تصميم الأزياء في أيران .. عمل خلف الأبواب المغلقة
لا يخطر في بال أحد أن تصبح طهران عاصمة للموضة والأزياء، ولكن هذا ما يحدث فعلاً، بجهود مجموعة من المصممين الشبان.
ففي هذا البلد، الذي يتوجب على جميع النساء فيه ارتداء الحجاب، تزدهر خلف الأبواب المغلقة صناعة تصميم الأزياء، التي تمتهنها نسبة لا بأس بها من الإيرانيات.
وتقول مصممة الأزياء الإيرانية الشابة صدف: « على الناس القدوم إلى طهران والتعرف إلى تصاميمنا وأزيائنا»، بحسب ما نشر على موقع « سي ان ان» الإلكتروني.
وصدف واحدة من مجموعة من المصممين الإيرانيين الشبان الذين بدأوا يظهرون على الساحة، وهي كانت تتمنى وهي طفلة أن تصبح رائدة فضاء لتزور النجوم، ولكن النجوم باتت تطرق بابها من خلال المشهد الإيراني «الجديد».
وتضيف صدف: «إنه لشعور رائع، فالأمر يشبه لوحة فنانة تحاول عرض أعمالها في معرض، وعندما تلاحظ اهتمام الناس، تفخر بما فعلت... أعتقد أن لدي هذا الشعور نفسه».
ونجاح صدف لم يأت من فراغ أو صدفة، فالفضل كله يعود إلى موهبتها وثماني سنوات من العمل الجاد. فهي لم تدرس تصميم الأزياء في الجامعة، بل التحقت بقسم فنون المسرح، حيث كانت تصمم ديكور المسرحيات وأزياءها.
وبعد الجامعة، حين لم يعد هناك أي ممثلين أو مسرحيات، بدأت بتصميم الأزياء لأصدقائها.
وفي آخر عروضها، اتخذت صدف عنوان «الخوف والرعب» لتصاميمها، وهو أقل ما يمكن أن نصف به حال المصممين وكل من يحبون الموضة في إيران.
فالشرطة النسائية الإيرانية في كل مكان، تراقب ما إذا كانت النساء تلتزم وضع الحجاب أم لا، وإلا فإن مصير من يخالف القانون هو السجن.
تقول صدف: «أعتقد أن الإيرانيين يشبهون الفرنسيين، فهم أولاً يتأكدون من ارتدائهم ثياباً تناسب الموضة، ومن ثم تأتي الأمور الأخرى، نحن نحب ارتداء الأزياء العصرية، وعلى رغم أن النسوة هنا يرتدين «الشادور»، إلا أن ما تحته ينم عن اعتناء كبير بالمظهر».
ولعل التحدي بالنسبة الى المصممات الإيرانيات، ابتكار مبادئ جديدة لتصميم الأزياء التي من الممكن أيضاً أن تتماشى مع القوانين الموضوعة في البلاد.
أما بالنسبة الى عروض الأزياء، فهناك قوانين كثيرة على المصممات الالتزام بها، كعدم إتاحتها للعامة، وعدم السماح للرجال بحضور العروض، كما لا يمكن الإعلان عنها. تعرف المصممة الايرانية أنها تعيش في بلد تحكمه مجموعة من القوانين والتشريعات التي عليها اتباعها، لذلك حفظتها بينما كانت تصمم أزياءها.
ويعتبر الحصول على عارضة أزياء إيرانية من أبرز التحديات.
تقول صدف: «ليس لدينا عارضات محترفات في إيران، وهذا الأمر شكل لي عقبة أساسية تتمثل في إيجاد عارضات مناسبات يمكنهن العمل وفقاً للقوانين الموضوعة».
وعلى رغم كل هذه القوانين، تسعى مصممات إيران من وراء الأبواب المغلقة إلى كسر الحواجز وتغيير الفكرة السائدة عن أزيائهن، لوضع بلدهن على خريطة أشهر عواصم الأزياء في العالم.