الموز .. فوائد جمة وتاريخ حافل
لا يزال الموز من الفاكهة والاطعمة الرئيسية والاساسية للملايين من سكان المعمورة، وفيما تستخدم معظم دول العالم، خاصة العالم الثالث او الدول النامية الموز الاصفر الحلو، تلجأ دول اميركا الوسطى الى استخدام الموز الاخضر وعلى نطاق واسع، في جميع انواع الطبخ كما هو الحال مع البطاطا مشويا ومقليا ومسلوقا وغيره (طعمه يشبه طعم البطاطا وفيه نفس الكمية من الوحدات الحرارية كالبطاطا).
ولا تزال الهند على رأس الدول المنتجة للموز حول العالم (الاولى بين عامي 2003 ـ 2005)، إذ تستحوذ على 23 بالمائة من ثروات العالم منه. الا ان الهند تستخدم معظم الموز الذي تزرعه للاستهلاك المحلي. اما اكثر الدول تصديرا له الى الخارج فهي الإكوادور وكوستاريكا والفلبين وكولومبيا. وتشكل هذه الدول مجتمعة ثلثي الموز المصدر في العالم وعلى رأسها الإكوادور بنسبة 30 بالمائة من الموز المصدر حول العالم حسب ما تؤكده منظمة الزراعة والغذاء العالمي التابعة للأمم المتحدة.
وبشكل عام فإن معظم المنتجين للموز حول العالم هم من المزارعين الصغار، إذ يعتبر الموز في بعض الدول جزءا من الأمن الغذائي وحاميا من المجاعة، حين يتعذر العثور على محاصيل أخرى بسبب الاحوال الجوية وغيرها.
اضافة الى ذلك يعتبر الموز من اكثر الفاكهة استهلاكا في العالم، رغم تدني اسعاره لدى المزارعين وارتفاع عدد الشركات الدولية الكبرى التي تمتلك مزارع خاصة بها في كل من الإكوادور والبرازيل والمكسيك وكولومبيا وهندوراس وكوستاريكا وغواتيمالا. ولأن معظم مزارعي الموز في مثل هذه البلدان أي بلدان اميركا الوسطى واللاتينية، من الاغنياء والاثرياء جدا في بلدانهم ولهم باع طويل، اعتبر الموز في بعض البلدان الاوروبية والغربية من المواد التي تقع تحت خانة التجارة العادلة او ما يعرف بـ «فير تريد» (Fair Trade).
ويعود تاريخ استغلال الموز على نطاق واسع وللاستهلاك الدولي الى القرن التاسع عشر وشركة «يونايتد فروت كومباني» (United Fruit Company) التي اصبحت تحمل اسم «تشيكيتا» (Chiquita) حاليا. ومنذ بدايات القرن العشرين كان الموز الى جانب القهوة يسيطران على اقتصادات تلك الدول، خصوصا اميركا الوسطى لدرجة ان شكّلا 75 بالمائة من صادرات تلك البلدان في الثلاثينات، و67 بالمائة في الستينات.
ولهذا ينطبق على هذه الدول فعليا، وبالمعنى الاقتصادي، لقب «جمهوريات الموز» الذي يطلق على دول اميركا اللاتينية والوسطى للتدليل على الفوضى السياسية والامنية. وفيما تعتمد اوروبا على دول الكاريبي في استيراد موزها، تعتبر الولايات المتحدة الاميركية من اقل الدول استغلالاً له رغم زراعته في ولاية فلوريدا في الجنوب وجزيرة هاواي (تنتج 14000 طن متري سنويا).
المعلومات المتوفرة تشير الى ان الزراعة المنظمة والمكثفة للموز في العالم بدأت في دول جنوب شرقي آسيا، وان الحفريات تقول إن بدء استخدامه كان في بابو نيو غينيا قبل 8 آلاف سنة، وتعرف الفلبين وماليزيا واندونيسيا ونيو غينيا بالكثير من انواعه البرية.
وعثر على الكثير من الادلة على ان الموز كان مستغلا على نطاق واسع في افريقيا ومدغشقر قبل 3 آلاف سنة، وقد نقله العرب والمسلمون الى شرق افريقيا لاحقا. وساعد انتشار الاسلام على انتشار الموز في منطقة الشرق الاوسط، إذ احبه العرب والمسلمون ويقال إن له مكانة خاصة وجاء في بعض احاديث الرسول صل الله عليه وسلم.
وظهر الموز في نصوص من فلسطين ومصر تعود الى القرن العاشر. ويعتقد انه انتشر من هناك الى شمال افريقيا وبالتالي الاندلس او جنوب اسبانيا. وكان العرب آنذاك يعتبرون موز غرناطة من افخر الانواع على الاطلاق. ونقل البرتغاليون الموز الى اميركا من غرب افريقيا حوالي عام 1500. ويقال ان اسم الموز الاصلي يعود الى غرب افريقيا، حيث نقل الى الإنجليزية عبر الإسبانية والبرتغالية.
يقال إن اهل الهند منذ القدم كانوا يطلقون على الموز اسم «طعام الفلاسفة» بسبب محبة الفلاسفة له. وتقول الموسوعة الحرة إن المزارعين العرب سموا الموز «قاتل أبيه» «لأنه بعد نضج ثمره يجب أن تخلع شجرته لتنبت مكانها أو قريبا منها شجرة أخرى تعطي ثمارا جديدة».
وتضيف الموسوعة بأن الفاكهة الاستوائية المعروفة بموطنها الأصلي جنوب شرقي آسيا وارخبيل المالاي واستراليا، وقد عرفها العرب قبل أوروبا عن طريق التجارة، وكانت تعرف بالعربية الفصيحة باسم «بنان الموز»، فيقول الرجل في السوق أعطني من بنان الموز، و يعني «أصابع الموز»، فأخذ الانجليز اسم «بنان» بالإضافة إلى الحرف الأول من «ال» التعريف لتصبح «بنانا» (Banana) وهو اسم الموز بالإنجليزية.
ويقول موقع طبيب دوت كوم المعروف حول الموز، انه من عائلة تعرف باسم Banana، وان الاسم «بانتان» (Pantain) «يطلق على الأنواع التي تتطلب طهياً لكي تؤكل، وهي تطبخ بالفرن أو تسلق أو تشوى أو تقلى بالزيت، ويمكن أن توضع في الشوربة واستعمالاتها تكون مثل استعمال البطاطا ويمكن أن تجفف ثم تطحن إلى بودرة مثل الطحين». وان الموز حوالي 40 نوعا.
وفي إطار فوائده الطبية، يضيف الموقع بأن الموز يعتبر مادة غذائية أكثر منه مادة شفائية للعدوى، وهو طارد للديدان ومضاد للسعة الثعبان ويعالج النقرس ويكافح الإسهال والامساك ويخلص من الحموضة في المعدة ويمتصها، ويمنع تصلب الشرايين وينشط «حركة الدماغ، خصوصا القدرات التعليمية للافراد، نتيجة احتوائه على البوتاسيوم. وبسبب وفرة الفوسفور فهو ضروري جدا للذاكرة والحفظ. اضف الى ذلك انه «ملين للطبيعة ومدر للبول ومفتت للحصى والرمل ومنشط للكلى وينعم البشرة ويزيل الكلف والأصباغ». ويستخدم عصير الموز والعسل في الهند للكثير من العلاجات.
ويقال ايضا ان الموز يعالج الكآبة لاحتوائه على بروتين ترايبتوفان الذي بدوره يتحول الى سيروتنيوم الذي يمنح الجسم الراحة والشعور بالاسترخاء والاطمئنان. ومن فضائل الموز ايضا انه يحفز على انتاج مادة الهيلوغلوبين وبالتالي المساعدة على التخلص من فقر الدم ومكافحة ضغطه.
كما ينصح الاطباء الحوامل بتناول الموز للتخلص من غثيان الصباح وتغذية الطفل. وتساعد جلدة فاكهة الموز كما يعتقد على تخفيف تورم لسعات الدبور والنحل وغيرها من اللسعات الضارة. وتعتقد بعض شعوب آسيا ان تناول الموز يعدل او يخفض درجات حرارة الجسم، وقد تبين اخيرا انه يساعد الراغبين في التخلص من التدخين والإقلاع عن العادة السيئة بسبب احتوائه على فيتامين «بي 6» و»بي 12».
وعلى رأس فوائد الموز انه، يعدل عمل القلب ونبضاته ويساعد على ارسال الاوكسجين الى المخ مع موازنة السوائل كافة في الجسم. والاهم من هذا ان الفاكهة الغريبة والطيبة، تنظم عمل الغلوكوز في الدم الذي يساهم في التخلص من الالم خلال العادة الشهرية، ومنع اربعين في المائة من السكتات القلبية في حال تم تناوله بشكل منتظم.
بأية حال، فإن استخدامات الموز كثيرة حول العالم. ففي جنوب شرقي آسيا، في التاميل والبنغال وكرالا في الهند مثلا، يستخدمون زهر الموز في العديد من الاطباق. ويقدم عجرا اخضر مع بعض الصلصة او مطبوخا مع الحساء وشتى انواع الكاري. كما تستخدم هذه المناطق قلب جذع شجرة الموز في الطبخ، ويتم قليه بالزبدة كما هو الحال في ماليزيا وهو من الاطعمة الشعبية.
كما يقدم الموز مع البوظة في اندونيسيا وسنغافورة اللتين تقدمانه مقليا ومشويا بقشره او مطبوخا بالارز على البخار واحيانا مع جوز الهند. ولان أوراق شجر الموز لينة وكبيرة وضد الماء، يستخدمها البعض في آسيا كمظلة واحيانا لحفظ الاطعمة واحيانا اخرى للف المآكل والسندويشات. وهناك «بنان شيبس» ايضا، ومربى الموز.
فوائد الموز
بالإضافة الى الفيتامينات الكثيرة، يحتوي الموز على المعادن، خصوصا البوتاسيوم المفيد للخلايا والأعصاب والعضلات. وتقول الموسوعة الحرة، ان الثمار الناضجة للموز «تلين المعدة وتقويها ضد الحموضة والقرحة، وتعالج ضغط الدم المرتفع. وبها أحماض أمينية عالية، لا سيما تربتوفان» المعروف بفوائده في مسألة النوم والارق.
الإنتاج العالمي من الموز
يأتي الموز في الترتيب الرابع بين المحاصيل الغذائية في العالم بعد الارز والذرة والقمح. ويعتبر الموز من الاغذية الاساسية والسلع التجارية المهمة في معظم الدول الاستوائية.
* الهند ---------------- 16.8 مليون طن متري.
* البرازيل --------------- 6.7 مليون طن.
* الصين ---------------- 6.4 مليون طن.
* الإكوادور ------------- 5.9 مليون طن.
* الفلبين ---------------- 5.8 مليون طن.
* إندونيسيا ------------- 4.5 مليون طن.
* كوستاريكا ----------- 2.2 مليون طن.
* المكسيك ------------- 2 مليون طن.
* تايلاند -------------- 2 مليون طن.
* كولومبيا------------- 1.6 مليون طن.
* بوروندي ----------- 1.6 مليون طن