أشجار النخيل التي تتميز بها مناطق السلطنة الأخرى.

كما تتميز هذه الشجرة بأن انتاجها مستمر على مدار العام وليست موسمية كباقي الأشجار". ويستخدم القشر الداخلي الذي يطلق عليه اسم "النارجيل" بعد طحنه في مختلف انواع الطبخ وخصوصا في صناعة الحلوى وتزيينها. ويبدو ان ابن بطوطة هو الذي ذكر وجود جوز الهند في عمان ومنطقة ظفار وصلالة وبحر العرب في احدى رحلاته. ويعود ذلك الى الموسم الماطر الذي يطلق عليه اسم "الخريف". وقد بدأ يتكاثر جوز الهند في المملكة العربية السعودية والامارات العربية على الخطوط الساحلية في إطار الاستخدام التزييني، رغم المخاوف من عدوى امراضه وآفاته الى انواع الاشجار الاخرى.

وحول فوائد جوز الهند، وحسب الموسوعة الحرة، فإنها متعددة وكثيرة من الناحية الصحية، إذ انه يستخدم لعلاج امراض الكلى وبشكل خاص ماؤه الذي يساهم عادة بغسل الكلى وجميع المسالك البولية. وهو ايضاً من الثمار التي تستخدم لعلاج مرض الربو. وكثيرا ما يجري الحديث عن جوز الهند وزيته.

وحول سبل استخراج الزيت يقول احد العارفين بعالم جوز الهند، انه " يتم استخراجه واستخلاصه منها، والذي يتم عادة عن طريق تقشير الثمرة ثم فتحها للحصول على السائل الذى يوجد بداخلها وهو اللبن ثم يوضع في إناء عميق لمدة 24 ساعة مع تغطيته وبعد مرورها أو مرور 36 ساعة ينفصل الزيت بشكل طبيعي أو تلقائي ليكون بلونه الصافي الجميل ورائحته الشيقة ومذاقه اللذيذ، وبهذا يتم الحصول على زيت مفيد لكافة الأغراض العلاجية والطهي".

وحول خواص هذا الزيت، تضيف الموسوعة بأن حمض اللوريك يشكل 50% - 53% منه وهو نفس الحمض الموجود في لبن الثدي. كما ان هذا الزيت خال من الاحماض الدهنية، " ويمكن تخزين زيت جوز الهند لفترة طويلة حيث إنه يحتوي على خواص طبيعية مضادة للاكسدة".

وتضيف الموسوعة بأن الزيت مرطب وملطف للشعر ومضاد لقشرة الرأس. كما أن زيت جوز الهند مفيد جدا في أغراض الطهي كما سبق وذكرنا، إذ ان تركيبته الكيميائية لا تتحول إلى سلسلة من الأحماض الدهنية حتى عند التعرض لدرجات الحرارة العالية بخلاف باقي الزيوت الأخرى مثل زيوت الخضراوات.

كما ان زيت جوز الهند يساعد كما يبدو على تخفيف الوزن بشكل طبيعي ومن دون الحاجة الى اتباع نظام غذائي معين. وأضف الى ذلك ان جوز الهند مفيد لاضطرابات الجهاز الهضمي (داء كرون والتهاب القولون)، و"مضاد لطفيليات الأمعاء، ومنشط لعملية التمثيل الغذائي عند مرضى الغدة الدرقية ويرفع من معدل درجات حرارة الجسم.

ولانه غني بحمض اللوريك فهو من المواد المضادة للبكتيريا الضارة والفايروسات. ولأنه يضم بعض المواد المهمة، فهو ايضا مجدد لطاقة الجسم ويستخدم لعلاج مرضى نقص المناعة المكتسبة " الايدز " والسرطان. والاهم من هذا ان زيت جوز الهند من زيوت التدليك المعروفة والهامة، كما ان مكوناته تدخل في "تصنيع الصابون الطبيعي ومنتجات العناية بالجلد والشعر" والتجميل بشكل عام.