معرض في المانيا عن حقائب يد السيدات يحكي قصة نشأتها وتتطورها"
افتتح في مدينة "Kissing " كيسنج الواقعة في جنوب المانيا معرض فريد من نوعه يختص فقط بحقائب يد السيدات، انها فكرة جديدة في عالم المعارض ليس الهدف منها تجاري او دعائي.. انما هدف ثقافي متعدد الجوانب، فمن خلال عرض الحقائب التي جمعت عبر قرنين من الزمان، يمكن للزائر ومن خلال مقارنتها ببعضها البعض دراسة اذواق بل واحوال السيدات عبر هذه الفترة الزمنية الطويلة.
في داخل المعرض وخلف الزجاج تعرض الحقائب بشكل انيق وبذوق سليم ، ولا يشعر المرء بأي ملل اثناء الزيارة خاصة وان الشرح المكتوب يجعلك تتنقل بين سنوات الماضي الغابر الذي يمتد من عهد الملوك والقياصرة الي العهد الحالي وذلك من خلال تتبع التطور في حقائب يد السيدات ..
شعار المعرض هو " شئ عزيز للسيدات" وهو شعار صادق ينم عن مدي ارتباط السيدات بحقيبة اليد ، اذ انه من الصعب تخيل سيدة بدون حقيبة يد ، بل ان مزاج وطبيعة السيدات يمكن قرأتها في شكل الحقيبة التي تحملها او حتي في طريقة حملها للحقيبة كما يؤكد ذلك علماء النفس .
اهمية هذا المعرض تمكن في انه الاول من نوعه في المانيا بل وفي اوروبا المخصص لهذا الغرض، لهذا السبب ليس من المستغرب رؤية هذا الزحام فيه ولا يتوقف الامر علي النساء فقط بل يحرص الرجال ايضا علي زيارته والتعرف علي اذواق نساء تللك الفترة من الزمان ، كذلك ورؤية حقائب المشاهير في تلك الفترة .
يحتوي المعرض علي مجموعة ضخمة وفريدة من حقائب يد السيدات ، تقدر بحوالي 1000 حقيبة يد ابتداء من عام 1800 . يرجع الفضل في جمعها وتصنيفها الي مديرة المعرض السيدة " Ingred Buresch" انجريد بيروش - التي تتحدث بحب عن المعرض وتقول: " لقد استغرق العمل 30 سنة حتي تم تجميع هذه الحقائب الاصلية من كل صوب وحدب".
ولكن لماذا كرست كل هذا الوقت من اجل المعرض ؟
تقول: انها كسيدة تعرف ماذا تعني حقيبة يد السيدات ومدي اهميتها الي السيدة كرمز للاناقة واحيانا للثراء بالاضافة الي الاهمية الشخصية كمكان انيق لحفظ حاجيات السيدات الخاصة ، لهذا فقد استهوتها الفكرة تماما وهي تجميع الحقائب من اسواق الانتيكات واسواق الاشياء القديمة من دول العالم المختلفة – وتضيف بأنها رأت فيها تعبيرا واقعيا عن الفترات التاريخية التي ظهرت فيها ، فاعوام الرخاء تظهر علي الحقائب كذلك بعد الحروب كانت الحقائب تميل الي اللون الاسود .
انها تري في هذه المجموعة المعروضة كنز ثقافي وفني كبير يمكن الانسان من دراسة احوال السيدات في تلك الفترة بل ودراسة التصميمات والموضة ايضا.
من اجمل الحقائب المعروضة حقيبة لمدام "بامبادور" الفرنسية الشهيرة التي كانت احب العشيقات الي الملك لويس الخامس عشر والتي يرجع لها الفضل في شراء قصر " الاليزيه" عام 1753 المقر الرئيسي لرؤساء فرنسا الان والذي شيد في عام 1718 - لقد شهدت تصميمات الحقائب في عهدها رقة وجاذبية ، فكانت الحقائب صغيرة الحجم انيقة عليها مشغولات آخاذة وجميلة ، ايضا هناك حقيبة للامبراطورة النمساوية " ماريا تريز" التي شهد عهدها تصميمات الحقائب المطرزة باشغال اليد والتي صنع منها المصممون تحف جميلة تحملها السيدات .
من اللافت للنظر في المعرض تلك النوعية المثيرة من الحقائب المعدنية مختلفة الاشكال والاحجام وتقول عن ذلك مديرة المعرض- لقد اصبحت حقائب اليد " موضة " مع نهاية القرن التاسع عشر .. وهو الوقت الذي شهد ثورة في ادخال المعادن من الذهب والفضة والاحجار الكريمة في زينة الناس .. ودخلت في صناعة الملابس، وبالطبع رافق ذلك حقائب السيدات ايضا التي دخلت المعادن في جزء من صناعتها فكانت سلاسل من الفضة والذهب توضع عليها كنوع من الزينة - وتضيف السيدة" بيروش" - انها حقيقة فعلا ان الحقائب تعبر بكل وضوح عن نكهة وروح العصر الذي مثلته فتصميم الحقائب يمثل قراءة ايضا لثقافة المرأه وليس فقط الاناقة .
رافقت الحقيبة علي الدوام الانسان منذ نشأته الاولي ، وفي العصور القديمة كان الناس يحملون الاكياس و يضعون فيها امتعتهم الشخصية بشكل تلقائي ، ومع بداية القرن التاسع عشر، بدأت ثورة حقيقة في عالم الحقائب خاصة حقائب يد السيدات التي لم تتغير فكرتها حتي الان، انما الذي تغير فقط هو تصميمها الذي اتخذ انماطا واشكالا مختلفة، ومن ثم اصبحت صناعة ضخمة تقف وراءها مصانع ومتاجر وشركات ومصممين حتي اضحت تجارة رابحة تعود علي كثيرين بالنفع المادي وعلي السيدات دائما بالابهة والاناقة الشديدة.
معروف ان حقائب يد السيدات داعبت مخيلة مخرجي الافلام السينمائية علي الدوام خاصة افلام " الفريد هتشكوك" التي استخدمها لاخفاء ادوات الجريمة . يقول : " لويس فيتو " الفرنسي مصمم حقائب السيدات والموضة قولي لي ماذا تحملين من حقيبة ..اقول لكي من انتي .. ويضرب مثلا بحقيبة "مارجريت تاتشر" رئيسة الوزراء البريطانية السابقة التي كانت تدل حقيبة يدها علي شحصيتها العملية فكانت الحقيبة كبيرة علي الدوام لتتسع للملفات والاوراق الكثيرة التي كانت تلازمها طيلة الوقت اما حقيبة ملكة انجلترا اليزبيث فتدل علي شخصيتها المحافظة.